«التغيير» داخل متحف «بيت الخليفة».. التاريخ يكتسي حلة جديدة


أجرت «التغيير»، جولة داخل «متحف بيت الخليفة» بأم درمان، بعد أن أعيد افتتاحه مؤخراً، في حلة جديدة وبمسمى جديد «متحف بيت الخليفة المجتمعي»، ما يشي بتغيير مادي ومعنوي، وخرجت بإفادات مهمة من مديرة المتحف.

الخرطوم: أمل محمد الحسن

تحول المنزل الذي سكنه الخليفة عبد الله التعايشي، خليفة المهدي، وأدار من داخله شؤون الأنصار، والذي تم بناؤه في العام 1887م إلى متحف بناء على رغبة زوجة المفتش الانجليزي النشط برمبل، الذي استغل الجهة الشرقية من المنزل وبنى فيها “سرايا” خاصة به، محافظاً على شكل المنزل كما وجده.

واعجبت السيدة برمبل بشكل المنزل المصنوع من المواد المحلية؛ من اللبن، وتميز بأجواء باردة في الصيف ودافئة شتاء، وحولته لمتحف في العام 1928.

وبرمبل أحد المفتشين الانجليز الذين سكنوا في منزل الخليفة الذي يقع عند الجهة الشرقية من ميدان حوش الخليفة الحالي، وسكن المنزل أيضاً أخوات غردون وكتشنر ووينجت، إلى جانب عدد من المفتشين الإنجليز.

المتحف

إعادة تأهيل

بعد إغلاق استمر منذ العام 2018، عاد المتحف ليفتتح أبوابه في 18 يناير الجاري بعد أن تمت فيه صيانات جذرية للكثير من المشاكل التي كان يعاني منها طوال سنوات إنشائه بسبب الخريف معظم الأوقات.

ووفق مديرة المتحف نعمات محمد الحسن أبو الريد، جميع المعالجات السابقة التي قامت بها الهيئة العامة للآثار والمتاحف كانت آنية.

وكشفت نعمات لـ«التغيير»، أن الصيانة التي تمت للمتحف ضمن مشروع المتاحف المجتمعية، شملت معالجات كاملة للسقوفات والأرضيات والحوائط، وعمليات تصوير لجميع القطع المتحفية، والذي سبقه تقرير حالة لكل قطعة أثرية إلى جانب تدريب جميع الأمناء على العلوم المتخفية والترميم أيضاً.

المشروع الذي عملت عليه مجموعة من الوزارات ذات الصلة، مدعوم بصورة مباشرة من مؤسسات بريطانية والذي استهدف، إلى جانب متحف بيت الخليفة، متحفي شيكان بالأبيض وعلي دينار بدارفور.

أول سيارة

متحف مجتمعي

اتصلت عبارة المتحف المجتمعي مع متحف بيت الخليفة بعد الافتتاح؛ ومقصود منها بحسب مديرة المتحف، إضافة مساحات شاسعة «خيمة ضخمة منصوبة في فناء المنزل الجنوبي» ليرتاح فيها الزوار ويقوموا فيها بالمناشط المرتبطة بحياة الإنسان، السياسية والتاريخية وكافة العلوم المفيدة.

«نتمنى أن يزور الناس المتحف ويخلقوا علاقة إلفة معه ويدعموه، لأنه من المجتمع وللمجتمع».

بيت الخليفة

مقتنيات تاريخية

لا تقتصر القطع الأثرية الموجودة بالمتحف على مقتنيات المهدية فحسب وفق الاسم، فقد امتدت لتشمل العديد من إرث الحقبة التركية.

«غنمت المهدية الكثير من ممتلكات الأتراك، مثل مطبعة العملة، والحجر، التي تمت طباعة عدد كبير من خطابات المهدية فيها، من ضمنها محاكمة الخليفة شريف. إلى جانب وجود عدد من الأسلحة النارية والمدافع والكثير من العملات».

ورصدت «التغيير» أثناء التجوال داخل المتحف عدداً من السيارات المختلفة، من ضمنها سيارة تم تعريفها بأنها أول سيارة في السودان!

وقالت مديرة المتحف لـ«التغيير»، إن المهدية بدأت في سك عملتها الخاصة من الذهب إلا أنها اختفت سريعاً لطمع الناس في المعدن نفسه!

وأشارت إلى سك الخليفة لعملة في مدينة أم درمان، عرفت بـ«أب كبس»، تم تداولها بصورة كبيرة جدا،ً مؤكدة وجود كميات كبيرة منها لدى المتحف.

عملات

وفي جناح العملات الموضوع بسرايا برمبل، تتراص عملات كثيرة مختلفة ومتنوعة، أشارت أبو الريد إلى أنها تضم عملة خاصة بسلطان الفور الشهير علي دينار، إلى جانب عملة تم استخدامها قبل المهدية اسمها «ماري تريزا» لم تكن مملوكه إلا لصفوة المجتمع، كما استخدمتها النساء للزينة أيضاً.

ومن ضمن مقتنيات المتحف؛ رايات حملت شعارات المهدية، التي تقول: «لا إله إلا الله محمد رسول الله محمد المهدي خليفة رسول الله».

ماكينة قديمة

بيت أم كلثوم

من الغرف الحديثة التي ضمها المتحف في صورته الجديدة، بيت أم كلثوم،  ومقصود منه عرض جناح يشمل مقتنيات المرأة، والذي وصفته أبو الريد بـ«الضعيف»، داعية أفراد المجتمع لتغذية العرض بمقتنيات النساء في فترات ما قبل المهدية وحتى الآن.

تفتقر أيضا غرفة الإمام المهدي للكثير من المقتنيات، على الرغم من إبرازها لطريقة حياة تدل على الترف، بوجود حمام ضخم يشمل طريقة لتدفئة المياه خارجياً، وسرير معلّق على شرفته الخارجية.

وتقدّمت مديرة المتحف بمناشدة لأحفاد الخلفاء والأمراء الذين يملكون قطعا أثرية بتسليمها للمتحف.

«هذا هو أنسب مكان تحتفظون فيه بمقتنياتكم الأثرية».

وقالت إن الاحتفاظ بها يجعلها محصورة في نطاق ضيق، بينما وضعها في المتحف يسمح لها بالانتشار على مستوى عالمي.

الخليفة

سرقات سابقة

المتحف الآن لديه طرق تأمين متطورة لحفظ مقتنياته، إلا أن مديرة المتحف لم تنفِ تعرّضه في السابق وعلى فترات متباعدة لعدد من السرقات، من بينها سرقة للعملة وجدت لاحقاً مبعثرة أمام مدخل المتحف!

عرض نوعي

«لا يمكن أن تعرض كل مخزونك، لابد أن تكون مستعداً لأي دمار يمكن أن يحدث»، هذا ما قالته نعمات محمد الحسن رداً على سؤال «التغيير» حول مقتنيات المتحف.

وأضافت: «نقوم بتخزين بقية القطع الأصلية للاستفادة منها في مد المتاحف الولائية أو المشاركة في المعارض الداخلية والخارجية.. لا نأخذ أي قطعة من المعروض في المتحف للمعارض».

تاريخ الخبر: 2023-01-28 03:23:20
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية