منذ أسابيع قليلة أصدرت لجنة اللغة العربية فى التعليم ، بمجمع اللغة العربية ، تقريرا عن المناهج الدراسية وخاصة مناهج المنظومة الجديدة فى مادة اللغة العربية، كاشفا عدد من المحاور المهمة ، ومطالبا بضرورة مراجعة المناهج .
وفى تصريحات خاصة لـ «الأخبار»، أكد د. محمد حسن المرسى، مقرر لجنة اللغة العربية فى التعليم بمجمع اللغة العربية، وأستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة العربية، كلية التربية جامعة دمياط ، أن وزارة التربية والتعليم تعطى أولوية قصوى لإعادة النظر بصورة مستمرة فى المناهج الدراسية، مستعينة بأكابر اللغويين والتربويين فى مصر ومن بينهم مجمع اللغة العربية؛ وأشار إلى أن علينا الاعتراف بأن مسألة تطوير المناهج أكبر من جهد وزارة واحدة ولكنها تحتاج إلى جهد كل مؤسسات الدولة الدينية والإعلامية والثقافية للخروج من تلك الصورة التى انتشرت عن مدارسنا بأنها مقبضة ومُعتمة؛ وأعتقد أن هذه هى المهمة الأولى أمام الوزير من خلال تحويل المدارس إلى أماكن لنشر السعادة والمتعة الدراسية بالاهتمام بحصص الموسيقى والمسرح والتركيز على الطرق الحديثة فى التعليم مثل الألعاب التعليمية؛ وأقترح مثلا تدريس بعض حصص النحو فى حوش المدرسة .
وأضاف د. المرسى أن اللغة العربية كريمة كالنهر، سخية سخاء الندى والمطر، لكن كثيرا من أبنائها قابلوا كرمها بالجحود، والإهمال، حتى فى مجال تعليمها وتعلمها، فقد وصلت بها الحال أن أصبحت من الموضوعات التى يشتد نفور المتعلمين منها، وترتفع شكواهم من صعوبتها وتعقّد قواعدها، وأصبح ضعفهم فيها ملموساً فى قراءتهم، وحديثهم، وكتابتهم، وبدا جلياً ما آلت إليه حالهم فى المدارس والجامعات، عزوفاً عن دروس اللغة العربية، وهبوطاً فى مستوى التحصيل والتمثل، والنتيجة الطبيعية لذلك، متخرجون يعملون فى كل مجال من مجالات الحياة، اللغة على ألسنتهم رطانة، وعلى أقلامهم عجمة وإغراب.
وأشار إلى أن علينا التركيز على أن مفهوم التعليم، هل هو المفهوم الغالب (الإلقاء والنقل والتوصيل والتلقين) أم تحولت إلى المفهوم الغائب المرتكز حول المتعلم ونشاطه، محولا التعليم إلى إجراءات يقوم بها المعلم؛ من شأنها أن تقود المتعلم ليتعلم بنفسه، وما دور المعلم هل هو الملقن، أم أنه المشجع، المبدع، الملهم، مبتكر الخبرة.. فإلى أى مدى نحسن اختيار المعلم وإعداده وتدريبه ومعاملته، وكذلك الأهداف هل هى واقعية وقابلة للتنفيذ، وإلى أى مدى تستهدف مهارات التفكير العليا.
ويوضح أن إرادة التغيير، شىء يعلمه الخبراء، وكلنا ثقة فى وزير التربية والتعليم د. رضا حجازى ومستشاريه فى النهوض باللغة العربية والعلوم كافة وعلينا إعطاؤهم الفرصة كاملة لذلك؛ فقد آن الأوان أن تتحرر مناهجنا اللغوية، منطلقة بنا ومعنا إلى آفاق العالمية والتحضر، وآن الأوان أن تتجاوز مؤسساتنا التعليم اللفظى عديم المعنى من جانب المعلم، إلى الإيجابية والنشاط والمبادأة من جانب المتعلم، وجعل النشاط الطلابى جوهر المنهج، ولب التعلم .
