وأوضح سموه في حوار مع "اليوم"، أن قطاع التوحد شهد تحركات واثقة لخدمة هذه الشريحة، وأبرزها إنشاء صندوق التوحد الوقفي، الذي يتميز بأنه أول صندوق وقفي استثماري تشاركي على مستوى العالم مخصص لمساعدة ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم برأس مال 150 مليون ريال.

وبيّن أن إقامة الملتقى الأول للخدمات المقدمة لذوي اضطراب طيف التوحد على مستوى المنطقة الشرقية هو بداية لسلسلة من الملتقيات واللقاءات التي تهدف إلى تضافر الجهود وتوحيدها لتحسين وتجويد الخدمات المقدمة لذوي التوحد على مستوى المنطقة.

تعزيز الشراكة

أقيم الملتقى الأول للخدمات المقدمة لذوي اضطراب طيف التوحد تحت رعاية سمو أمير المنطقة الشرقية بمشاركة أكثر من 20 جهة.. حدثنا عن ذلك.

نحرص دائمًا على التفاعل مع جميع الأيام العالمية والأشهر التي نُبرز من خلالها العمل الخيري في المملكة والمتابع عالميًا، وبالتزامن مع شهر التوعية بذوي الإعاقة أقيم الملتقى الأول للخدمات المقدمة لذوي اضطراب طيف التوحد بمقر غرفة الشرقية، والذي يهدف إلى التعريف بالخدمات المقدمة لذوي اضطراب طيف التوحد من القطاعات كافة، وتعزيز الشراكة بين القطاعات ومقدمي الخدمات، حيث سلَّط الضوء على أهم احتياجاتهم لاستحداث برامج ومشاريع تخدم تطلعاتهم على مستوى المنطقة، إضافة إلى النهوض بمستوى الوعي المجتمعي حول الاضطراب.

وتأتي رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان، للملتقى من منطلق حرصهما واهتمامهما بتطوير الخدمات المقدمة لذوي التوحد على مستوى المنطقة، وهذه الخطوة ما هي إلا بداية لسلسلة من الملتقيات واللقاءات التي تهدف إلى تضافر الجهود وتوحيدها لتحسين وتجويد الخدمات المقدمة لذوي التوحد على مستوى المنطقة.

واجب ديني

أعلنت حكومة خادم الحرمين الشريفين، أخيرًا أن يوم 23 مارس هو يوم مخصص للمسؤولية الاجتماعية، ما انعكاس ذلك على العمل الخيري بالمملكة؟

يعكس اهتمام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -يحفظهما الله- بالقطاع الاجتماعي بصورة كبيرة، ولعل تضمين رؤية المملكة 2030 تطوير هذا القطاع دليل على هذا الاهتمام، وتحديد مثل هذا اليوم هو حافز للقطاعَين العام والخاص للتفاعل بصورة كبيرة لخدمة المجتمع؛ كون ذلك يعتبر واجبًا دينيًّا على كل مسلم لفعل الخير، والجميع لديه أفكار ورؤى لخدمة المجتمع.

وهي قيمة إنسانية عظيمة تتمثل في العطاء والبذل بشتى صوره، فهو سلوك حضاري موجود منذ القِدم، والمجتمعات التي تنعَم بمستويات متقدمة من الثقافة والوعي والمسؤولية لن تتقدم إلا بتفعيل الجانب الاجتماعي، وأن المنظمات الخيرية بالمملكة هي الحاضن والمطور والشريك الأساسي لجميع الأفراد والشركات لتنفيذ أي نوع من المسؤولية الاجتماعية وتتيح الفرصة للمساهمة في بناء المجتمع.

