رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة بـ«الصحة»: أسرّة الرعاية المركزة فى مصر كافية.. وأزمة الحضانات أوشكت على الانتهاء

قال الدكتور حلمى عبدالرحمن، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة، إن المشروع القومى للرعايات والحضانات والطوارئ نجح فى إنهاء معاناة المرضى مع المنظومة القديمة، وذلك عبر الخط الساخن «١٦٤٧٤»، الذى يوفر كل ما يحتاجه مريض الحالات الطارئة والحرجة على مستوى الجمهورية. وكشف «عبدالرحمن»، فى حوار مع «الدستور»، عن أن منظومة المشروع القومى تتعامل مع الحالات الحرجة وفقًا للوضع الصحى لا «الأقدمية»، مع العمل على زيادة التنسيق مع المستشفيات الجامعية والخاصة لتوفير الخدمة لهذه الفئة من المرضى، خاصة مرضى حالات الجلطة الدماغية، خلال ٦٠ دقيقة فقط. وأشار إلى أن العمل يجرى على قدم وساق لإطلاق خطة توعية للمواطنين للتعامل مع حالات الجلطات الدماغية والرئوية، وتدريبهم على الإنعاش القلبى والرئوى، ضمن مبادرة «كل ثانية تساوى حياة». 

■ بداية.. ما تفاصيل المشروع القومى للرعايات والحضانات والطوارئ؟

- الدولة المصرية تهتم بشكل كبير بمرضى الرعاية الحرجة والطوارئ، لذا انطلق المشروع القومى فى يوليو من عام ٢٠٢١، ليكون بمثابة الراعى لمرضى الحالات الحرجة داخل مصر، ويستكمل منظومة الطوارئ التى بدأ تنفيذها قديمًا عن طريق خط ١٣٧، مع تلافى كل المشكلات القديمة عبر إدخال الخط الساخن ١٦٤٧٤ لتلقى بلاغات المواطنين.

والمشروع ساهم فى توفير الخدمة الطبية فى أسرع وقت ممكن للمحتاجين، فعند احتياج المواطن لرعاية مركزة أو حضانة كان الاتصال بخط ١٣٧ يستلزم التحدث مع طبيب متخصص، للوقوف على تفاصيل الحالة وفقًا للتقرير الطبى لها، وأحيانًا كان على المواطن أن يتوجه بنفسه بالتقرير الطبى للمستشفيات للبحث عن سرير رعاية مركزة شاغر، ثم الاتصال بالإسعاف لنقل الحالة، والتنسيق مع الطبيب المسئول لاستقبالها وإجراء التدخلات الطبية المطلوبة.

وقد كانت هذه رحلة طويلة من المعاناة للمرضى وذويهم؛ نظرًا لعدم وجود تنسيق كافٍ بين المستشفيات وبعضها، وكذلك مع الإسعاف.

■ ما الفرق بين الخط الساخن ١٣٧ وخط الطوارئ ١٦٤٧٤؟

- منظومة المشروع تدير الحالات الحرجة بالكامل، التى يتم استقبالها على الخط الساخن ١٣٧، الذى يتواصل من خلاله المرضى مع المستشفيات الجامعية والخاصة، فيما يختص خط ١٦٤٧٤ بالمرضى فى المستشفيات الحكومية، فى ظل توجيهات وزير الصحة والسكان بأن يكون هذا الخط هو ذراع تواصل المرضى مع المستشفيات الحكومية والمشروع القومى للرعايات والحضانات والطوارئ، للاستفسار عن الخدمة الطبية.

■ ما علاقتكم بالشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة؟

- لدينا خطة لإدخال كل المستشفيات إلى الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة فى المرحلة المقبلة، خاصة بعدما تم إطلاق الشبكة العام الماضى، بتوجيهات من القيادة السياسية، بهدف سرعة تقديم خدمات الطوارئ واحتواء الأزمات وإدارتها بكفاءة تامة وعالية فى أقل وقت، مع تحقيق التنسيق التام والسريع بين كل الجهات المعنية فى المحافظات.

وبشكل مبدئى أدرجنا مستشفيى الزيتون التخصصى والمنيرة للعمل مع الشبكة، للوقوف على كل التحديات التى قد تواجه المنظومة، ووضع آلية متكاملة تسمح بتطبيقها على باقى المستشفيات.

■ ما أهم الخدمات التى يقدمها المشروع؟

- يقدم المشروع القومى للرعايات والحضانات والطوارئ الخدمة الطارئة للمريض داخل المستشفيات، سواء كانت رعاية مركزة أو حضانة بعد تسجيلها على منظومة المشروع، وذلك فى حال توافر الخدمة داخل المستشفى.

أما فى حال عدم توافر الخدمة، فيتم تسجيل الطلب على المنظومة، وتتولى الغرفة المركزية للمشروع بحث حالة المريض والاطلاع على التقارير الطبية له، والتواصل مع المستشفيات المتاح لديها الخدمة لاستقباله مع الاتصال بالإسعاف لتوفير عربة لنقل المريض، وإخطاره بالمستشفى المحول إليه للحصول على الخدمة الطبية، دون أى تدخل من المريض أو ذويه.

وتضم الغرفة المركزية للمشروع كل جهات وقطاعات وزارة الصحة والسكان، لتيسير حصول المريض على الخدمة الطبية فى كل مستشفيات الوزارة، وضمان حصوله على الخدمة الكاملة.

■ ما المدة المطلوبة للحصول على هذه الخدمة؟

- كل الخدمات الحرجة التى تتعلق بحياة مريض تتوافر خلال ٦٠ دقيقة من طلب الخدمة وتسلم البلاغ، مثل حالات الجلطات الدماغية، أما باقى المرضى المسجلين على منظومة المشروع فيتم التعامل معهم أوتوماتيكيًا وفقًا لحالة المريض وليس الأقدمية.

والمنظومة تحاول قدر الإمكان الوصول للمعدلات العالمية، من خلال توفير الخدمة الطبية للمرضى خلال فترة من ٤ إلى ٦ ساعات، لذا تم اتخاذ خطوات استباقية تتضمن التعامل مع المريض حتى يتم توفير الخدمة الطبية اللازمة له ونقله للمستشفى، كما تمت الاستعانة بالتشخيصات العلمية والطبية لتحديد مدى خطورة الحالات، وأولويتها فى الحصول على الخدمة الطبية.

■ ماذا عن التنسيق مع المستشفيات الجامعية والخاصة؟

- التنسيق مع المستشفيات الجامعية موجود لكن لم تكتمل المنظومة حتى الآن، ومع ذلك تم توقيع بروتوكول تعاون مع المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية فى أغسطس الماضى، للتنسيق بشأن منظومة الطوارئ والرعاية المركزة، وهناك بعض المستشفيات التى تقوم بالتسجيل فى المنظومة، لكن ما زال باقى المستشفيات الجامعية لم يسجل بعد.

أما المستشفيات الخاصة، فنعمل معها على أكثر من محور، ففى يوليو الماضى، اجتمعنا لوضع آلية تسجيل المرضى فى المستشفيات الخاصة على المنظومة، حتى يتم التعامل مع الحالة إذا رغب المريض فى الانتقال لمستشفى حكومى لزيادة نفقات العلاج.

وهناك العديد من الإجراءات الأخرى التى نعمل عليها فى هذا الملف، لتحقيق التنسيق الكامل مع القطاع الخاص، كما نعمل أيضًا على مراجعة قرار رئيس الوزراء الخاص بعلاج حالات الطوارئ فى المستشفيات الخاصة خلال ٤٨ ساعة مجانًا، وذلك لوضع ضوابط واضحة تضمن تنفيذ القرار.

■ كيف تعاملتم مع حالات الإصابة بكورونا خلال الفترة الماضية؟

- فى يوليو من عام ٢٠٢١، لم تكن لدى المواطنين الثقة الكافية فى المنظومة وأنها تستطيع أن تصمد أمام طلبات الحصول على الخدمة، لذا لم يسجلوا للحصول على الخدمة من الأساس فى ذلك الوقت، وبلغ عدد حالات كورونا المسجلة على منظومة الطوارئ بكل محافظات الجمهورية ١٥٦ حالة فقط، لكن فيما بعد تم تسجيل أكثر من ٤٣ ألف حالة فى ديسمبر الماضى.

ونحن حاليًا نسجل ٥ إلى ٦ حالات فى الدقيقة الواحدة، الأمر الذى يعكس ثقة المواطنين فى المنظومة، وقدرتها على توفير أسرّة الرعاية المركزة والحضانات، وفى هذا الإطار سنبدأ، خلال الأسبوع الجارى، بث مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعى للتوعية بالأعراض التى تستلزم طلب الخدمة الطبية، خاصة تلك التى يشتبه فى كونها أحد أعراض الجلطة، لأن جزءًا من مهمة المنظومة هو رفع وعى المواطنين أثناء التعامل مع حالات الجلطة القلبية والمخية.

ومن المقرر أيضًا القيام بتوعية المواطنين فى النوادى الصحية والهايبر ماركتس ومراكز الشباب والجامعات حول أعراض الذبحة الصدرية والجلطات، وكيفية الاتصال للحصول على الخدمة الطبية فى أسرع وقت.

