تسّبب هذا التسليع خلخلة في احترام الإنسان لذاته
تسّبب هذا التسليع خلخلة في احترام الإنسان لذاته
"الخوف من الأفول.. البحث عن المعني في القرن الواحد والعشرين"، عنوان النسخة العربية، والتي أنجزها المترجم حميد يونس، وأصدرتها دار الخيال للنشر والتوزيع، والكتاب من تأليف الباحث السويسري كارلو سترينجر.
وعن الكتاب يقول مترجمه حميد يونس: يعاني الإنسان المعولم Homo Globalis من أزمة نفسية فعلية من خلال محاولته تصنيف كلّ شيء؛ بدءًا من الشركات إلى الأديان، ومن المطاعم إلى الأفكار، ومن أسواق المال إلى قوائم أفضل الكتب مبيعًا، ناهيك عن عدد النقرات على الفيديو الفلاني أو عدد الزيارات إلى الموقع العلاني، وما هي إلا مسألة وقت ليتحول الإنسان إلى سلعة، وتختزل الحياة إلى أنموذجين مهمين فقط: الثراء (بوصفه التقييم الكمّي لما لديك) والشهرة (بوصفها التقييم الكمّي لمدى معرفة الناس بك).
ويشدد "يونس" على أنه: تسّبب هذا التسليع خلخلة في احترام الإنسان لذاته، والتشكّك في معنى حياته والهدف منها.
وكانت النتيجة قلقًا وجوديًا مستدامًا لا ننفكّ نعالجه باستخدام الأدوية النفسية والنصائح الروحانية السطحية التي يلقيها مدربو التنمية البشرية والمبشرون الدينيون بأن الشهرة والثروة مسألة إرادة وشجاعة لا أكثر.
الخوف من الأفول كتاب يعد دواء هذا القرن
أما ناشر النسخة العربية لكتاب “الخوف من الأفول”، فيقول في كلمته التي حملها الغلاف الأخير للكتاب: هذا الكتاب هو كتاب حياتنا المعاصرة، كتاب مخاوفنا وتساؤلاتنا عن المعني. في زمن قائم علي الاصطناع وتفاهة الإشهار.
بأسلوب يمزج بين الفلسفة وعلم النفس، وبلغة ساحرة يكتب لنا كارلو سترينجر كتابا فريدا يعد دواء هذا القرن.
ومما جاء في كتاب “الخوف من الأفول” نقرأ: نحن مثل الفنانين متعددي المواهب الذين لا يمكنهم بدء عملهم من الصفر بوضع الكانفاس علي الإطار أو وضع صفحة بيضاء في الآلة الكاتبة، لأن المواد الخام موجودة فينا، وجزءا كبيرا من عملنا (الحياة) موجود بالفعل، ولا نستطيع المضي إلا علي وفق تاريخنا، إن وضعنا الوجودي أشبه بحال الفنان الذي لم يشتر المواد اللازمة لابتكاراته علي وفق خطة مسبقة إطلاقا، ولكن مثل متعدد المواهب، يأخذ المواد الموجودة في متناول يده من هنا وهناك، ثم يبتكر منها ما ملكت يداه، إن مهمة حياتنا أن نحول القصة إلي عمل نختبره بأنفسنا فعلا، لنصبح مؤلفي حياتنا، مع أننا لم نبدأ هذه القصة بخياراتنا.
