علاقة الغاز بثورة الحجاب
علاقة الغاز بثورة الحجاب
كتب يفغيني أوغورودنيكوف، في "إكسبرت رو"، حول زيادة تدخل الاستخبارات الغربية في احتجاجات الشارع الإيراني.
وجاء في المقال: بدأت أوروبا تدرك بشكل مؤلم نتائج الثورة "الخضراء" وحقيقة أنها من دون طاقة رخيصة لن يكون لديها ما تقدمه للعالم. لن تتمكن المنتجات المصنوعة هناك من منافسة نظيرتها الأمريكية والصينية.
الدولتان اللتان تستطيعان تزويد المنطقة التي تعاني من نقص الطاقة بإمدادات رخيصة وموثوقة هما روسيا وإيران. القادة الأوروبيون (حتى الآن) يرفضون الإمدادات الروسية، ما يجعل إيران تحتل المرتبة الأولى في الأهمية.
يمكن أن تضاعف إيران إنتاجها، ولكن بسبب العقوبات المفروضة عليها، يستحيل مد خط أنابيب غاز منها أو بناء محطة للغاز الطبيعي المسال. ونتيجة لذلك، فإن صادرات الغاز من إيران تبقى محدودة للغاية.
وفي روسيا أيضا يدركون القاعدة الواعدة للغاز الإيراني. لذلك، فإن دبلوماسيينا ومنتجي الغاز لدينا يشاركون بنشاط في المفاوضات الخاصة بتصدير الغاز الإيراني إلى باكستان وسلطنة عمان، وإلى السوق الهندية مستقبلا. ولكن، لا يمكن تنفيذ كل هذه المشاريع إلا بوجود قيادة ميالة لروسيا في إيران.
في بروكسل وواشنطن يتابعون لعبة الروس والإيرانيين حول التوزيع الدقيق لتدفقات الغاز. لذلك، ليس من المستغرب أن تعمل وكالات الاستخبارات الأوروبية والأمريكية بشكل متزايد على تأجيج احتجاجات الحجاب.
يمكن للثورة في إيران أن تسير وفق عدة سيناريوهات: يفضل أقرب جيران إيران في الشرق الأوسط ومعهم الولايات المتحدة حدوث السيناريو الليبي في إيران، أي إغراق البلاد في حرب أهلية بعد الثورة، وتدمير اقتصادها وإمكاناتها العسكرية، وبقاء النفط والغاز تحت الأرض، سنوات طوال؛ بينما أوروبا المتعطشة لموارد الطاقة، تتمنى لو يجري هناك السيناريو الأوكراني، أي أن يتولى مؤيدون للغرب قيادة البلاد، وتعمل إمكانات البلاد الاقتصادية كاملة في خدمة أوروبا؛ وهناك خيار ثالث، وهو الخيار البيلاروسي، أي بقاء السياسيين المؤيدين لروسيا في السلطة، وبقاء البلاد تحت العقوبات، إلا أنها لا تغرق في الدماء وتستمر في التطور بشكل منهجي، ما يمد آسيا النامية بطاقتها.
آخر ما يقلق الغرب، أن ترتدي المرأة الإيرانية الحجاب أم لا.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
