«ميثاق تأسيس سلطة الشعب» من منظور لجان المقاومة في السودان


هل تؤثر التباينات بين لجان المقاومة بشأن ميثاق تأسيس سلطة الشعب، على حراك الشارع ضد السلطة الانقلابية؟

التغيير: فتح الرحمن حمودة

وقع عدد من كيانات لجان مقاومة في السودان، مؤخراً على (ميثاق تأسيس سلطة الشعب)، بهدف قطع الطريق أمام أي عمليات تسوية سياسية، تلوح في الأفق.

في المقابل تحفظت بعض تنسيقيات لجان المقاومة، وقوى سياسية على الميثاق، لأسباب أبرزها أنه يعبر عن رؤى الحزب الشيوعي السوداني.

ورفضت قوى الحرية والتغيير، تلبية دعوة حضور فعالية التوقيع، لتجاهلها التحالف، والإصرار على مخاطبة عضويته بشكل منفرد.

بيد أن كثيرين على قناعة بأن المواثيق والإعلانات السياسية الصادر عن لجان المقاومة على تباينها، تمهد الطريق لبلورة النشاط المناهض للعسكر، في شكل عمل سياسي، من شأنه تمكين عناصر المقاومة من فرض برامجهم على السياسيين بعد إزاحة الانقلاب، هذا إن لم يكن بتقديمهم لتبوأ مراكز تنفيذية وتشريعية رفيعة.

وتحصلت «التغيير» على نسخة من الميثاق، تهدف إلى صياغة رؤية سياسية وطنية موحدة حول طبيعة الدولة، الحكم، الاقتصاد و تداول السلطة وذلك بحسب ما جاء في ديباجتها.

ومع اقترابنا من العام الأول للانقلاب العسكري، بدأت لجان المقاومة (الكيان المسؤول عن تنظيم الفعاليات الاحتجاجية) في توحيد صفوفها من خلال تشكيل اصطفاف سياسي جديد.

يقول عضو اللجنة الفنية لدمج المواثيق تاج الدين إسحق، إن الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب المعلن خطوة في اتجاه صحيح نحو توحيد لجان المقاومة تحت مظلة برنامج سياسي واحد لإدارة الفترة الانتقالية عقب إسقاط الانقلاب.

وعدّه في حديثه لـ«التغيير» بمثابة التحول النوعي بالنسبة للثورة السودانية، بوضع العتبة الأولى لوحدة قوى الثورة لإحداث اختراق في المشهد السياسي وصولاً لإسقاط الانقلاب الحالي.

مشيراً إلى أن الإعلان يوحد لجان المقاومة على أساس برنامج سياسي بأرضية مشتركة تعمل على تمتين تنظيمها مع ضمان ترابط وحدتها وتماسكها في الحاضر والمستقبل.

ويسعى الميثاق المعلن حسب نصوصه لتحويل السلطة إلى الشعب بانتزاعها ممن اسماهم «النادي السياسي النخبوي» بشقيه التقليدي والحديث، كونه يخدم أهداف تحالف التبعية للأطماع الخارجية ضد مصالح الغالبية العظمى من الشعب السوداني.

في صف التأييد

يقول عضو لجان مقاومة مدينة ود مدني أُبيّ عمر لـ«التغيير» إن خطوة الإعلان عن الميثاق ايجابية، خاصة الحديث عن وحدة اللجان الداخلية والبرامجية التي تلحقها الوحدة التنظيمية كجسم واحد.

ويشير إلى أن النخب السياسية التقليدية والحديثة ما زالت تعمل على تقديم نفسها بإعادة إنتاج الأزمة ودولاب الحياة السياسية الفاشل، ما يستدعي بالضرورة أن يحدث في المشهد السياسي تغيير جذري شامل.

مشدداً على مرونة الميثاق لمقابلة كلما يستجد في الساحة من معطيات، لا تنفصل عن العمل الميداني.

ويرى الناشط أحمد التوم أن ميثاق تأسيس سلطة الشعب يتميز عن بقية المواثيق الأخرى باهتمامه بتشكيل السلطة من المجلس التشريعي وهذا ما يضمن التوافق على الحد الأدنى.

ويضيف أن الميثاق سيكون له دور كبير في تشكيل المشهد السياسي من جديد وإعادة التوازنات وصياغة مواثيق القوى بشكل جديد ويحدث تأثير فعلي واختراق حقيقي.

ويرى التوم أن الإعلان عن الميثاق تم بنوع من النخبوية وبطريقة عجولة من حيث الصياغة والتوقيع مضيف أن هنالك فرصة لقيام بمراجعات للمشاكل التي قد تواجه الميثاق إجرائيا مبينا يمكن أن تبتدر لجان المقاومة نفسها في عملية حوار داخلي شديد وتصل للمناطق البعيدة لتفادي المخاوف التي تهدد لجان المقاومة مستقبلا.

ويضيف التوم أن الميثاق يستطيع أن يقدم اللجان كفاعل رئيسي في المشهد السياسي، ويجعلها محل اعتبار واحتراف في أي صياغة سياسية مقبلة خصوصا أنها استطاعت بعد الانقلاب من أن تتصدر المشهد السياسي.

واعترضت لجان مقاومة على ملحق اقتصادي في الميثاق، بدعوى عدم عرضه عليهم، مصرين على أن توقيعهم كان حصراً على الميثاق.

بدوره، ينظر عضو لجان مقاومة الأبيض محمد أحمد أن الميثاق يطرح بديناميكية كبيرة، مجموعة من الرؤى القابلة للتجريب والتطوير قبل تنزيلها على أرض الواقع.

بيد أن محمد أحمد عاد وأظهر بعض تحفظاته على طريقة صياغة الميثاق الأمر الذي دفع بعض اللجان لرفض التوقيع عليه، ما قد يجعله مهتزا وفاقد الثقة.

وتابع: يمكن أن يشهد الميثاق اصطفافا لصالحه ولكنه لا يساعد في تنظيم المشهد السياسي بأي شكل من الأشكال.

ويرى عضو لجان إحياء بحري، محمد عبد الحميد أن الغاية من إنتاج المواثيق كانت العمل على وحدة لجان المقاومة والخروج بميثاق موحّد يجمعها في كل أنحاء البلاد.

ويأمل أن يتم إنجاز الميثاق الموحد من كافة لجان المقاومة في السودان، على أن يُطرح على كل القوى المدنية والسياسية، هذا بالتزامن مع تغليب القوى السياسية لمصلحة البلاد والعباد وإعطاء فرصة للشباب بأن يلتفوا حول راية واحدة، أثناء نضالهم ضد الحكم العسكري.

ويضيف محمد بأنه من الصعب أن يحقق الميثاق اختراقاً في المشهد السياسي نتيجة التخبطات في الساحة السياسية.
مبينا بأنه سيكون تأثيره إيجابياً بالنسبة لمستقبل اللجان في كونها استفادت من تجربة إنتاج هذا الميثاق، حتى وإن اخفق في الوصول إلى غاياته النهائية.

التوقيع

ووقعت كيانات من لجان المقاومة عن العاصمة والولايات، الأسبوع الماضي، على الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب في اتجاه البدء في عملية سياسية جذرية.

وشمل الميثاق خمسة مرتكزات أساسية متمثلة في أحكامه العامة، الإعلان السياسي، سلطة الشعب «البرلمان»، ميثاق الشرف السياسي، برنامج الفترة الانتقالية والدستور.

تاريخ الخبر: 2022-10-11 18:22:57
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

أول تعليق إسرائيلي رسمي على موافقة حماس على مقترح الهدنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:26:03
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 60%

مويس يغادر منصبه كمدرب لوست هام في نهاية الموسم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:25:50
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 69%

أول تعليق إسرائيلي رسمي على موافقة حماس على مقترح الهدنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:25:58
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 67%

مويس يغادر منصبه كمدرب لوست هام في نهاية الموسم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:25:56
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية