فتحت هيئة محكمة الجنايات الإبتدائيّة لدى مجلس قضاء عنابة صبيحة اليوم الأربعاء ملفّ السرقة التي تعرّض لها مركّب سيدار الحجار بعد أن قام العديد من الأشخاص بسرقة كابل كهربائي يبلغ طوله 3 كيلومترات فيما قدّرت قيمته بـ10 ملايير سنتيم وهي الفضيحة المدويّة التي عصفت بالمركّب قبل حوالي سنة ونصف، حين تدخّلت فصيلة الأبحاث التابعة لمصالح الفرقة الإقليمية الولائية للدرك الوطني من أجل فتح تحقيقات معمّقة أسفرت عن وقوع عمليّة سرقة طالت الكابل الكهربائي المغذّي لوحدة الإنتاج بالمركّب المذكور سالفا، حيث باشرت مصالح الدرك تحرياتها في القضيّة يوم 29 جوان من السنة ما قبل الفارطة وتنقّلت العناصر المختصّة إلى المركّب ليتبيّن أن واقعة السرقة حدثت يوم 22 ماي من سنة 2020، وفي سياق متّصل فقد أوضحت التحقيقات الأمنية أنّ الفاعلين اتسهدفوا كابلا كهربائيا يبلغ طوله 03 كلم ويتضمّن 03 أسلاك أخرى بداخله، حيث كان موضوعا بالممرّ الأرضي منذ سنة 2015 ولم تسجّل به أية أعطال كونه المموّل الرئيسي لوحدة الإنتاج”PMA” التي كانت آنذاك متوقفّة عن النشاط بسبب جائحة كورونا، هذا وقد جاء في طيّات ملفّ القضيّة أنّ عمليّة المعاينة التي باشرتها الجهات الوصيّة أفضت تعرّض الكابل الكهربائي الذي يزن حوالي 15 قنطارا للتخريب قبل الإستيلاء عليه، بينما أزال المحقّقون في القضيّة الستار عن المكان الذي تمّت فيه عمليّة السرقة بالتحديد والمتواجد بنفق بالقرب من موقع الحراسة المسند لأعوان الحراسة والأمن التابعين لمؤسّسة “SGS”، علما وأنّ النقطة المذكورة مزوّدة بكاشفات ضوئية، تجدر الإشارة أنّ عناصر الضبطيّة القضائية استمعت لأقوال رئيس الموقع ويتعلّق الأمر باالمسمى “ب.ع” الذي كشف أنّه خلال عملية تفحص السجل في مداومة يوم 07 مارس لسنة 2020 عاين تسجيل من قبل قائد السرية، في ملاحظة تضمّنت العثور على أداة من الحجم الكبير تستعمل في قطع أسلاك الكهرباء بحوزة المسمى “ب.ر”، كما تم أخذ أقوال أعوان الأمن والحراسة التابعين لشركة الحراسة والمراقبة SGS الذين استمعت مصالح الضبطية لتصريحاتهم، وأوضح من خلالها كلّ من “س.س”، “غ.ر”، “د.إ”، “ب.ع”،”م.إ”،”س.خ”، “س.ص”، خ.س” والمسمى “ر.أ” أنهم لم يشاهدوا أي شخص داخل الأنفاق مكان تواجد الكابل الكهربائي، ولا يعلمون كيفية قيام اللّصوص في إخراجه وتحويله خارج المركب، فيما أكد المسمى “م.ر” أنه عثر على أداة قاطعة للأسلاك الكهربائية بمكان تعرض الكابل الكهربائي للسرقة وأنه لا يعرف هوية الفاعلين، يجدر الذكر من ناحية ثانية أنّ التحريّات الأمنية أزالت اللّثام عن هويّة اللّصوص الذين تبيّن ضلوعهم في عمليّة السرقة التي طالت الكابل المقدّرة قيمته بـ10 ملايير سنتيم، ويتعلّق الأمر بأعوان حراسة تابعين لمؤسّسة “SGS”، والبالغ عددهم 08 أشخاص وهم كلّ من “م.ر”، “غ.ر”، “م.ب”، “د.إ”، “س.خ”، “س.س”، “خ.ا.س” والمسمى “ب.ع” الذين مثلوا صبيحة اليوم أمام هيئة محكمة الجنايات الإبتدائية، حيث التمس في حقّهم ممثّل الحقّ العام لدى النيابة تسليط عقوبة 15 سنة سجنا نافذا ضدّ جميع المتهمين، فيما أدانة هيئة المحكمة المتهم الرئيسي “م.ر” بعقوبة 15 سنة سجنا نافذا بعد متابعته بارتكاب جناية تكوين جمعيّة أشرار للإعداد لارتكاب جناية ضدّ الأموال، وجناية السرقة المقترنة بظروف الليل والتعدّد والكسر من طرف مستخدمين بأجر مع استعمال مركبة، بينما أدانت بقيّة المتّهمين بعقوبة سنتين سجنا نافذا بعد متابعتهم بجنحتي الإهمال الواضح المؤدّي إلى سرقة أموال عموميّة مع خيانة الأمانة.
