وإذا الأطفال سُئِلوا بأي ذنب اغتصبوا؟ ومرة أخرى يطل السؤال من أين أتى هؤلاء؟
يدين مركز الخاتم عدلان بأقوى العبارات، الجريمة المركّبة التي لحقت بالطفلة ترتيل الطيب عثمان، البالغة من العمر ١٧ عاما، والتي اختطفت بينما هي في طريقها لموقف الحافلات للِّحاق بمدرستها. حيث قطعت عليها الطريق مجموعة مكونة من ثلاث ضباع بشرية وقاموا باختطافها وارهابها واغتصابها وإلحاق الأذى النفسي والجسدي الجسيم بها. وبعد الفراغ من جريمتهم الدنيئة ألقوا بها بعنف تحت كبري المنشية مع سيل من الشتائم المقذعة لها ولوالدها الذي كان من كبار المسؤولين في لجنة تفكيك تمكين نظام الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ في السودان، مع رسالة تهديد مفادها أنهم قادرون على الوصول إليه.
إن هذه الجريمة البشعة، والتي صدمت البلاد وأغضبت العباد، تشير أصابع الاتهام فيها وبوضوح كامل، إلى أن مرتكبيها هم من أفزعتهم وقضَّت مضاجعهم لجنة التفكيك المجمدة، إنهم “كيزان المؤتمر الوطني”، فلول نظام البشير وزبانيته الجبناء. إنهم هم اختصاصيو الاغتصاب، أصحاب السوابق الذين عذبوا الرجال واغتصبوا بعضهم في بيوت الأشباح. إنهم هم الذين أحرقوا القرى ونهبوها واغتصبوا النساء في دارفور. إنهم هم الذين قتلوا واغتصبوا الأولاد والبنات في مجزرة القيادة. إنهم هم الذين اغتصبوا الأستاذ أحمد خير حتى الموت. إنهم هم الذين اغتصبوا الكنداكات في المظاهرات في شوارع الخرطوم. لقد درَّبوا ضباعهم البشرية على هذا الفعل المشين حتى صار الاغتصاب مهنة يمتهنها بعضهم، يأكل منها عيشه، ويطعم من “ماهيتها” أسرته، ويجاهر بها أمام المحاكم عندما يُسأل عن عمله.
لقد طالعنا بيان شرطة ولاية الخرطوم مساء السبت، والذي أعلنت فيه القبض على المتهم الرئيسي وتسجيله إقرارا، وإفادتها بمواصلة التحريات بإشراف النيابة وإكمال إجراءات البلاغ. تلك المساعي ينبغي أن تتواصل حتى الوصول لجميع الجناة والكشف عن أركان الجريمة. إن هذه المساعي يجب ألا تصرفنا عن الحقيقة الناصعة وهي أن القبض على المتهمين أو حتى الجناة في السودان، لا يعني بالضرورة أن الانتصاف للضحية قد تحقق، فنحن نعلم أن أجهزتنا التنفيذية مليئة بالكيزان والفلول والمرتشين والخونة، وكم من جرائم بدأ التحقيق فيها دون الانتصاف لضحاياها. لذلك لابد من المتابعة والضغط على جميع الأجهزة إلى أن نرى العدالة قد تحققت.
إننا ندعو منظمات المجتمع المدني، والمنصات الإعلامية المختلفة، وكافة قوى الثورة، وخاصة المحامين والمحاميات، والأطباء والطبيبات، والمثقفين والمثقفات، والمبدعين والمبدعات برص الصفوف والعمل الجماعي لمواجهة هذه الجائحة الكيزانية الخطيرة وهزيمتها هزيمة نهائية. علينا بالعمل الجاد المستمر من أجل الانتصاف لهذه الطفلة وما لحق بها وأسرتها من أذى. كما نناشد لجان الميدان بتنسيقيات لجان المقاومة بتسيير المليونيات التضامنية لمنزل هذه الطفلة البطلة مثلما يسيرونها لمنازل الشهداء.
وأخيرا لا بد من العمل الجماعي الساعي إلى لفظ هذه الجماعة الكيزانية المنحطة الدخيلة التي لا تشبه شعبنا ولا تَمِتُّ لقيمه السودانية المتأصلة بأي صلة، ومقاطعتها اجتماعيا وإلحاق أقصى العقوبات بها حتى نقتلعها من أرض السودان اقتلاعا.
بيان من مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية حول آخر جرائم الاغتصاب
الخرطوم: ٨ يناير ٢٠٢٣
