انتخابات التجديد النصفي للكونغرس: خمسة أسباب توضح أهميتها

  • أنتوني زورشر
  • مراسل أمريكا الشمالية

صدر الصورة، Getty Images

سيكون لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي في 8 نوفمبر/تشرين الثاني، تأثير كبير في الولايات المتحدة، ولا سيما مصير الرئيس جو بايدن وحزبه الديمقراطي.

ورغم أن الاقتراع لا يشمل بايدن نفسه، ستحدد انتخابات التجديد النصفي من يسيطر على الكونغرس وكذلك المجالس التشريعية في الولايات ومكاتب حكام الولايات.

وبالتالي فسوف تؤثر نتيجة الانتخابات على الصراع المقبل في الانتخابات الرئاسية 2024، خاصة أنها قد تشهد إثارة كبيرة مع احتمالات ترشح دونالد ترامب مرة أخرى.

وفيما يلي نرصد خمسة أسباب تظهر أهمية هذه الانتخابات:

الحق في الإجهاض

قضية الإجهاض تمثل حالة مثالية لفهم كيف يمكن أن يؤثر التصويت في انتخابات التجديد النصفي بشكل مباشر على شكل السياسات المستقبلية والحياة اليومية للأمريكيين.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • دونالد ترامب: هل تعزز "مداهمة" إف بي آي منزل الرئيس الأمريكي السابق مكانته السياسية؟
  • دونالد ترامب يشن حملة شرسة ضد خصومه من الجمهوريين
  • دونالد ترامب يمتلك حاليا الجمهوريين - فاينانشيال تايمز
  • الإجهاض: ولاية كانساس الأمريكية المحافظة تصوت لصالح احتفاظ المرأة بحق الاختيار

قصص مقترحة نهاية

ففي يونيو/حزيران، ألغت المحكمة العليا حقوق الإجهاض التي يحميها الدستور. ويتسابق الحزبان (الجمهوري والديمقراطي) لتقديم تشريع فيدرالي جديد حول الإجهاض، لكن سيتم إقراره فقط في حال حسم السيطرة على الكونغرس.

  • انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة: ما الذي تعنيه بالنسبة للنساء في الكونغرس؟
  • حكم قضائي في ولاية أريزونا الأمريكية يحظر الإجهاض بشكل شبه كلي
  • التايمز: هل يُمنع ترامب من الترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة؟

ويعد الديمقراطيون بإقرار حقوق الإجهاض في القانون الفيدرالي، بينما اقترح الجمهوريون فرض حظر وطني على الإجهاض بعد 15 أسبوعا من الحمل. وقد تحل هذه القاعدة حال تطبيقها محل الحماية القائمة للإجهاض في الولايات التي يحكمها ديمقراطيون مثل كاليفورنيا وإلينوي ونيويورك.

صدر الصورة، Getty Images

وستبرز قضية حقوق الإجهاض في الولايات بصورة خاصة، حيث يمكن أن تحدد نتائج الانتخابات التشريعية ومن يفوز بمنصب حاكم الولاية بشكل مباشر شرعية إجراء الإجهاض في تلك الولايات.

والطرف الفائز على المستوى الفيدرالي ومستوى الولاية سيؤثر على تحديد الأولويات. فإذا انتصر الجمهوريون، فمن المتوقع أن تكون على رأس أولوياتهم السياسات المتعلقة بالهجرة والحقوق الدينية والتصدي لجرائم العنف. وبالنسبة للديمقراطيين ستكون أولوياتهم السياسات المتعلقة بالبيئة والرعاية الصحية وحقوق التصويت والسيطرة على السلاح.

سلطة التحقيق والاعتراض

سيكون لانتخابات التجديد النصفي تأثير يتجاوز الدوائر السياسية.

ولمدة عامين، كان رقابة الكونغرس تحت سيطرة الديمقراطيين، مما قلص حجم الاستجوابات الموجهة للبيت الأبيض، كما جعلوا من أحداث شغب 6 يناير/كانون الثاني هي المحور الأساسي لتحقيقات الكونغرس.

لكن كل ذلك سيتغير إذا سيطر الجمهوريون على غرفة واحدة في الكونغرس، أو على كليهما. ويتوعد الجمهوريون في مجلس النواب بالفعل بعقد جلسات استماع حول العلاقات التجارية لهانتر، نجل الرئيس جو بايدن، مع الصين، بالإضافة إلى تحقيقات مفصلة في سياسات الهجرة لإدارة بايدن، وانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وأصل جائحة فيروس كورونا.

مستقبل جو بايدن

تُعتبر الانتخابات التكميلية عادة استفتاء على العامين الأولين من فترة الرئاسة، حيث يتعرض الحزب الحاكم لضربة في هذه الانتخابات في كثير من الأحيان.

وقد كانت شعبية الرئيس بايدن ضعيفة لأكثر من عام.

وبينما يبدو أن حظوظ الديمقراطيين قد تعافت إلى حد ما، فإن التضخم المرتفع والمخاوف بشأن الاقتصاد تعني أن الحزب لا يزال يواجه معركة شاقة للسيطرة على غرفتي الكونغرس.

وفي أول عامين من توليه الرئاسة، تمكن بايدن من سن تشريعات جوهرية بشأن تغير المناخ، ومراقبة الأسلحة، والاستثمار في البنية التحتية على الرغم من أغلبية الديمقراطيين البسيطة في الكونغرس.

ومع ذلك، إذا سيطر الجمهوريون على إحدى غرف الكونغرس، فإن نافذة الإنجازات التشريعية سوف تُغلق أمام الرئيس لبقية فترة رئاسته.

وسيتم تفسير أي نتيجة سلبية للديمقراطيين في الانتخابات على أنها علامة على الضعف السياسي المستمر لبايدن، وقد تتجدد الدعوات بتنحي بايدن جانبا من أجل مرشح ديمقراطي آخر يخوض سباق الرئاسة في عام 2024.

طموحات دونالد ترامب عام 2024

على عكس الرؤساء المهزومين في الانتخابات الرئاسية، لم يترك ترامب السياسة بهدوء.

ويبدو أنه لا يزال مهتما بالعودة إلى البيت الأبيض عام 2024، ويمكن أن تعزز انتخابات الكونغرس من آماله في الترشح أو تقضي عليها.

صدر الصورة، Getty Images

وعلى الرغم من عدم وجود ترامب في بطاقة الاقتراع، فإن العشرات من المرشحين الذين اختارهم يخوضون سباقات انتخابية رفيعة المستوى في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

وكان الرئيس السابق قادرا على رفع حظوظ بعض المرشحين في مجلس الشيوخ ليتفوقوا على سياسيين جمهوريين تقليديين، على الرغم من اعتراضات كبار القادة الجمهوريين.

وإذا فاز مرشحو ترامب فقد يثبت ذلك أن نهجه الخاص من السياسة المحافظة له جاذبية على المستوى الوطني. لكن إذا فشل الجمهوريون في الكونغرس، وكان ذلك بسبب فشل مرشحي ترامب غير التقليديين، فقد يتحمل الرئيس السابق الكثير من اللوم والفشل.

وفي هذه الحالة سوف تتضاءل فرص ترامب في الفوز بترشيح الحزب في الانتخابات المقبلة وتتعزز فرص منافسيه داخل الحزب. كل من حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، وحاكم تكساس غريغ أبوت، على وشك إعادة انتخابهما في نوفمبر/تشرين الثاني، ويمكنهما استخدام النتائج كنقطة انطلاق لحشد الدعم والفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في عام 2024.

مصير الديمقراطية الأمريكية

ستكون انتخابات التجديد النصفي لعام 2022 أول انتخابات فيدرالية منذ هجوم 6 يناير/كانون الثاني لأنصار ترامب على مبنى الكابيتول. ولا تزال أفعال دونالد ترامب وأنصاره تلقي بظلالها على الحياة السياسية في الولايات المتحدة.

وبعيدا عن أعمال الشغب، استمر الرئيس السابق في التشكيك في نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها بايدن عام 2020 ، ودعم بنشاط المرشحين الجمهوريين في جميع أنحاء الولايات المتحدة الذين أنكروا فوز بايدن بالرئاسة.

العديد من هؤلاء المرشحين، مثل مارك فنشم في أريزونا، وجيم مارشانت في نيفادا، ومرشح منصب الحاكم دوغ ماستريانو في ولاية بنسلفانيا، يتنافسون على مناصب حيث سيكون لديهم على الأقل بعض السيطرة على الأنظمة الانتخابية في ولاياتهم قبل المنافسة في الانتخابات الرئاسية عام 2024.

وفي عام 2020، رفض حكام ولايات من الجمهوريين عكس عدد الأصوات التي فاز بها بايدن، حتى لو بفارق ضئيل، رغم محاولات ترامب الضغط عليهم لعمل هذا.

وبعد عامين من الآن، إذا تم إجراء انتخابات متنازع عليها بالمثل، فقد تكون نتيجة هذه السيناريوهات مختلفة تماما.