تصاعدت في الآونة الأخيرة عمليات النصب والاحتيال التي طالت العديد من السائحين في مدينة مراكش، خصوصا من طرف بعض سائقي سيارات الأجرة الصغيرة، الأمر الذي تسبب إحراجا للسلطات وسط اتهامات بالتقصير.

و بالرغم من المجهودات الكبيرة التي تبذلها السلطات للحد من عمليات النصب والاحتيال على السياح الأجانب، إلا أن شكاوى الضحايا تظهر بين الفينة والأخرى جراء تعرضهم للاحتيال، خصوصا من بعض سائقي سيارات الأجرة الصغيرة وتوثق عمليات الاحتيال بالفيديو بالصوت والصورة، ولعل آخرها احتساب سائق سيارة أجرة بمراكش على سائح أجنبي سعر 350 درهما، مقابل نقله من مطار مراكش المنارة الدولي إلى ساحة جامع الفنا، دون أن يدرك أن أمره سيصبح موضوع فضيحة عالمية على حسابات صانع محتوى اسمه “سيمون ويلسون”، ويتابعه ملايين المشاهدين عبر العالم .

وتشمل طرق خداع السائقين عدم استخدام بعض سائقي سيارات الأجرة للعداد والزيادة في تسعيرة النقل بشكل خيالي، وقبول الزبائن الأجانب الوافدين فقط حيث يسهل الاحتيال عليهم بسبب عدم معرفتهم بالطرق حول مراكش، كما يقوم بعض السائقين السير من طرق طويلة من أجل دفع السائح بالنهاية على دفع مبلغ مالي كبير، قد يصل إلى أضعاف ما عليه دفعه في الحقيقة، لاسيما إن كانت هذه هي رحلته الأولى للمدينة.

ومن الحيل التي تستعمل حاليا بعد وضع عدة متاريس بساحة جامع الفنا، “ادعاء بعض سائقي سيارات الأجرة من الصنف الثاني أن المنطقة غير آمنة ليحول السائح وجهته نحو أسواق أخرى”.

وإذا كانت عمليات النصب والاحتيال على السياح بمراكش في ما مضى لا تصل إلى الجميع، إلى أنه في عصر التكنولوجيا الحديثة والهواتف الذكية أصبح الأمر مفضوحا ويصل للعالمية في حينه، وذلك عبر تدوينات وأشرطة فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تفضح ما يتعرض له السائح من سوء معاملة، وتصرفات مسيئة لقطاع يراهن عليه المغرب.

وليس فقط بعض سائقي سيارات الأجرة بالمدينة الحمراء الذين يتحملون مسؤولية هذه الفضيحة، فالسلوكات المسيئة للقطاع السياحي تنتشر في ساحة جامع الفنا والأحياء والأسواق المجاورة لها، وما يعكس ذلك الشكايات التي تتوصل بها المصالح الأمنية بين الفينة والأخرى، موضوعها تعرض السياح للنصب والاحتيال من طرف مروضي الأفاعي، أو نساء النقش بالحناء أو الوشم، أو أصحاب “حنطات” الأكل، أو المرشدين غير المرخص لهم.

وتجدر الاشارة إلى ولاية جهة مراكش قررت بتعليمات من والي الجهة، سحب رخصة الثقة نهائيا من سائق التاكسي المتورط في واقعة المطار، وذلك بعد معاينة مقطع الفيديو الذي فضح سلوكه الغير مهني، وبعد فتح تحقيق في ظروف وملابسات الواقعة، التي هزت الرأي العام المحلي والوطني خلال الساعات الماضية.

وفي سياق متصل، علمت “كشـ24” ان المصالح المختصة بمراكش، قامت بأمر من والي الجهة، بحملة واسعة بعد الواقعة، وقررت خلالها سحب 6 رخص اخرى من سيارات اجرة، ويرتقب ان تتخذ لجنة مختلطة قرارها النهائي بشأن هذه الرخص المسحوبة، بعد مخالفات متفاوتة لاصحابها.

وكان سائق سيارة الاجرة المذكور، قد تسبب خلال الساعات الماضية في “شوهة” عالمية للمغرب ووجهة مراكش بالتحديد، بعدما اقدم يوتوبر بريطاني على نشر مقطع فيديو يوثق لطريقة التعامل معه لدى وصوله لمراكش على تيكتوك، حيث اظهر المقطع كيف طلب منه السائق 350 درهم مقابل نقله من المطار صوب ساحة جامع الفنا، فيما التسعيرة المحددة من طرف المصالح المختصة لا تتجاوز 70 درهما، ثم تمادى في سلوكاته بعدما تسلم مبلغ 400 درهم من السائح، وحاول التحايل عليه من جديد وعدم ارجاع 50 درهم.

ومن سوء حظ السائق وسوء حظ وجهة مراكش ككل مع الاسف، فان السائح الذي يدعى سيمون ويلسون، يتابعه ازيد من 8 ملايين متابع ، ما جعل سلوك السائق الجشع يتحول الى فضيحة عالمية خلال ساعات، وهو ما خلف ايضا استياء عارما وسط رواد مواقع التواصل الإجتماعي ، ووسط مهنيي القطاع السياحي بما فيهم مهنيو سيارات الاجرة.