ملفّ القضيّة أعاد إلى الأذهان واقعة السرقة التي طالت صفائح حديدية قيمتها 8 ملايير سنتيم سنة 2014
أعاد ملفّ القضيّة المعالجة صبيحة اليوم من طرف هيئة محكمة الجنايات الإبتدائية بعنابة إلى الأذهان واقعة السرقة التي طالت صفائح حديديّة من مركّب الحجار سنة 2014 حين تمّ الإستيلاء حينها على صفائح تزن 164 طن قدّرت قيمتها بـ 8 ملايير سنتيم والمتعلقة بتعرّض معدّات إحدى ورشات مركب الحديد والصلب بالحجار للسرقة حيث استهدفت العملية الصفائح الحديدية المتواجدة على مستوى ورشة التقطيع التابعة لوحدة الدرفلة على الساخن داخل المركب علما وأن تلك الصفائح تستخدم في صنع قطع الغيار التي يتم تصديرها إلى خارج الوطن، حيث انفجرت القضية بتاريخ 06/05/2014 حين تقدم ممثل مركب أرسيلور ميتال بالحجار المسمى “ز.ر.ن” أمام مصالح الشرطة القضائية التابعة للفرقة الإقليمية الخاصة بعناصر الدرك الوطني بسيدي عمار من أجل تقديم شكوى ضد مجهولين مفادها تعرض ورشة التقطيع التابعة لوحدة الدرفلة على الساخن المتواجدة داخل المركب إلى عملية سرقة طالت 29 رزمة من الصفائح الحديدية المقطعة بوزن إجمالي قدر بأزيد من 82 طن، موضحا خلال بلاغه بأن عملية السرقة اكتشفت من طرف رئيس مصلحة التقطيع المسمى “ب.ع.ا”، مما جعل مصالح الدرك تفتح تحقيقا معمقا للإطاحة بالفاعلين، قبل أن تكشف التحريات وجود سرقة أخرى استهدفت ورشات “المغاربية للميكانيك” التابعة لذات المركب بتاريخ سابق، أين بلغت الكمية الإجمالية لصفائح الحديد المسروقة بأكثر من 164 طن التي تفوق قيمتها 8 ملايير سنتيم.
وليد سبتي
أحد الإطارات السابقين للمركّب كشف عن وقوع عدّة عمليّات سرقة منذ شهر جانفي 2020
كشف أحد الإطارات السابقين لمركّب سيدار الحجّار خلال الإستماع إلى أقواله أثناء التحريات الأمنية أنّ هاته المؤسّسة الصناعية تعرّضت إلى عدّة عمليات سرقة منذ شهر جانفي لسنة 2020، وأرجع هذا الأخير السبب في ذلك إلى القرار الذي اتّخذته مصاح إدارة مجلس المركّب آنذاك حين قلّلت عدد أعوان الأمن التابعين لمؤسّسة الحراسة “SGS” ممّا آل إلى حدوث ثغرات أدّت إلى وقوع عدّة عمليّات سرقة طالت هذا المركّب.
