تتفاقم معاناة سكان غزة تحت حكم حماس، كما تقول "ياسمين"، من خلال الشعور بأن العرب في جميع أنحاء المنطقة لا يفهمون حقيقة الحياة تحت حكم حماس. وتشرح قائلة: "تعمل الكثير من وسائل الإعلام [العربية] لصالح حماس.. إنهم يصورون حماس كأبطال.. وإذا كنت مواطنًا من غزة وتقول (لا أريد الحرب) فأنت توصف بالخائن".
لطالما حظيت الروايات المؤيدة لحماس بمكانة كبيرة في وسائل إعلام العربية. فقد حصلت "قناة الجزيرة" على جائزة "احترافها" في تغطية حماس من حماس نفسها. وفي الوقت نفسه، تتمتع الحركة أيضًا بدعم قوي من جميع وسائل الإعلام المملوكة للحكومة الإيرانية، مع أكثر من 210 منصات في 35 دولة، بالإضافة إلى وسائل الإعلام المدعومة من الدولة الروسية، والتي تعد من بين أكثر وسائل الإعلام نفوذاً اليوم.
وأحد المكونات الحاسمة لهيمنة خطاب حماس هو سيطرتها على وسائل الإعلام والتقارير داخل القطاع الساحلي. وبعض المنصات التي تديرها بشكل مباشر، مثل وكالة "شهاب" للأنباء و"راديو الأقصى". وقال إبراهيم ضاهر، مدير "إذاعة الأقصى" الرسمية، لصحيفة "واشنطن بوست" Washington Post: "نحن السبب الرئيسي وراء شعبية حماس.. في أي عمل لحماس، ننشر الكلمة ثم نوقف أي شائعات عن الحزب". وأضاف أنه عندما تنتشر أخبار غير مواتية عن حماس، فإن "سياستنا كانت دائمًا التزام الصمت". ولدى سؤاله عن تكلفة سياسات حماس في غزة، قال ضاهر: "لسنا مهتمين بإظهار أشياء أخرى، مثل أي نجاح للإسرائيليين أو كيف تضررت الشركات بسبب الحرب". يتم احتواء الصحافيين غير الحكوميين من خلال وسائل أخرى، بما في ذلك الاعتقال والاستجواب والاعتداء الجسدي. في عام 2019، بعد الإبلاغ عن فضيحة فساد تورط فيها حماس، ألقي القبض على الصحافية المستقلة هاجر حرب، وهُددت بالإيذاء الجسدي، بل اتُهمت بالتواطؤ مع إسرائيل". وقالت: "أنا أدفع ثمن إجراء تحقيق حول الفساد في غزة.. أين العدل في ذلك؟".
