حقق التأهل على حساب بيرو وتشيلي وكولومبيا وباراجواي، تستند صلابته الدفاعية على دهاء مدربه جوستافو ألفارو، يملك جيلاً شاباً بقيادة مويسيس كايسيدو الذي يخطف الأضواء في أوروبا.

كانت مفاجأة تصفيات أمريكا الجنوبية ولديها من المقومات ما يكفي للتطلع إلى تكرار نفس الإنجاز في نهائيات كأس العالم ، بجيل شاب واعد، تجاوز فريق جوستافو ألفارو التوقعات خلال التصفيات وحجز إحدى التذاكر المباشرة إلى قطر، على حساب منتخبات أخرى كانت تبدو، على الورق على الأقل، أقوى من كتيبة لا تري، وبعدما راكموا إنجازات تاريخية خلال مشوارهم، مثل تحقيق الانتصار الأول خارج الديار ضد تشيلي، ترك الإكوادوريون وراءهم منافسين بحجم بيرو وتشيلي وكولومبيا وباراجواي، ليضمنوا مشاركتهم الرابعة في أم البطولات.

كان للقرعة التي أجريت في أبريل الماضي أثر إيجابي في الإكوادور، حيث ستحظى كتيبة لا تري بشرف خوض المباراة الافتتاحية في ٢٠ نوفمبر أمام قطر، منتخب البلد المضيف، قبل أن تواجه السنغال وهولندا بحثاً عن إحدى تذكرتي العبور إلى الدور ثمن النهائي، وفي ظل توفره على فريق قوي ومتجدد، يضم العديد من المواهب الشابة التي تغري كبار أوروبا وبقيادة مدرب ساهم في تعزيز قدرات جميع اللاعبين من أجل بناء مجموعة قادرة على التنافس، فإن الهدف الأول للإكوادور يتجلى في تخطي الدور الأول، وبعد التأهل إلى الدور ثمن النهائي، وهو الإنجاز الذي سيعني معادلة أفضل إنجازاته التاريخية، سيسعى فريق جوستافو ألفارو إلى تحقيق انتصار يمكنه من كتابة أكثر الصفحات مجداً في تاريخ البلاد.

لن تكون المهمة سهلة، لكن هناك ثقة كبيرة في الإكوادور لصنع أكبر المفاجآت في قطر ٢٠٢٢، ولديها المادة الخام لتحقيق ذلك تحت إمرة مدرب رفيع المستوى، لكنه سيحتاج إلى الرفع من المستوى الهجومي للفريق إذا كان يريد أن تمتد رحلته في قطر إلى ما بعد مبارياته الثلاث الأولى، فلا شك أن الإكوادور لديها من المؤهلات ما يتيح لها الذهاب بعيداً في نهائيات كأس العالم.

_ مباريات الإكوادور في المجموعة الأولى:
– الإكوادور – قطر، ٢٠ نوفمبر، الساعة ١٩:٠٠، استاد البيت.
– الإكوادور – هولندا، ٢٥ نوفمبر، الساعة ١٩:٠٠، استاد خليفة الدولي.
– الإكوادور – السنغال، ٢٩ نوفمبر، الساعة ١٨:٠٠، استاد خليفة الدولي.

_ المدرب: جوستافو ألفارو:
سيحقق المدرب المولود قبل ٦٠ عامًا في رافاييلا أحد أحلام حياته المهنية، فبعد رحلة طويلة في كرة القدم الأرجنتينية، تولى “ليتشوجا” القيادة الفنية لإكوادور غارقة في الإحباط بعد فشلها في التأهل إلى كأس العالم روسيا ٢٠١٨.
كان بمثابة لقاء بين روحين متعطشين للثأر، ألفارو كان قد رحل عن بوكا جونيورز بعد فترة إيجابية انتهت على حين غرة عقب الإقصاء في نصف نهائي كوبا ليبرتادوريس على يد خصمه اللدود.
أثار تعيينه ثورة داخل منتخب الإكوادور، فقد أفلح ألفارو في استعادة اعتزاز اللاعبين بالانضمام إلى منتخب بلادهم اللاعبين وراهن على جيل الشباب الذي أظهر قدراته سواء في الفئات الدنيا أو في كرة القدم الإكوادورية، خاصة في إنديبندينتي ديل فايي.
بناءً على موهبة نجومه الجدد، وخبرة لاعبين مخضرمين مثل إينر فالنسيا، وبراغماتية خططه التكتيكية، نجح ألفارو في تشكيل مجموعة تنافسية للغاية تجسد سمات صلابته الدفاعية المعتادة دون الحد من إبداع وابتكار المواهب التي كانت تحت تصرفه.
وهكذا، كانت الإكوادور مفاجأة سارة في التصفيات، بفضل أداء مقنع ونظام تكتيكي أتاح للاعبين الجدد إظهار كل مواهبهم على أرض الملعب، وبعد ضخ دماء جديدة في منتخب الإكوادور وتبديد الشكوك التي كانت تحوم حول أسلوب لعبه، أصبح جوستافو ألفارو اليوم نجماً في الإكوادور.

_ النجم: مويسيس كايسيدو:
يمكن تلخيص مرحلة جوستافو ألفارو في مدى تأثير مويسيس كايسيدو داخل المستطيل الأخضر، فلاعب خط الوسط هو النجم الأول في فريقه ولديه مقومات متعددة ليصبح أحد المواهب الشابة البارزة في نهائيات قطر ٢٠٢٢، والتي سيصل إليها وعمره لا يتخطى ٢١ عاماً، كان من أولى قرارات المدرب الأرجنتيني تسليم زمام الأمور لمويسيس، الذي هاجر إلى كرة القدم الأوروبية بعد تألقه مع إنديبندينتي ديل فايي.

وعلى الرغم من الأداء المتذبذب في مستهلّ مشواره في برايتون، بما في ذلك الانتقال للعب على سبيل الإعارة في كرة القدم البلجيكية، واصل ألفارو دعم كايسيدو الذي أضحى قائده على أرض الملعب.

يعدّ مويسيس اليوم أحد نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز، فقد أصبح لاعب خط الوسط، المتكامل والقادر على إحداث تأثير كامل في دينامية المباراة وعلى جانبي الملعب، قائد فريق برايتون الذي يصنع المفاجأة، يسعى العديد من عمالقة أوروبا للتعاقد معه، على الرغم من أن تشيلسي يبدو في عجلة من أمره للاستعانة بخدماته بعد انتقال جراهام بوتر، مدربه في برايتون، إلى تشيلسي، كما أن مويسيس هو القائد الطبيعي للإكوادور وتأثيره كامل في أسلوب لعبه، ولن يكون مفاجئًا أن يخرج من قطر ٢٠٢٢ كأفضل لاعب شاب في البطولة.

_ لاعب تحت الضوء: جونزالو بلاتا:
لاعب شاب آخر فرض نفسه في فريق جوستافو ألفارو، تلقى تكوينه أيضًا في أكاديمية إنديبندينتي ديل فايي، وبات يتألق بقميص الإكوادور على أعلى مستوى.

تُوّج بطلًا لبطولة أمريكا الجنوبية تحت ٢٠ سنة في ٢٠١٩، وفاز بالكرة البرونزية في بطولة العالم للشباب تحت ٢٠ سنة التي أقيمت في بولندا.

وفي تلك التجربة البولندية، احتلت كتيبة لا تري ​​المركز الثالث إلى حد كبير بفضل تأثير بلاتا، الذي كان قد أثبت بالفعل جدارته للانتقال إلى سبورتنج لشبونة البرتغالي.

رسخ لاعب بلد الوليد الأسباني حالياً نفسه في منتخب الكبار خلال التصفيات، حيث سجل ثلاثة أهداف وأعطى ثلاث تمريرات حاسمة، لا أحد يمكنه إيقافه في المواجهات الفردية، فهو قادر على اختراق أي دفاع بمراوغاته الفنية، يركز تمامًا على ما يحدث داخل الملعب، كما طوّر نفسه من حيث الإبداع، مما زاد من رؤيته الثاقبة لخلق فرص سانحة للتسجيل لزملائه في الفريق.
ولا شك أن الإكوادور تحتاج إلى موهبة بلاتا أكثر من أي وقت مضى في فريق يعاني من ضعف الحسّ الهجومي.

_ تاريخ الإكوادور في كأس العالم:
ستكون هذه رابع مشاركة للإكوادور في نهائيات كأس العالم. بعد غيابها عن روسيا ٢٠١٨، تعود كتيبة لا تري إلى أم البطولات بطموح – وأساساً بإمكانية – تجاوز أفضل إنجاز في تاريخها ، في ألمانيا ٢٠٠٦ حين بلغت الدور ثمن النهائي بعد أن احتلت المركز الثاني في مجموعتها خلف ألمانيا المضيفة وأمام بولندا وكوستاريكا.

وبعد ذلك، ودّعت الإكوادور البطولة أمام إنجلترا في الدور الستة عشر بهدف سجله ديفيد بيكهام بعد ستين دقيقة من اللعب, وقد تتكرر هذه المواجهة في قطر، فيما قد يعني مباراة ثأر لجيلين وهم الجيل الذي اعتزل اللعب والآخر الذي نشأ في ظل خيبة أمل تلك الذكرى.
وفي مشاركتيها الأخريين، في كوريا الجنوبية واليابان ٢٠٠٢ والبرازيل ٢٠١٤، فشلت لا تري في تخطي الدور الأول. وقد كان الوداع مؤلمًا تحديداً في البرازيل، حيث على الرغم من هدفي إينر فالنسيا، لم تتمكن من بلوغ ثمن النهائي بعد هزيمتها أمام سويسرا، وتغلبها على هندوراس، وتعادلها مع فرنسا في مباراتها الأخيرة.