صراع لقاوة غربي السودان.. تداعيات مستمرة


خلف صراع مكونات قبلية في منطقة لقاوة بولاية غرب كردفان- غربي السودان، أوضاعاً مأساوية، ولا تزال تداعياته مستمرة بالرغم من إعلان السلطات الحكومية استتباب الأمن.

الخرطوم: الفاضل إبراهيم

لاتزال تداعيات الصراع القبلي الذي اندلع اكتوبر الماضي في مدينة لقاوة بولاية غرب كردفان- غربي السودان تلقي بظلالها على المواطنين حيث نزح الالآف إلى مدن الأبيض والدلنج وكادقلي بولايتي شمال وجنوب كردفان، فيما باتت المدينة شبه خالية من السكان.

ووقعت احتكاكات قبلية في لقاوة خلال الأسبوع الماضي، خلفت عدداً من القتلى والجرحى، فيما حمّلت مكونات قبلية بالمنطقة، الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، مسؤولية الاقتتال واتهمتها بخرق اتفاق وقف إطلاق النار المعلن من جانبها، الأمر الذي نفته الحركة جملةً وتفصيلاً.

جذور المشكلة

وتعود جذور المشكلة- بحسب بعض الروايات- إلى نزاع حول الأرض بين قبيلة المسيرية من جهة والداجو والحمر من جهة أخرى، حيث ذكر البعض أن رفع لافتة تشير إلى أن لقاوة أرض مسيرية هو سبب المشكلة، فيما تقول رواية أخرى إن مقتل أحد أفراد المسيرية تسبّب في النزاع، بينما تداول الناس روايات أخرى، لكن الحقيقة أن النزاع تطور وألقى بظلاله على مواطني المنطقة.

واندلعت مواجهات مسلحة عنيفة بين المكونات القبلية بالمنطقة المسيرية الداجو والنوبة راح ضحيتها عدد من المواطنين وتم إحراق عدد من المنازل وانتشرت حوادث السلب والنهب بالمدينة ما أدى لنزوح الآلاف.

نزوح جماعي

وكشف متحدث باسم شباب داجو لقاوة عن نزوح جماعي من منطقة لقاوة.

وقال لـ«التغيير»، إن المنطقة أصبحت عبارة عن مدينة أشباح بعد أن هجرها معظم السكان، رغم تأكيدات السلطات الأمنية وبعض الإدارات الأهلية في الولاية باستتباب الأمن.

وأوضح شباب الداجو أن بعض السكان حاولوا العودة للمدينة مرة أخرى لكن بعضهم تفاجأ بهجوم من مكونات مسلحة وتمّت سرقة ممتلكاتهم تحت تهديد السلاح.

وأشار إلى أنه حتى الذين تمكّنوا من الوصول لمنازلهم وجدوا أنها سرقت بالكامل ولم يتبق شئ، لذلك الآن امتلأت المعسكرات في كادقلي والدلنج حيث تضم هذه المعسكرات مكونات قبلية وإثنية مختلفة بمن فيهم اطراف النزاع.

كما تستقبل مدينة الأبيض يوميا الآف الأسر في ظل ظروف صعبة اقتصادياً وأمنياً وصحياً.

شروط العودة

وبحسب شباب الداجو، فإن الرافضين للعودة اشترطوا تبعية لقاوة إلى ولاية جنوب كردفان بدلاً عن غرب كردفان واستبدال قوات الدعم السريع بالقوات المسلحة، حيث اتهموا الدعم السريع بالوقوف مع المسيرية ضدهم.

ونفى الداجو دعمهم بجانب النوبة، بواسطة الحركة الشعبية.

نزاع مفروض

من جانبها، نفت قبيلة المسيرية استعانتهم بأي مكون عسكري حكومي.

ووصف بيان للمسيرية تلقته «التغيير»، الصراعات التي تعيشها محلية لقاوة بأنها واقع مفروض على المسيرية من قبل الحركة الشعبية جناح الحلو واستخدامها لسياسة زرع الفتنة بين مكونات المنطقة، أملاً في بناء وتأسيس دولتها التي تحلم بها المسماة بـ«السودان الجديد»- حسب البيان.

وأشار إلى أن قبيلة المسيرية لا تزال حريصة كل الحرص على السلام والاستقرار بالمنطقة وتجنيبها خطر الحرب، التي لا منتصر فيها سوى دعاة الفتنة والخراب.

طبيعة الصراع

وقال البيان إن الصراع الدائر بمحلية لقاوة ليس قبلياً كما يروِّج البعض، بل هو صراع مع الحركة الشعبية قيادة الحلو التي استخدمت البعض من أهلنا النوبة والداجو في تنفيذ أجندتها العنصرية.

وأعلنت القبيلة التمسك بحق الدفاع عن النفس، ضد كل من تسول له نفسه التعدي على أهلها وممتلكاتها.

وأعلن الاستعداد التام لقبول مبدأ التعايش مع جميع الإثنيات بالمنطقة شريطة التزامها بالسلام المجتمعي بعيداً عن أجندة الحركة الشعبية الشريرة- حسب تعبير البيان.

آلاف المتضررين

من جانبه، كشف مفوض العون الإنساني في لقاوة جمعة عبد الله لـ«التغيير»، عن إحصائيات جديدة للنازحين الفارين من النزاع القبلي في لقاوة.

وأشار إلى وجود أكثر من «3» آلاف نازح بعضهم أسرة كاملة «805 أسرة» في معسكرات مخيم الدلنج بجنوب كردفان. فيما وصل معسكر كادقلي «6» آلاف نازح.

ونفى جمعة عبد الله، الموجود في الدلنج، ما يتردّد عن انتشار حمى الضنك بالمخيم، وأشار إلى أن معظم الأمراض المرصودة عبارة عن التهابات ونزلات بسبب بردوة الطقس، بجانب الملاريا.

وانتقد جمعة عدم زيارة أي مسؤول من ولاية غرب كردفان للمعسكرات بجنوب كردفان.

مشاركة النظاميين

واعتبر مدير مركز تحليل النزاعات بالجامعة الإسلامية د. راشد التجاني، أن الإشكاليات القبلية أصبحت عامة وليست حكراً على منطقة أو إقليم محدّد بالبلاد.

وقال لـ«التغيير»، إن الأساس في هذه النزاعات هو ارتفاع وتيرة النعرة القبلية التي أصبحت ثقافة وأولوية مقدّمة على أي شئ آخر.

وبشأن الاتهامات بدعم جهات عسكرية لأطراف النزاع، اعتبر التجاني أن هذا الأمر غير منظّم بمعنى أن المشاركة للعسكريين في هذه النزاعات طابعها فردي وليست منظمة من جهة عسكرية أو أمنية.

وأضاف بأن الجندي أو النظامي يشارك في الصراع من منظور قبلي لأنه إذا لم يدافع عن أهله سيتم عزله ويصبح منبوذاً حسب النظام الإجتماعي، لذلك هو مجبر على هذا الأمر.

ثقافة السلام وأهمية العقاب

وشدّد التجاني على ضرورة نشر ثقافة السلام كحل للمشكلة بدلاً عن فرض حلول أمنية فقط سرعان ما تنهار.

وأكد على أهمية معاقبة الجناة والمعتدين قانونياً وفرض هيبة الدولة بالقانون.

تاريخ الخبر: 2022-11-04 21:22:55
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

أكّدت أن أي عملية برية ستؤدي إلى شل العمل الإنســاني

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:31
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 65%

ميلة: بعثـة من مجلـس الأمـة تعايـن مرافـق واستثمـارات

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:25
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 61%

عنابة: استحداث لجنة لمتابعة تهيئة الواجهة البحرية

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:27
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

والــي أم البواقي يكشف: مسـاع للتكفـل بالمستثمريـن عبـر 17 منطقـة نشـاط

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:28
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية