تراجع أمريكا واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية.. خبراء يتوقعون خارطة العالم فى 2023

شهد العام 2022 الكثير من الأحداث المشتعلة والملتهبة على مستوى العالم والتي أثرت بدورها على الإقليم العربي، وكانت لها عدة تداعيات، هذه الاحداث سيكون لها تبعات قوية وتؤثر على خارطة القوى المسيطرة عالمياً خلال عام 2023، مما ينتج عنه عالم جديد يحكمه خارطة قوى دولية حديثة.

وخلص خبراء إلى ان من بين المفاجآت التي سيشهدها العالم خلال عام 2023، هو تراجع الدور الأمريكي، وصعود قوى دولية بديلة تتحكم في مجريات الأمور.

في هذا السياق، قال طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي، إن أحداث العالم في عام 2023 ستكون مختلفة، لافتاً أن الموضوع يرتبط بخرائط تفاعلية جديدة للعالم جزء منها هو باستمرار الحرب الروسية الأوكرانية.

وأضاف فهمي في تصريحات للدستور:" فمن غير المتوقع ان يكون هناك حل للأزمة خلال العام الجديد، او بمعنى آخر استمرار استراتيجية اللا حل في روسيا وأوكرانيا"، معتبراً أن السبب في مساعي الولايات المتحدة والقوى الغربية إلى الاستمرار في مناكفة روسيا ومحاولة إذلالها وتركيعها".

خريطة تحالفات جديدة في عام 2023

كما توقع بناء خريطة تحالفات جديدة بدأت بروسيا الصين، وستمر بالهند وإيران وبالتالي هذه الخرائط الجديدة او المحاور الجديدة سوف تفتح مسارات أخطر منها سعي روسيا إلى بناء معاهدة الأمن الجماعي، لتضم دول جديدة.

وأضاف فهمي: "النقطة الثالثة هو تغير خريطة التحالفات الدولية الأمريكية بمعنى انه هناك اطراف عربية وأفريقية، ستتجه إلى بناء شراكات مع الصين ومع روسيا، وسوف يظهر ذلك جلياً خلال الشهور الأولى من العام 2023"، معتبراً أن الولايات المتحدة ليس لديها بدائل لان خلال عدة أشهر ستكون أمام الانغماس في الانتخابات التمهيدية او التأهيلية للرئاسة، فبالتالي سيكون هناك حالة من عدم الاستقرار في التفاعلات والدولية".

تراجع دور الأمم المتحدة في عام 2023

فيما رجح المحلل السياسي ضعف وتراجع  دور الأمم المتحدة، كما أن مجلس الأمن لن يكون له دور وتأثير برغم كل ما يجري.

تابع: "هناك توقع بدور للأطراف الاقل على حساب الأطراف الدولية الكبيرة، وعلى سبيل المثال  تركيا سوف تلعب دورا كبيرا في النطاقات الدولية، كما ستواصل إيران مساعى عدم توقيع اتفاق نووي"، مؤكداً أن العام 2023 سوف يشهد توقف المفاوضات الإيرانية الأمريكية.

وأضاف: «سيكون هناك أطراف لقوى اقليمية صاعدة زي كوريا الشمالية، مما يفسر أسباب العمل العسكري المستمر والاختبارات النووية هناك.

العالم العربي سيكون متلقي للنتائج 

قال طارق فهمي: "بطبيعة الحال العالم العربي يكون جزءا من المنظومة العالمية فيتأثر بأحداثها ولكنها يبقى في وضع المتلقي، ومن المتوقع أن تقوم بعض الدول العربية ببناء شراكات مع روسيا ومع دول الاتحاد الأوروبي والصين، وهذا بدوره سوف يكون مزعجاً للإدارة الحالية في البيت الأبيض، ولكنه سيغير مع قدوم الإدارة الجديدة".

المنطقة تتأثر بالوضع الخارجي

وافقه الرأي المحلل السياسي اللبناني البارز محمد الرز، قائلاً: "من المعروف أن أوضاع المنطقة العربية ترتبط بشكل أو بآخر بالمشهد الدولي وتطوراته المتسارعة وهي تتأثر به سلبا أو إيجابا".