■ هل نجحت المنظومة فى حل أزمات عدم توافر أسرّة الرعاية المركزية والحضانات بشكل كامل؟

- لا يمكن القول بأن هناك عجزًا فى أعداد أسرة الرعاية المركزة فى مصر، لأنه لا يمكن التقييم فقط وفقًا لأعدادها لدى وزارة الصحة والسكان بمفردها، ودون إضافة الأسرة بالمستشفيات الجامعية والخاصة، لأنها شريك أساسى فى المنظومة الصحية.

ولدى وزارة الصحة تقريبًا ٥٦٤٢ سرير رعاية مركزة، لكن مع إضافة أسرة القطاع الخاص والجامعى فإن عدد الأسرة يكون كافيًا، لذا نحن لم نكن بحاجة لزيادة أعداد الأسرة وإنما لزيادة التنسيق والشراكة مع كل الجهات للوصول إلى المعدلات العالمية فى هذا المجال.

أما عن الحضانات، فسابقًا كانت هناك أزمة واضحة فى عدم توافر أسرة الحضانات، لكنها انتهت بشكل كبير بعد الشراكة بين التأمين الصحى وكل الجهات والمستشفيات، لأنه أصبح الجهة المنوطة بالتعاقد على الحضانات، فتراجعت المشكلة، وبعد أن كان لدينا نحو ٣٠٠ حالة انتظار للحضانات يوميًا أصبح العدد نحو ١٥ حالة فقط، وسيتم حل الأزمة كلها قريبًا.

■ ما تفاصيل مبادرة «كل ثانية تساوى حياة» التى أطلقتها الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة الشهر الماضى؟

- هى أحدث مبادرات الإدارة، وتستهدف بالتحديد مرضى جلطات القلب الحادة وجلطات المخ، والهدف منها هو علاج مريض الجلطة خلال من ٦٠ لـ٩٠ دقيقة، والتعامل معه فى المستشفى من خلال القسطرة أو أى تدخل طبى آخر.

وقد انطلقت المبادرة نتيجة لارتفاع حالات الوفاة بين مرضى القلب، نظرًا للتشخيص الخاطئ أو الوصول للمستشفى فى وقت متأخر، لذا وفرنا طبيبًا متخصصًا فى القلب بالغرفة المركزية للطوارئ والرعاية الحرجة على مدار ٢٤ ساعة، لتشخيص الحالات المصابة بأمراض القلب على خط الطوارئ ١٦٤٧٤، وتحويلها للمستشفى، بعد الوقوف على الأعراض لدى المريض.

وعند التأكد من إصابة المريض بالجلطة يتم توجيه سيارة إسعاف على الفور إليه، وتحويله لأقرب مستشفى يتفق مع القواعد والمعايير العالمية الخاصة بالوقت المطلوب للحصول على الخدمة الطبية، والتواصل مع فريق القسطرة بالمستشفى لاستقبال المريض وإجراء اللازم مع تعريف بسيط بالحالة الصحية له.

كم عدد المستشفيات المشاركة فى المبادرة؟

- بدأنا بـ١٢ مستشفى تعمل طوال الـ٢٤ ساعة لخدمة المبادرة، ثم تمت زيادة عددها الأسبوع الماضى إلى ٣٩ مستشفى، وخلال الأسبوع الجارى سنوفر مركزًا أو مستشفى على الأقل فى كل محافظة، وذلك بخلاف المتوافرة بالقاهرة الكبرى، للتعامل مع حالات الجلطات الحرجة.

ونعمل فى الوقت نفسه على تدريب الأطقم الطبية فى المستشفيات على الإنعاش القلبى والرئوى لكل الأطقم الطبية، مع توعية المواطنين فى المنشآت العامة حول بعض الحالات وتدريبهم على الإنعاش من خلال فرق التوعية التابعة لوزارة الصحة.

 ■ أخيرًا.. ما مخططاتكم الأخرى خلال الفترة المقبلة؟

- الهدف الأساسى للإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة هو الوصول لمنظومة موحدة للطوارئ تكون مسئولة عن مرضى الحالات الحرجة داخل الدولة كلها، وتوفير كل ما يحتاجه مريض الحالات الطارئة الحرجة على مستوى الجمهورية، ونعمل حاليًا على ميكنة المنظومة بالكامل، والربط بين الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة وكل المستشفيات على مستوى الجمهورية لسرعة التنسيق فى نقل مريض الحالات الحرجة والحصول على الخدمة الطبية المستهدفة فى أسرع وقت.

تاريخ الخبر: 2023-01-19 21:21:08
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 53%

آخر الأخبار حول العالم

المفاوضات لإقرار هدنة في قطاع غزة "تشهد تقدما ملحوظا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:26:05
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

المفاوضات لإقرار هدنة في قطاع غزة "تشهد تقدما ملحوظا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:26:01
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية