على شَفَةِ الحُبِّ
على شَفَةِ الحُبِّ
يا أَوَّلَ الحُبِّ قُلْ لِى: أين آخِرُهُ؟
وأين مُعتِمُ دَربِى؟ أَين مُقمِرُهُ؟
وكيف مَنجاىَ مِنْ تِيهِى إذا عَثَرَت
بِىَ الحروفُ وضَلَّ البيتَ أَشطُرُهُ؟
أَقُولُ، قال المُغَنِّى عن حقيقتِهِ
ما قالَهُ الضوءُ عن لَيلٍ يُفَسِّرُهُ
ما قالَهُ الشِّعرُ عن أصحابِهِ ومَضَى
بلا رفيقٍ سوى حَرفٍ يُجَمِّرُهُ
يقولُ للبَحرِ: ما لَونِى وما لُغَتِى؟
مِنْ أينَ للبحرِ بَحَّارٌ يُخْبرُهُ؟
أَبُوهُ ذَا المَاءُ والصَّحراءُ أُمَّتُهُ
والأَرضُ مَسْرَاهُ والألواحُ مَعبَرُهُ
لكنَّه بَشَرٌ يَنسَى يُحِبُّ يَرَى
أنَّ الخَطِيئةَ نَامُوسٌ يُطَهِّرُهُ
تُطارِدُ النَّارُ أحلامًا لَهُ وَلَهُ
بطِينِه المُصطَفَى حُلمٌ يُعَبِّرُهُ
وحِينَ أُهبِطَ كان النورُ فى يدِهِ
وكان فى الأرضِ ظَلْماءٌ تُحَيِّرُهُ
أَقامَ فى بلدِ الإنسانِ مُنتَمِيًا
لكلِّ نافذةٍ بالحُبِّ تَذكُرُهُ
وأبصَرَ الشِّعرَ فى مِرآتِهِ قَبَسًا
يَرَى به ما يَرَاهُ، ما يُصَوِّرُهُ
تَحَرَّرَ اللَّونُ فى إنسانِهِ فَرَأى
أنَّ المُسَاوَاةَ أَوفَى ما يُحَرِّرُهُ
يا «وَرْدُ» ما عَبْسُ؟ ما ذبْيانُ؟ كيف أخٌ
يَلقَى أخاهُ فيُدمِيهِ ويَأسِرُهُ؟!
أَكَانَ «عنترةُ العَبْسِى» أَشعرَنا؟
إِذْ كانَ يَعرِفُنَا أَهْلًا ونُنكِرُهُ!
أَمْ كانَ «أُودِيبُ» أَولَانَا بِمَغفرةٍ؟
إذْ كانَ يَسعَى إلى ما لَيسَ يُبصِرُهُ
هو ابنُ آدمَ شَيخُ العارِفِينَ وكَشْفُ
سِرِّ أَسمائِهِ الأُولَى ودَفتَرُهُ
مُذ سَامَتِ الحربُ أيامًا لها وعَدَتْ
غُولًا تُعِدُّ لِإفناءٍ وتَبذُرُهُ
للحبِّ يَدعُو فما فى الحربِ مِنْ قَبَسٍ
لكنَّها النارُ تَدعُوهُ وتُقْبِرُهُ
وانشَقَّ نَهْرًا مِنَ الأَحجَارِ تَذكِرَةً
ورَاحَ يُثرِى قُرًى بالحبِّ تُفقِرُهُ
وعادَ بالصخرةِ الحُبْلَى لِقِمَّتِهِ
ولَمْ تَزَلْ صَخرةٌ فى القاعِ تَنظُرُهُ