أضاف الرز في تصريحات للدستور:" وطبقا  لعدد من المفكرين والمحللين  الاستراتيجيين في الولايات المتحدة الأميركية من بينهم فيندلي وفوكوياما وكسينجر نفسه، فإن أميركا تتراجع من مرتبة الإمبراطورية الدولية إلى وضعية الدولة الكبرى، مقابل تقدم الصين والنمور الاسيوية وتحقيق روسيا لأهدافها في أوكرانيا بموجب سياسة النفس الطويل ومواصلة الإمساك بخناق أوروبا اقتصاديا".

تابع:" وهذا يعني أن من كان يرتبط بالولايات المتحدة بالاضطرار أصبح يملك صلاحية الاختيار، وهذه الخلاصة سوف تفرز جملة متغيرات على صعيد العالم والمنطقة العربية خاصة، والدليل على ذلك بداية تفكير دول حلف الأطلسي باتخاذ مواقف أكثر استقلالية عن واشنطن كما صرح بذلك الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عقب زيارته الأخيرة للولايات المتحدة ".

المنطقة العربية سوف تشهد انعطافات في العام 2023

أكد الرز، أن من هذا المنطلق يمكن القول أن المنطقة العربية ستشهد عدة انعطافات في العام 2023، مردفاً:" فالسعودية سوف تمضي قدما في تطوير علاقاتها بدول الشرق وخاصة الصين وكذلك الأمر في العمل على تشكيل شرق أوسط "أخضر".

أضاف:" فيما ستنهي المصالحة بين سوريا وتركيا عهود من العداء يتم بموجبها تحقيق ثلاثة أهداف: سيطرة الدولة السورية على كل أراضيها (إدلب وباقي الشمال السوري)، وإنهاء مشروع الدولة الكردية بما يحفظ حدود تركيا وطي صفحة كبرى من صفحات تنظيم الاخوان الإرهابي،  كل ذلك بغطاء روسي وليس أميركي".

مصر تسجل خطوات من التعافي الاقتصادي

أما بالنسبة إلى مصر، فقال الرز: "فيما تسجل مصر خطوات على طريق التعافي الاقتصادي ومواصلة المشاريع العمرانية ولعب دور أساسي على صعيد المنطقة يساعدها على ذلك أنها في الأساس كسرت احتكار مفهوم القطب الواحد بنسج علاقات استراتيجية مع أقطاب العالم، وكذلك بما ستكتشفه من حقول كبرى للغاز في مياهها الإقليمية".

كما أشار إلى أنه من الممكن أن يشهد العام الجاري عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، بعد تقدم المباحثات الجارية بينها وبين السعودية، قائلاً “تجديد إقامة الركيزة الثلاثية بين مصر والسعودية وسوريا لن يكون بعيداً”.

فيما نوه إلى أن هذه التحولات، وغيرها ممن سينعكس على باقي الدول العربية وخاصة الملتهبة مثل ليبيا والسودان واليمن ، سوف تؤدي إلى تغيير المشهد الموجود الآن خاصة إذا نجحت المفاوضات الإيرانية السعودية، مستطرداً: "بمثل ما ستنعكس هذه التطورات سلبا، في حال تحقيقها، على الوضع الإسرائيلي  داخليا وفي خضم الصراع مع الشعب الفلسطيني وقواه الحية".

اختتم حديثه قائلاً: "الولايات المتحدة ستسعى إلى القيام بشيء أمام هذه التطورات الإقليمية، ولكن تشتت مواجهتها بين كوريا الشمالية والصين وتداعيات الحرب الاوكرانية وخلخلة تركيبة حلف الناتو، سوف يقلل كثيراً من ضغوطها وتأثيرها خاصة إذا تنامى التصدع الداخلي عندها بموجب الصراعات السياسية والدعوات الانفصالية ذات النزعة الاستقلالية" .

تاريخ الخبر: 2023-01-01 18:21:35
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

بوريطة يتباحث ببانجول مع نظيره المالي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:56
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

بركة : مونديال 2030.. وضع خارطة طريق في مجال البنيات التحتية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:53
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية