كشف الصحفي السويدي ديكران إيغو، عن أن السريان المقيمين في منطقة سودرتاليا، منعوا، العام الماضي، محاولةً لأنصار اليمين المتطرف لحرق نسخة من القرآن الكريم في منطقتهم.

جاء ذلك في حديث للأناضول حول حرق المصحف في مناطق سويدية مختلفة من قبل زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان.

وقال إيغو إن صديقه أوزجان كالدويو، منع بالودان العام الماضي من تنفيذ عمله "الاستفزازي" في سودرتاليا التي يقطنها نحو 40 ألف شخص من السريان.

ويسكن السريان في العراق وسوريا وتركيا وإيران، كما توجد أعداد أخرى في المهجر في الولايات المتحدة ودول أوروبا وبخاصة بالسويد وألمانيا.

وينتمي السريان إلى كنائس مسيحية سريانية متعددة ككنيسة السريان الأرثوذكس والكاثوليك والكنيسة الكلدانية وكنيسة المشرق، كما يتميزون بلغتهم الأم السريانية وهي لغة سامية شمالية شرقية نشأت كإحدى لهجات الآرامية في مدينة الرها.

وأكد إيغو المنتمي للسريان أن سودرتاليا الواقعة جنوب العاصمة ستوكهولم، هي المنطقة الوحيدة بالسويد التي فشل أنصار اليمين المتطرف في حرق المصحف فيها.

ولفت إلى أن كالدويو لم يوجه أي تهديد لبالودان وإنما أقنعه بالحوار طالباً منه إثبات تحليه بالتسامح والتعددية وعدم تبنيه أحكاماً مسبقة تجاه الأديان الأخرى.

وأوضح الصحفي السويدي أن بالودان غادر سودرتاليا التي تعتبر المنطقة الأكثر احتضاناً للسريان في أوروبا بعد حديثه مع كالدويو دون تنفيذ عملية حرق المصحف.

وأظهرت مشاهد مصورة للحادثة، انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، لحظات الحوار الطويل الذي دار بين كالدويو وبالودان، قبل مغادرة الأخير للمنطقة.

من جهة أخرى، أعرب إيغو عن اعتقاده أن الحكومة صادقة في إدانتها لأفعال بالودان، لكن قوانين حرية التعبير حادة وتؤثر على مسيحيي السويد أيضاً.

وأشار إلى وضع رسم يُظهر المسيح بهيئة مثليي الجنس في معرض مُقام داخل إحدى الكنائس قبل 15 عاماً، وهو ما أثار غضب المسيحيين ودفعهم إلى التظاهر.

ورأى أن "حرية التعبير التي تسمح بتصوير المسيح على أنه مثلي الجنس لا تستطيع القيام بأي شي إزاء حرق المصحف لأن القوانين مصممة بهذا الشكل".

في المقابل، يؤكد منتقدون آخرون أن الحكومة السويدية يمكنها بكل سهولة أن تمنع حدوث هذا النوع من جرائم الكراهية "في حال أرادت ذلك".

وفي 21 يناير/كانون الثاني الجاري، أحرق بالودان نسخة من القرآن الكريم قرب السفارة التركية في ستوكهولم، تحت حماية مشددة م ن الشرطة التي منعت اقتراب أي شخص منه أثناء ارتكابه هذا العمل الاستفزازي.

وعلى نطاق واسع، أثارت هذه الإساءة ضجة في العالم الإسلامي، واعتبرتها تركيا "عملاً استفزازياً" من "جرائم الكراهية"، وألغت زيارة لوزير الدفاع السويدي بال جونسون إلى أنقرة.

ووجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رسالة إلى السويد بأن لا تنتظر دعم أنقرة فيما يخص عضويتها في الناتو، ما دامت لا تحترم المعتقدات الإسلامية.

وقال أردوغان عقب اجتماع للحكومة في أنقرة إن "هذا الفعل القبيح" في السويد (حرق نسخة من القرآن) هو إهانة ضد كل من يحترم الحقوق والحريات الأساسية للناس وعلى رأسهم المسلمون.

وأضاف قائلاً: "القرآن الكريم الذي يحفظه ربنا لن يتضرر أبداً إذا أحرقت نسخة منه من قبل أحد بقايا الصليبيين، ونعلم أنه منذ الحملات الصليبية تساوي أوروبا بين مفهومَي الإسلام والأتراك، ونحن فخورون بهذه المساواة".

TRT عربي - وكالات