أمير #الشرقية يشيد بالبرامج التي تقدم لمرضى #التوحد #صحيفة_اليوم #مستقبل_الإعلام_يبدأ_من_اليوم
https://t.co/FCwEUxut3V pic.twitter.com/n8hfDMjs6w— صحيفة اليوم (@alyaum) June 28, 2022

ثقافة العمل

كيف ترى العمل المقدَّم والنماذج الحديثة في العمل التطوعي والخيري من القطاعَين العام والخاص؟

هناك عمل مقدَّم ونماذج مميزة من الجميع، وهذا ملاحظ ومعلوم، ولكن الأمل أن يكون أكثر تخصيصًا ومهنية؛ فهناك غياب للمتخصصين في العمل التطوعي أو الاجتماعي بالقطاعين العام والخاص، نحن نعمل لتغيير ثقافة العمل التطوعي في الجهات من عمل ثانوي إلى عمل مؤسسي وممنهج، مثله مثل باقي الإدارات.

ونريد اهتمام القطاعات في مثل هذا التخصص أسوة باهتمامهم بقسم التسويق أو الموارد البشرية وغيرها، حيث إنه إذا فعّلت الجهات ذلك واستقطبت الكفاءات أصبح للعمل التطوعي احترافية عالية، وهو رد جميل المجتمع الذي استفادت الشركات منه ببرامج تثقيفية توعوية تمكينية في بعض منها.

دعم وتنسيق

لماذا توجهتم للعمل الاجتماعي عبر رئاسة جمعية أسر التوحد؟ وما الرسائل التي تطمح لإيصالها في سبيل خدمة ذوي التوحد وأسرهم؟

المملكة منذ إطلاق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رؤية المملكة 2030 وهي في حراك مستمر في مختلف المجالات، أصبحنا نسمع ونشاهد الكثير من المشاريع المميزة والأفكار الخلاقة التي تحتاج إلى رواد أعمال يعملون على تنفيذها، والعمل قائم بأفضل مما جرى توقعه، وهذا بتوجيهات القيادة الحكيمة -يحفظها الله-.

وحرصت كثيرًا على أن أعمل في المجال الاجتماعي لأن لدي العديد من المشاريع الجديدة والخلاقة التي أريد من هذا القطاع أن يعمل فيها، وأطلقنا جزءًا منها ونحن في عمل متواصل لتحقيق ذلك، وهناك العديد من الرسائل والتي منها أن تصل الخدمة للفئة التي تعاني اضطراب طيف التوحد بشكل مميز وسهل ويسير.

كما نسعى للنهوض بقطاع التوحد في المملكة من خلال دعم وتنسيق جهود كافة الجهات ذات العلاقة وفق منظور علمي شامل وعمل مؤسسي متكامل وشراكة تنموية فاعلة، وخدمة من منظور مسؤوليتنا الاجتماعية، كما نريد من جميع الأسر التي لديها أطفال يعانون هذه الإعاقة أن تجد من يساعدها لتيسير حياة الطفل وتعليمه وبناء شخصيته، واستثمار طاقته.

تحركات واثقة

ما أهم المشاريع التي قمتم بها خلال عملكم في قطاع التوحد تحديدًا، كونكم تترأسون مجلس إدارة الجمعية؟

هناك العديد من الأعمال التي قدمت خلال السنوات الماضية ولا يزال للعمل بقية، حيث إن قطاع التوحد شهد تحركات واثقة لخدمة هذه الشريحة، وأبرزها إنشاء صندوق التوحد الوقفي، الهادف لتقديم الخدمة للمستفيدين بجودة وتميز واستدامة، ولتحقيق ذلك يحتاج إلى التفكير خارج الصندوق، والبُعد عن الأفكار المتكررة والتفكير بمصادر أخرى لتحقيق الاستدامة المالية لجمعيات التوحد بالمملكة، حيث يكون لها دخل إضافي ونافذة مالية لتنفيذ متطلبات المستفيدين.

ولكي يتحقق الهدف الأساسي، جرى إطلاق هذا الصندوق الذي يتميز بأنه أول صندوق وقفي استثماري تشاركي على مستوى العالم مخصص لمساعدة ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم، برأس مال يقدر بـ150 مليون ريال، وسيحقق أهدافه المالية للجمعيات على عدة مراحل كون جميع جمعيات التوحد بالمملكة مشاركة بهذا الصندوق، وجميع التبرعات الواردة بالصندوق ستخصص لتنفيذ البرامج والمشاريع والمبادرات التي تخدم المستفيدين لدى الجمعيات.

عيادات متخصصة

ما توقعات سموك لسقف مبالغ الصندوق؟ وأين تصرف عوائده؟

الطموح عالٍ جدًّا كون الفئة التي يخدمها الصندوق مهمة وتستحق منا الدعم والمساندة، وسقف المبالغ لا حدود له، وسيجرى تخصيص صرف المساعدة لذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم، وسيكون غير محدد المدة، وجميع وحداته موقوفة وغير متداولة، وستتاح المساهمة من جميع أفراد المجتمع الراغبين في التبرع له، وستصرف عوائده على مشاريع تعود بالنفع على فئة التوحد مثل مراكز الإيواء والغرف الحسية، والبرامج التعليمية والتأهيلية، وإنشاء عيادات طبية متخصصة لتحقيق الاستدامة المرجوة لتلك الجمعيات الخيرية، وفقًا للمتطلبات والأطر التي وضعتها هيئة السوق المالية والهيئة العامة للأوقاف.

استدامة وأثر

هل لديكم مشاريع جديدة العام المقبل تخدم قطاع التوحد بالمملكة؟

نعم، هناك كثير من المبادرات التي نعمل عليها والتي تنقسم إلى قسمين، قسم موجّه لجمعية أسر التوحد، والآخر لبقية الجمعيات على مستوى المملكة، فالاهتمام بقطاع التوحد هدف رئيسي للجمعية.

ونحن بصدد إطلاق اللجنة التنسيقية للتوحد على مستوى المملكة، حيث تهدف اللجنة إلى النهوض بقطاع التوحد وتحقيق الاستدامة والأثر لمستقبل أكثر إشراقًا لذوي اضطراب طيف التوحد بمشاركة كافة الجمعيات المتخصصة في التوحد.

وهذه اللجنة تعتبر مبادرة مجتمعية من الجمعية تجاه مثيلاتها من الجمعيات الأخرى للارتقاء بالعمل المؤسسي في قطاع التوحد، وتترأس اللجنة أريج المعلم الأمين العام لجمعية أسر التوحد، وسيكون ذلك في يناير المقبل.

#طيف_التوحد عند الأطفال.. الأسباب والأعراض والسمات الأكثر شيوعا https://t.co/Nq9Uprkyf2 #اليوم pic.twitter.com/J4nKbyODje— صحيفة اليوم (@alyaum) September 14, 2022

وصول شامل

كم عدد المستفيدين من الجمعية؟ وهل لديكم فروع جديدة؟

جمعية أسر التوحد تقدم عددًا من برامج التدريب والتأهيل والدمج المجتمعي، فضلًا عن الخدمات المختلفة لأكثر من 5000 أسرة، من خلال 5 فروع رئيسية في مناطق الرياض والشرقية وعسير ومحافظتي الخرج والدوادمي.

وتشرف الجمعية من خلال خطتها في التوسع والوصول الشامل لخدمات ذوي التوحد على مستوى المملكة على 5 فروع رئيسية و32 ممثلًا لها في المناطق الطرفية والرئيسية، ويعاد التقييم حسب الحاجة والعدد.

زيادة التطوير

كم يتكلف علاج طفل التوحد سنويًّا؟ وما البرامج والخدمات التي تقدمونها للأطفال؟

التكلفة تختلف من توحدي لآخر، ولكنها تتجاوز عشرات الآلاف من الريالات سنويًّا، والجمعية تسعى من خلال جهودها في تسهيل الوصول للخدمات بجميع القطاعات المختلفة بالنسبة للأسر وذوي التوحد، وأيضًا برامج تدريب وتأهيل بشكل مكثف لزيادة التطوير وتحسين جودة حياتهم، إضافة إلى البرامج التوعوية.

تأهيل للدمج

هل هناك تعافٍ من هذه الإعاقة بنسبة 100٪؟

لا يمكن التعافي الكامل، ولكن يمكن التحسن والتأهيل للدمج المجتمعي.