الأبعاد الخمس للحن إيبارثينوس (٢)


خامساً: البعد الروحي للحن:

تأتى  نغمات لحن إيبارثينوس #par30enoc الخافته الخفيضة كأنها الهمس، طبعا يجب أن يكونهمساً، فهل من المعقول أن نرى شخصاً يفضى بسر لآخر بصوت عالٍ!!! لذا يبدأ اللحنPiannisimo خافتاً كالهمس، وكأن السماء تهمس في أذن البشرية قائلة: “اليوم البتول تلد الفائق الجوهر”، نعم اليوم فقط: “قد صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوء نعمةً وحقاً” (يوحنا 14:1) ويظل اللحن هكذاخافتاً هامساً بطيئاً حتى كلمة “آآنجلي” ومعناها الملائكة، وعندها يقول اللحن ما معناه: “الملائكة مع الرعاة يمجدون، والمجوس مع النجم في الطريق سائرون”، وهنا يخرج اللحن من طريقة الهمس التى كان يتبعها فى البداية، وتبدأ سرعته فى الزيادة تدريجياً، وإيقاعه يمتلئ خفة ونشاطاً، وكأنه يعبر عن الموكب المبهج الذي تحرك فيه نجم هذا الصبي ويتبعه جوقتان:

الأرضية: ويتقدمها ثلاثة من المجوس يحملون الهدايا وخلفهم الرعاه، 

والسمائية: ويتقدمها ملاك ومعه جمهورٌ “من الجند السماوي مسبحين”، لكى تكون أول أنتيفونا (تسبيح متبادل) بين السمائيين والأرضيين تعبيراً عن المصالحة، ألسنا نقول في القداس الإلهي:”صالحت السمائيين مع الأرضيين وجعلت الإثنين واحدا وأكملت التدبير بالجسد”. 

وفى الجزء التالى بعد ذلك يبدأ اللحن فى التلكؤ… ويصبح ثقيلاً فى حركته الموسيقية والإيقاعية

“ما جى ذى… ميتا أستيروس أو ذى بو روسى”

Maji de meta acteroc  odiporovci   المجوس مع النجم في الطريق سائرون

وكأن اللحن يصور المجوس وهم راكبون الجمال ويتحركون مع “النجم الذى رأوه فى المشرق” والذى كان يتقدمهم،”حتى جاء ووقف حيث كان الصبى” (متى 2: 9)، بعد ذلك تأتى الجملة التى تقول: “لأن من أجلنا وُلِدً صبى جديد”  

di ymac jar egenny;y pedion neon 

هنا نجد أن اللحن تحدث له انتفاضة، وكأنه يريد أن يركز على أن الهدف من كل هذه القصة العجيبة الغريبة وسر التجسد بالميلاد المجيد، كل هذا،الهدف منه هو “نحن” كل هذا “من أجلنا” ولذلكنجد اللحن يقول: “لأن من أجلنا وُلِدً صبى جديد”.

بعد هذا يصور اللحن الجملة :”أو إبرو إى أونونثي أوس”   o`pro `e`wnwn 0eoc “الإله الذى قبل الدهور”، بلحن يظل يتراجع “للخلف” بالنغمات المنخفضة، سبع نغمات بالتمام والكمال، أى”أوكتاف”، حتى يصل لأوطى نغمة يمكن للشمامسة أن يرددوها وهى نغمة “الصول القرار” التى هى آخر نغمة فى أغلظ وتر فى آلة الكمان، وكأن الملحن يريد أن يرجع لـ “الخلف” حتى يصل لـ “قبل كل الدهور”. 

اللطيف إن جمال موسيقى هذا اللحن تسبب في إهانة الموسيقار الكبير سيد درويش، فحينما استضاف مذيع برنامج “ما وراء الألحان”الموسيقار هاني شنودة، وسأله عن الجمال الموسيقى التعبيري الموجود في جملة: “أو إبرو إيأونون ثي أوس    “o`pro `e`wnwn 0eoc  الإله الذى قبل الدهور” . فرد الموسيقار هانى شنودة قائلاً: (هذه هى الموسيقى التعبيرية العظيمة، مش السذاجة الموسيقية بتاعة سيد درويش في الأغنية: “علشان ما نعلا ونعلا.. لازم نطاطي نطاطي”. قوم يروح في “نعلا ونعلا” يعلي النغمات، وفي “نطاطي نطاطي” يوطي النغمات!! سذاجة موسيقية في التعبير عن الكلمة، لكن في لحن إي بارثينوس بيعبر عن المعني “الإله الذي قبل الدهور” بنغمات ترجع للوراء في شكل سُلَمِي علشان تعبر عن قبل الدهور).

الحقيقة لحن “إيبارثينوس” بكلماته اليونانية ولحنه المصري الصميم، يقدم لنا طعماً جديداًللميلاد مختلفاً تماماً عن باقي ألحان هذا العيد المجيد، فمثلا فى كل الألحان التى تقال فى الأعياد،عادة يصاحبها “ناقوس ومتلث” لإضفاء روح البهجة. أما لحن إيبارثينوس فلا يصاحبه الناقوس والمثلث إلا في اللحن الذي يليه وهو لحن:

 

Piginmici `mpar0enikon  الميلاد البتولي

Ovoh ninakhi `mpnevmatikon   والطلقات الروحانية

ov`2f3ri `mparado17on  عجب عجيب

kata ni`cm3i `m`prof3tikon  كالأخبار النبوية

وهنا يدخل الناقوس والمثلث تعبيراً عن هذه الطلقات الروحانية العجيبة التي حملت بين أطيافها الأخبار النبوية اللى قال فيها أشعياء النبى:-

“ها العذراء تحبل وتلد إبناً ويدعى إسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا” فكان هذا السر العجيب “سر التجسد” الذي تم صياغته في هذا اللحن العميق: “إيبارثينوس”

ياليت لحن إيبارثينوس بكلماته البليغة الفصيحة، ونغماته التى تهمس في آذاننا بسر التجسد، وتحمل إلينا أعمق معانى الميلاد، ليكون سبب حب جديد يولد فى قلوبنا، حب يجعلنا نعيش بهجة الميلاد كما عاشها الملائكة والمجوس والرعاة.

تأمل:

أيها الإله المحب الذي نزل إلى تواضعنا، فلبس جسد خطايانا لينقينا من أثامنا، تجسد من العذراء، ليحل بيننا ونرى مجده مثل مجد إبن وحيد لأبيه مملوء نعمة وحقاً. 

لقد جئنا إلى ههنا نبحث عنك، نريد أن نجدك(Finding The Lord)، وإذ بالأرض تقرب المغارة لغير المقترب إليه، وها نحن نقترب إليك ونسبحك بهذا اللحن قائلين: “إيبارثينوس”. ليس حسناً أن نتركك في المغارة وحيداً مع أمك العذراء القديسة، ونلهو بعيداً منشغلين بخطايانا وآثامنا ومنهمكين في إهتماماتنا، لقد قلت “إرجعوا إليّ أرجع أليكم يقول الرب”، إلا أنه من فرط محبتك، رجعت إلينا قبل أن نرجع إليك، فاقبل تسبحتنا بهذا اللحن 

تاريخ الخبر: 2023-01-21 09:21:58
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 52%

آخر الأخبار حول العالم

وزير التشغيل يكشف تفاصيل جديدة بشأن قانون الإضراب

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:10:22
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 60%

الصين تعتزم جمع عينات الجانب المظلم من القمر

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:10:26
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 67%

الحرارة.. توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:10:27
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 70%

زلزال بقوة 5.1 درجة يضرب تايوان

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:09:27
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 83%

"الكاف" أمام امتحان جديد قبل كأس إفريقيا 2025 بالمغرب

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:10:24
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية