«غادر العراق متخفيًا وظل في منفاه وحيدا».. حكايات الشاعر الكبير سركون بولص
«غادر العراق متخفيًا وظل في منفاه وحيدا».. حكايات الشاعر الكبير سركون بولص
تحل هذه الأيام الذكرى الـ15 لرحيل الشاعر العراقي سركون بولص والذي رحل في شهر أكتوبر عام 2007 عن عمر يناهزالـ 63 عاما، ويعد أحد أبرز شعراء جيله، وشكل في وقت مع أصدقائه من الشعراء فاضل العزاوي ومؤيد الراوي وجان دمو وصلاح فائق، «جماعة كركوك" الشعرية.
ولد سركون بولص، عام 1944 قرب بحيرة الحبانية بالعراق، ارتبط اسمه بجماعة كركوك الشعرية مع أصدقائه فاضل العزاوي وصلاح فائق، مؤيد الراوي، الأب يوسف سعيد وآخرين.
غادر سركون بولص إلى العراق متخفيا هاربا سنة 1967 باتجاه دمشق، ثم تسلل إلى بيروت ومنها ارتحل إلى مدينة سان فرانسيسكو سنة 1969، وظل في منفاه هناك وحيدا.
قال عنه الشاعر المغربي حسن نجمي عبر حوار مطول نشر عبر صفحات مجلة البيت المغربية عام 2010: "قد كتب كثيرا، وإن تأخر ظهور مجاميعه الشعرية وبعض ترجماته، ولعل أبرزها مجموعته الشعرية الأولى "الوصول إلى مدينة اين "أثينا 1985"، "الحياة قرب الأكروبول" الدار البيضاء 1988، "إذا كنت نائما في مركب نوح" بيروت 1988، "الأول والتالي" بيروت 1996، "حامل الفانوس في ليل الذئاب" بيروت 1996.
الذين كتبوا عن بداياته، قالوا إنهم اكتشفوا فيه شاعرا حقيقيا منذ اللحظة الأولى، والذين كتبوا يرثونه، قالوا إنه كان طوال حياته شاعرا حقيقيا وكبيرا، شاعر العراق الوحيد، كما كتب سعدي يوسف بصدق وحب وتواضع ووفاء، كان "هو الشاعر".
كان سركون تكثيفا للشعرية العراقية كلها، كان مصاهرة مفتوحة على أبرز وأعمق وأصفى المرجعيات والخبرات الشعرية والجمالية العربية، أفاد الآخرين وتغذى منهم، أضاءهم وأضاؤوه، رافقهم وصاحبهم وأستأنس بهم فاستأنسوا به، أحبهم، وأحبوه، وعثر على مكانه بينهم على الخريطة كما عثر على لغته داخل اللغة، ابتكر للمنفي، للعزلة، للصمت، للمغامرة، للمجهول، معجما يليق بكل هذه الحالات التي تحيي وتميت، كأنما حملته محفة القصيدة إلى أعالي الحياة ثم نزلت به إلى أعماق اللؤلؤ، وهشاشة العشب.
بدت له الأرض برية مفتوحة فانتشر فيها من كروك إلى بغداد إلى دمشق إلى بيروت إلى سان فرانسيسكو، ثم ظل يسافر في أطراف الأرض، يكتب ويقرأ الشعر ويعيشه يلتقي شعراء ويغادر شعراء يمد يده إلى رفوف ويكسر أخرى، وإلى كتب كى يقرأ وكي يتخلى.
