أعلنت ليز تراس استقالتها من رئاسة الحكومة البريطانية، بعد 45 يوماً من تولي المنصب. وتعد ليز تراس صاحبة أقصر مدة في رئاسة الوزراء في تاريخ البلاد، لكن رغم ذلك شهدت فترة حكمها أحداثاً كبيرة منها وفاة الملكة السابقة إليزابيث الثانية، علاوة على أزمة الأسواق، والفوضى السياسية. هذه نظرة على الأحداث، من خلال الصور.

البداية الليبرالية

ليز تراس اليوم، عضوة بارزة في حزب المحافظين، لكنها كانت خلال فترة الدراسة الجامعية، في جامعة أوكسفورد، عضوة في حزب الديمقراطيين الأحرار. وعندما تحدثت عن طفولتها، وصفت والدها عالم الرياضيات، وأمها الممرضة، بأنهما كانا "يساريين".

عضوية مجلس العموم

بعدما انتقلت ليز إلى حزب المحافظين، أصبحت عام 2010 من أعضاء مجلس العموم البريطاني، بعد محاولتين فاشلتين عامي 2001 و2005. وعندما سئلت عن سبب تحولها إلى حزب المحافظين، قالت إنها فعلت ذلك لأنها التقت من يفكرون بنفس أسلوبها، ولديهم نفس المبادئ، الملتزمة بأهمية الحريات الشخصية وامتلاك الناس المقدرة على تشكيل حياتهم كما يريدون.

أول امرأة في منصب وزير العدل، ووزير الدولة لشؤون العدل

وفي عام 2016، أصبحت تراس أول امرأة تتولى منصب وزارة العدل ووزارة الدولة لشؤون العدل، لكنها اصطدمت بعدد من أبرز القضاة في البلاد. بعد عدة أشهر، خفض منصبها لتصبح سكرتيرة أولى في وزارة المالية،

وزيرة الخارجية

وتولت أيضاً وزارة الخارجية، ووزارة التجارة، قبل توليها منصب رئيسة الوزراء.

ولم تمر ولايتها في وزارة الخارجية من دون مشاكل، فقدت اتهمت رئيسة الحكومة الاسكتلندية نيكولا ستيرغون بأنها "ساعية للشهرة"، كما اصطدمت سياسياً بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتلقت انتقادات واسعة بعد تأييدها العلني المواطنين البريطانيين الراغبين في الذهاب للمشاركة في الحرب في أوكرانيا.

رئيسة الوزراء

انتخبت ليز تراس رئيسة للوزراء خلال أعمال الجمعية العامة للحزب قبل أسابيع، بعد استقالة رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، إثر حملة استقالات واسعة للوزراء في حكومته. بعد الانتخابات الداخلية في الحزب، تم اختيارها زعيمة للحزب، وتولت منصب رئاسة الوزراء، بعد لقائها بالملكة الراحلة إليزابيث الثانية، وتفوقت ليز في تلك الانتخابات الداخلية على وزير المالية السابق، ريتشي سوناك، في الجولة الأخيرة.

وفاة الملكة

وبعد أيام من توليها المنصب، أصبحت ليز آخر رئيسة للوزراء في عهد الملكة الراحلة، إليزابيث الثانية، الشخصية ذات المدة الأطول على العرش البريطاني في التاريخ، والتي توفيت قبل أسابيع. التراجع عن خفض الضرائب

وبعد أقل من شهر من توليها منصبها في رئاسة الوزراء، أقالت ليز تراس وزير ماليتها كواسي كوراتينغ، وعينت جيريمي هانت مكانه، ليقوم وبشكل فوري، بالانقلاب على كل خطط سلفه، التي وافقت عليها رئيسة الوزراء في السابق، وعلى رأسها تخفيض الضرائب. وجاء ذلك بعدما تسببت سياسات كوارتينغ بفوضى في الأسواق المالية، وتراجع في قيمة الجنيه الإسترليني إلى مستويات قياسية، دفعت بنك انجلترا إلى التدخل لدعم العملة المحلية.

الأسبوع الأخير

وبعد شهرين فوضويين في رئاسة الحكومة، أعلنت ليز تراس استقالتها، وسط معاناة الشعب البريطاني، جراء أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة، ومطالبات نواب حزبها في مجلس العموم لها بالاستقالة، وقالت إنها كانت تظن أنها الشخصية المناسبة للمنصب، لكنها أبلغت الملك تشارلز الثالث، بأنها تتقدم باستقالتها من زعامة حزب المحافظين. وأضافت أنها تولت المسؤولية، في وقت أزمة عالمية، وتراجع اقتصادي وعدم استقرار على المستوى الدولي. وأكدت أنها لن تتمكن من تنفيذ الوعود التي قدمتها عند انتخابها من قبل نواب الحزب، في مجلس العموم، وبالتالي فإنها تقدم استقالتها.