منير المحمدي: نادل مطعم وحارس شجاع دائما على أهبة الاستعداد


حمزة فاوزي

في مباريات تتسم بالفوضى التكتيكية والقوة البدنية يظهر بأدائه الهادئ وصرامة توجيهاته للمدافعين، فلا يكاد المتتبعون للمباراة يلاحظون أدائه القوي وتصدياته الدقيقة، بسبب هدوءه الكبير، إذ ينجح في جعل شباك المرمى منفذا ليس بالسهل أمام هجوم الخصوم، هو ابن مدينة مليلية المغربية، بها عاش وتلقى تكوينا كرويا بين أحضان الإسبان، غير أن شغف وحب بلده الأصلي المغرب كان يرافقه منذ الصبا، وذلك بسبب التربية الإسلامية والأمازيغية التي حافظت عليها عائلته المغربية، هو منير الكجوي حارس منتخب الأسود الذي جعل “صواريخ كيفين دي بروين” و”راجمات” ايدين هازارد بلا جدوى، كان دخوله “الغريب” للمباراة لتعويض ياسين بونو “محط جدل كبير”، غير أن أدائه أمام الشياطين الحمر جعل المغاربة يتذكرون فضل منير، الذي حمى عرين الأسود في “ملحمة روسيا”، وهو الأسد الذي اخترنا هذا البورتريه لكشف كواليس حياته المثيرة والصعبة وكيف انتقل من نادل بالمطعم إلى كاسر أفراح بلجيكا.

 

من الشارع إلى فريق ألميريا

 

ترعرع على يد عائلة رياضية، فوالده كان لاعب كرة قدم في فريق توب أوس الهولندي، غير أن مسيرته القصيرة ستنتهي بتفضيله العودة للحضن المغربي عبر مدينة الناظور، ثم الاستقرار في مدينة مليلية المغربية، وهنالك حرص على نقل ميراث كرة القدم لابنه منير، الذي بدأت موهبته في الحراسة تظهر في شوارع المدينة المحتلة، لتلفت بذلك أنظار فريق “كويتا” سنة 2008 ثم نادي “ألميريا” سنة 2009 ، الفريق الذي شكل مرحلة احترافه بعد الصعود معه دوري الدرجة الثالثة بين سني 2010 و2014 ، والتي لعب فيها أزيد من 70 مباراة أساسيا، وقد كانت سنة 2014 بداية قصة مثير لمنير مع المنتخب إذ لبى وقتها نداء بادو الزاكي في أولى مبارياته بالمنتخب بسعادة كبيرة، وهو النداء الذي طالما كان منير ينتظره.

 

نادل مطعم

 

مشاركة منير مع المنتخب كانت تحمل معها أحلاما كبيرة لعل أولها كان حماية عرين الأسود في بطولة كأس العالم، وهو ما حققه في سنة 2018 وهي سنة ملحمية لمنير ولجميع المغاربة، فمونديال روسيا طبع مسيرة ذهبية لحارس بين على احترافيته وهدوءه في التعامل مع كرات الخصم، فلولا الخيبات التي رافقت تواجد الاسود في مجموعة صعبة رفقة رفاق الدون وإسبانبا وإيران لنجح منير في قيادة عرين الأسود للدور المقبل، غير أن “لب القصة” ليس هنا، فقبلها بسنتين كان منير يمر من مرحلة صعبة فقد كان يعمل كنادل في مطعم والده، وهو ما جعل فكرة مشاركته في كأس العالم تبدو كحلم يصعب تحقيقه، غير أن اجتهاده وإيمانه حققا ذلك، وجعلت المغاربة يثقون في قدراته ويطمئنون في وجود اسمه بتشكيلة الاسود، لكن قدوم متألق أخر كياسين بونو أنساهم في فضله، وجعل بعضهم يحس بالحيرة بدخوله أمام الشياطين الحمر، لكن منير كان في الموعد وجعل هجوم بلجيكا بلا خطر أمام تصدياته القوية وتركيزه الكبير.

 

شكل منير بجانب ياسين بونو تاريخا جديدا وحقبة في حراسة المرمى بالمنتخب، تتخللها رائحة الماضي وتعود للأذهان أسماء بارزة جعلت المغاربة مطمئنين لشباك الأسود، وجعلتهم يقفون ندا لمنتخبات حملت في طياتها أساطير كرة القدم التي شكلت معالم المستديرة، وهو ما يتحقق اليوم مجددا، فقد نجح منير الكجوي عامل النظافة السابق والاعب الذي تدرج في فرق متوسطة إلى جانب باقي اللاعبين، في الوقوف أمام أحد أقوى خطوط الهجوم بالعالم أصحاب التصنيف العالمي الثاني، ليحقق بذلك أغلى ما يمكن لأي لاعب كرة قدم في العالم تحقيقه هو جعل أمة كاملة تفخر بأدائك.

تاريخ الخبر: 2022-11-29 12:19:37
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 62%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

دوري أبطال أوروبا.. دياز يواجه مزراوي في ذهاب نصف نهائي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 15:27:21
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

دوري أبطال أوروبا.. دياز يواجه مزراوي في ذهاب نصف نهائي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 15:27:20
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية