تولى وليد الركراكي، تدريب المغرب ٣١ أغسطس ٢٠٢٢، جاء المدرب خلفًا لوحيد خليلودجيتش الذي قاد أسود الأطلس في التصفيات، حقق الركراكي نتائج تاريخية بالتأهل لنصف نهائي كأس العالم.

قبل أيام قليلة من انطلاق منافسات كأس العالم، لم يكن يخطُر ببال أحدٍ أن يتأهل المغرب من المجموعة التي تضم كرواتيا وبلجيكا وكندا، إلا أن هناك رجلًا واحدًا كان واثقًا من تحقيق نتائج تاريخية.

“قبل ثلاثة أشهر سافرت لمقابلة الجميع لشرح خطة العمل، اللاعبون القادمون لخوض 3 مباريات فقط والاستمتاع بالوقت، لن يذهبوا معي، والرسالة وصلت للاعبي للمغرب بأجمعه ثم العالم”.

رسالة المدرب كانت واضحة للجميع، فالمغرب لن يذهب إلى قطر من أجل الترفيه، وهذا ما ثبت بعد ثلاثة أشهر بالفعل، فكيف حدث ذلك؟

_ تحديات عديدة:
تولى الركراكي مسؤولية تدريب المنتخب المغربي قبل ما يقرب من ثلاثة أشهر فقط من انطلاق كأس العالم، ومع ذلك كان مطالبًا بالتعامل أمور عدة، فلم يكن هناك الكثير من الوقت للتحضير بعدما حل خلفًا لوحيد خليلودجيتش، خاصة بعد أن أوقعتهم القرعة مع بلجيكا وكرواتيا وكندا، إذ خاض ثلاث مباريات ودية فقط ضد تشيلي وباراجواي وجورجيا قبل أن يدخل منافسات أم البطولات.

تحدٍ آخر واجه المدرب وهو إعادة اللاعبين المهمين إلى قائمة أسود الأطلس وإذابة الخلافات التي عانى منها المنتخب خلال فترة المدرب السابق، إذ قرر الثنائي حكيم زياش ونصير مزراوي عدم الانضمام للمغرب في ظل وجود خليلودجيتش، فيما تم استبعاد عبدالرزاق حمدالله رغم تألقه مع اتحاد جدة، لكن الركراكي أعاد الثلاثي الذي أصبح لاحقًا من بين الذين حققوا الإنجاز بالتأهل لنصف النهائي.

_ لن نذهب للترفيه!
قال وليد الركراكي : “قبل ثلاثة أشهر سافرت لمقابلة الجميع لشرح خطة العمل، وقلت لأمرابط وزياش وكل اللاعبين أننا لن نلعب ثلاث مباريات فقط”.

سريعًا، وعقب توليه المسؤولية، بدأ الركراكي مهام عمله بالسفر إلى عدة دول لمقابلة لاعبي المنتخب المغربي، فكانت أخبار المدرب لا تنقطع بأنه اليوم في فرنسا وغدًا في هولندا، وذلك للحديث مع كل لاعب على حدة قبل أن يعلن قائمته النهائية للمونديال.

رسالة الركراكي للاعبيه كانت واضحة، لن نذهب لخوض ثلاث مباريات فقط، بدا المدرب واثقًا ومؤمنًا بحلم تحقيق إنجاز تاريخي لم يسبق لأي منتخب عربي وإفريقي أن حققه.

يكمل الركراكي حديثه عقب إقصاء البرتغال: “قلت لهم ذلك، اللاعبون القادمون لخوض ثلاث مباريات فقط والاستمتاع بالوقت، لن يذهبوا معي، والرسالة وصلت للاعبي للمغرب بأجمعه ثم العالم”.

وبالفعل كان للمدرب ما أراد، وسارت الأمور كما خطط، يدخل المغرب منافسات كأس العالم بمجموعة صعبة وهو غير مرشح للتأهل، يتعادل مع كرواتيا سلبيًا في بداية المشوار، قبل الانفجار انطلاقًا من الفوز على بلجيكا ثم كندا، مرورًا بإقصاء إسبانيا ووصولًا للفوز على البرتغال والتأهل لنصف النهائي لأول مرة في تاريخ أي منتخب إفريقي وعربي.

“لهذا كرة القدم هي الرياضة الأفضل في العالم، يمكنك أن تؤمن بالحلم، ويمكن العمل لأجله، والعالم بأجمعه الآن مع المغرب”.

كلمات الركراكي دائمًا ما تُظهر بأنه مدرب حالم، فتارة يخبر لاعبيه بأنهم لن يذهبوا للترفيه والتمثيل المشرف، وتارة يتحدث علنًا بأنه يمكن للجميع الحلم بالفوز بكأس العالم.

منذ توليه تدريب المغرب، قاد الركراكي أسود الأطلس في ثماني مباريات فقط، ثلاث منها وديّة، أما بقية المباريات في كأس العالم، حقق خلالها خمسة انتصارات و خمسة تعادلات، ولم يعرف طعم الخسارة حتى الآن.

المنتخب المغربي في نصف النهائي بقيادة وليد الركراكي، وعلى بُعد مباراة من التأهل للنهائي حين يواجه فرنسا، ويبدو أن رجال المدرب.