ووقع الانفجار نحو الساعة 4:20 مساء بالتوقيت المحلي لمدينة إسطنبول، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة 81 آخرين بينهم اثنان في حالة حرجة، حسبما صرح فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي.

وقالت السلطات التركية إن الانفجار يعتبر عملاً إرهابياً، وإن مهاجِمةً اعتقلت لاحقاً، فجرت القنبلة بشارع الاستقلال الشهير في إسطنبول.

وبعد وقت من حدوثه فرض المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون التركي حظراً على نشر أي معلومات تتعلق بتفجير إسطنبول، ودعا وسائل الإعلام للامتثال للأمر توخياً للمصداقية وتفادياً لنشر الأخبار الكاذبة.

وسارعت وسائل الإعلام الدولية إلى تغطية الحدث ولكن بدلاً من التركيز على القضية الأساسية حاولت وسائل إعلام غربية استغلال هذا التقييد لشن هجوم على تركيا تحت ذرائع حرية التعبير.

وبدلاً من تناول الأبعاد الإنسانية للحادث الإرهابي الذي خلَّف 6 ضحايا من المدنيين ذهبت صحيفة الغارديان إلى الحديث عن تقييد حرية الوصول إلى شبكة الإنترنت.

وواصلت الغارديان حرف القضية الأساسية للعمل الإرهابي بالتركيز على ما سمَّته "خنق وسائل التواصل الاجتماعي".

ونقلت عن سونر كاجابتاي من مركز أبحاث معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قوله إن "تضييق الخناق على المعلومات المضللة المزعومة قد يأتي بنتائج عكسية مع التأثير المروع للقيود الحكومية على وسائل الإعلام المحلية"، وفق زعمه.

ورقة السياحة

ومن زاوية أخرى لعبت صحيفة نيويورك تايمز ذات الدور بالتركيز على تأثر السياحة في تركيا بالتفجير الأخير.

وادعت الصحيفة الأمريكية أن التفجير "يعمل على تحطيم الشعور بالهدوء بينما تحاول صناعة السياحة في تركيا التعافي من وباء كورونا"، وفق تعبيرها.

وفي طمس للحقائق تجاهلت الصحيفة أن جميع الضحايا هم من الجنسية التركية وليسوا من الأجانب الذي يقصدون المكان للسياحة والترفيه. وأكد بعض الصحفيين أن "تأطير مكان الحادث كمركز سياحي وحسب يعتبر إشكالياً".

وانتقد مستخدمو تويتر تغطية الصحيفة للتفجير الإرهابي الذي وقع في شارع استقلال عقب نشرها تغريدة قالت فيها: "من بين عشرات ملايين السياح من جميع أنحاء العالم الذين يزورون تركيا كل عام يقضي كثيرون وقتاً في المنطقة التي وقع فيها تفجير الأحد"، في إشارة إلى شارع استقلال.

ووصف أحد المستخدمين ويدعى ماركوس موسكوفيديس التغطية بـ"التقارير الباردة".

وقال: "التركيز على السياحة (وبالتالي القول ضمنياً إن البلد بأكمله ليس آمناً) بدلاً من التركيز على القتلى والجرحى الأبرياء هو حقاً إرسال تقارير مروعة وباردة".

وأضاف موسكوفيديس: "أيضاً، لا أتذكر أنه عندما يكون إطلاق نار في الولايات المتحدة في مناطق شعبية، تُذكر السياحة في عناوين الأخبار".

أما موقع DW الألماني - النسخة الإنجليزية، فركز على ما سمَّاه "الصراع التركي المستمر مع الأكراد"، مستخدماً لفظة عامة تشير إلى مشكلة بين الحكومة والأكراد عموماً بدلاً من الإشارة إلى تنظيم PKK الإرهابي.

على المنوال ذاته غزلت وكالة رويترز التي صورت تنظيم PKK الإرهابي على أنه مجرد "جماعة مسلحة كردية". وقد غرد نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل تشاطاكلي منتقداً هذا التميع في وصف الحقائق بالقول: "متى تسمي (الوكالة) حزب PKK/PYD الذي قتل 5724 مدنياً بمنظمة إرهابية؟ عندما يكون للضحايا عيون زرقاء وشعر أشقر؟

وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إنه جرى القبض على المشتبه به، مضيفاً أن 21 شخصاً آخر على صلة بالتفجير اعتُقِلوا. وقال صويلو: "نعتقد أن الأمر جاء من كوباني (منطقة يسيطر عليها تنظيم PKK/PYD الإرهابي شمالي سوريا)"، مضيفاً أن "النتائج الأولية تظهر أن التنظيم يقف وراء الهجوم".

وقال صويلو إن التقييمات تظهر دور PKK/PYD في التفجير وتعهد بأن يدفع مرتكبو الهجوم ثمناً باهظاً.

وينبع تناول وسائل إعلام غربية وأمريكية لقضية PKK وأفرعها في سوريا من تغافل تلك الدول عن عمليات تلك المنظمات الإرهابية ودعمها لهم والسماح لهم بتنظيم فاعليات فيها.

ولذلك رفض وزير الداخلية التركي البيان الذي أصدرته السفارة الأمريكية عقب التفجير. وقال صويلو الاثنين: "لا نقبل، ونرفض، التعزية المقدمة من السفارة الأمريكية".​​​​​​​

وكثيراً ما عبرت تركيا عن غضبها من دعم الولايات المتحدة تنظيم PYD/PKK الإرهابي في سوريا المجاورة.

بدوره قال رئيس دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية التركية فخر الدين ألطون في سلسلة تغريدات إنّه ينبغي لمن يريد صداقة أنقرة أن يقطع الدعم المباشر وغير المباشر للإرهاب.

وقال ألطون: "على المجتمع الدولي معرفة أنّ الهجمات الإرهابية التي تستهدف مدنيّينا هي نتيجة دعم بعض الدول للإرهاب".

وأكد أنّ الدولة التركية ستقبض على الفاعلين وستنزل بهم أشد العقاب، لافتاً إلى أنّ البلاد شهدت هجمات إرهابية مماثلة سابقاً وخرجت منها أقوى.



TRT عربي