عيد الميلاد وسفر المزامير
عيد الميلاد وسفر المزامير
السيد المسيح بعد قيامته, قابل تلميذي عمواس, قاله لهما: هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لابد أن يتم ما هو مكتوب عني في ناموس موسي والأنبياء والمزاميرلوقا23-44
+ نجد أن أكثر سفر فيه نبوءات عن السيد المسيح هو سفر المزامير وعلي سبيل المثال المزمور الثاني من السفر, فهذا المزمور يتكلم عن المؤامرات التي تمت عن السيد المسيح وكذلك ميلاده, ونسمع منه أربعة أصوات وهو يتكون من 12 عددا كل ثلاثة أعداد صوت من ولادته:1- صوت النبوءة(1-3)2- صوت الأب(4-6) 3- صوت الابن(7-9) 4-صوت الروح القدس(10-12)
+ صوت النبوءة, نجد أن هذه النبوءة تدلي مؤامرة علي ابن الله ويتكلم عنها النبي, وتقال في الساعة الحادية عشرة من ليلة الجمعة العظيمةلماذا ارتجت الأمم وتفكر الشعوب بالباطلوهذا ما نشره الآباء الرسل بعد قيامة السيد المسيح في سفر أعمال الرسلفلما سمعوا رنموا بنفس واحدة إلي الله وقالوا: أيها السيد أنت هو الإله صانع السماء والأرض والبحر وكل ما فيها القائل بفم داود فتاك:لماذا ارتجت الأمم وتفكر الشعوب بالباطل؟ قام ملوك الأرض واجتمع الرؤساء معا علي الرب وعلي مسيحه لأنه بالحقيقة اجتمع علي مثال القدوس يسوع الذي مسحته, هيرودس وبيلاطس البنطي مع أمم وشعوب إسرائيل ليفعلوا كل ما سبقت فعينت يدك ومشورتك أن يكون (أعمال 4:23-28).
لنقطع قيودهما ولنطرح عنا ربطهما, هكذا قالوا لا نريد أن هذا يملك علينا(لو19:14) ليس لنا ملك إلا قيصر(يوحنا19-15), وهذا الجزء يقرأ في الساعة الحادية عشرة من ليلة الجمعة العظيمة.
+ الصوت الثاني هو صوت الآب:الساكن في السموات يضحك الرب يستهزئ بهم, هذا الضحك يعني عدم الاهتمام بالاستهزاء, فكما استهزأ إيليا لكونه البطلوعند الظهر سخر بهم إيليا وقال ادعوا بصوت عال لأنه إله لعله مستغرق أو في خلوة أو في سفر أو لعله نائم(1ملوك18:36),إذن الاستهزاء بأن كل ما تنبأوا به هو تنفيذ لخطر الله أي يستهزئ بمؤامراتهم لأنها لا تصنع إلا إرادة الله.
الصوت الثالث هو صوت الابن, وهذا الجزء من المزمور يقال في عيد الميلاد قال لي أنت ابني وأنا اليوم ولدتك أقنوم الابن ليعلن أنه مولود من الآب منذ الأزل وأن ميلاده أزلي, ومعروف أن الإنسان لا يكون أبا إلا بعد ولادته لابن لكن هو يعلن عن الميلاد الأزليمولود من الآب قبل كل الدهوروأنا اليوم الميلاد الزمني ولدتكفي ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من عذراء(عب1:5) وكلمةأنا اليومتمثل الحافز الدائم كذلك في عيد الغطاس يعلن هذه الحقيقة هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. ومعلمنا بولس الرسول يؤكد أن هذا الأمر لا يكون لأحد من الملائكة إلا الابنلأنه لمن من الملائكة قال أنت ابني وأنا اليوم ولدتك(عب1:5)(أعمال13:33)(المزمور2:7)اسألني فأعطيك الأمم ميراثكهو أيضا ملك وكاهن لذلك يقول له في المزمور110تسلط في وسط أعدائك بعد المعركةالصليبالانتصار تحطمهم يقضيب من حديد مثل أناء خزاف تكسرهمملك غالب في سفر الرؤياهوذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذاوذلك بعد معركة الصليب.
هكذا كل من يغلب منايقول عنه من يطلب فسأعطيه سلطانا علي الأمم, فيرعاهم بقضيب من حديد(رؤ2:27,26)
+ صوت الروح القدس, لا يستطيع أحد إن يقول أن المسيح ربي إلا بالروح القدس(1كو12:3) فالأن أيها الملوك تعقلوا تأدبوا با قضاة الأرض فالروح القدس ينادي الملوك والقضاة حتي يسلكوا بتعقل وحكمة ويؤمنوا بالمسيحلا أحد يستطيع أن يقول إن المسيح ربي إلا بالروح القدس(1كو12:3) ويحفظوا وصاياه فالأدب والضمير الصالح ويخضعوا لله العادل ومسيحه القدوس.اعبدوا الرب بخوف ورعدة, يدعو الروح القدس الملوك والرؤساء لعبادة الله بخوف أي يقدموا توبة لذلك يقول الشماساسجدوا لله بخوف ورعدة اعبدوا الرب بخشية أي بمخافة وتوبة, هللويا له برعدة أي التهليل يمتزج بالفرح.
وفي الآية 12 من المزموز: قبلو الابن لئلا يغضب فتبيددا من الطريق, لأنه عن قليل يتقد غضبه. والتقبل هو علامة الخضوعتقبيل يد البابا أو الأسقف أو الكاهن هو علامة للخضوعوالتقبيل علامة المحبةلذلك كانت قبلة يهوذا غاشة. وهكذا ينتهي المزمور بالطوبي, حيث يبدأ المزمور بالطوبي الأول بالطوبي وينتهي المزمور الثاني بالطوبي, ونحن لا تنسي ما قاله الملاك جبرائيل في بشارة السيدة العذراء:فأجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك قوة العليالآب تظللك, فلذلك القدوس المولودالابن منك يدعي ابن الله (لوقا1:35). وهكذا كان اليهود يعرفون الثالوث القدوس, ويعرفون معني البنوة لله, فالبنوة لها ثلاثة معان: البنوة التناسيلة وهي في عالم الإنسان والحيوان, البنوة المعنوية مثل ابن النيل وابن مصر وابن البلد, وبنوة متساوية بمعني حين يقول فلان أن عشرين سنة يعني أن عمره يساوي عشرين سنة, والمسيح ابن الله يعني مساو يعادل الله, وهكذا اليهود كانوا يعرفون معني البنوة لله حين سأله رئيس الكهنةهل أنت المسيح ابن الله(متي 26:63), هكذا كانوا يريدون أن يقتلوه بل قال أيضا إن الله أبوه, معادلا نفسه بالله(يو5:17و18).