عرضت قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، الفيلم التسجيلى «نقطة تحول.. بين الأمل والألم»، الذى يروى قصص بطولات مجموعة من مصابى العمليات الإرهابية التى شهدتها مصر منذ أحداث ثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو، حيث تنوعت حالات المصابين بين الجيش والشرطة والمدنيين والقضاة باختلاف أسباب وأماكن الإصابات.

وتناول الفيلم كيف استطاع هؤلاء الأبطال تحمل الآلام الصعبة التى مروا بها، وأن يحولوا المحنة الكبيرة إلى منحة وأمل، لدرجة جعلت بعضهم يحقق بطولات رياضية رغم الإصابة، والبعض الآخر يعود إلى عمله فى أماكن مختلفة غير قتالية، ليقدموا نموذجًا للتفانى من أجل الوطن.

فى السطور التالية، يتحدث عدد من صناع الفيلم، لـ«الدستور»، حول الأهداف التى سعوا إليها من صناعة العمل، وكواليس التحضير له والتصوير، وتفاصيل أخرى فى التمثيل والإنتاج. 

صاحب الفكرة.. محمود بدر: تصريحات الرئيس حول المصابين تلخص فكرة العمل

قال النائب محمود بدر، صاحب فكرة الفيلم، إن تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى حول مصابى العمليات الإرهابية تلخص فكرة الفيلم، خاصة حينما تحدث عن «ناس فقدت جزءًا من جسمها وناس ضحت بأرواحها عشان البلد دى تعيش».

وأضاف «بدر»: «حينما بدأنا العمل على هذا الملف أدركنا كيف حوّل هؤلاء الأبطال المحنة إلى منحة، بالإرادة والعزيمة.. عرفنا كيف يذوبون حبًا وعشقًا لهذا البلد، لدرجة تحويل الألم الكبير إلى أمل لا ينتهى».

وواصل: «أدعو جميع الناس لمشاهدة الفيلم التسجيلى على كل قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ليعرف الجميع أن مصر لديها أبطال تحملوا الألم وقدموا أجسادهم هدية لأوطانهم، لنعيش فى بلد آمن»، موجهًا الشكر لفريق العمل من إنتاج وإعداد وإخراج.

وتابع: «الشركة المتحدة أعطتنا فرصة لنقول للمصابين فى العمليات الإرهابية (شكرًا لما قدمتموه لنا وللبلد)».

أبطال القوات المسلحة:

العقيد: محمد فرج

المقدم: إسلام العزب

المقدم: حسن حمادة

النقيب: أحمد نجيب 

الرقيب: إبراهيم صبحى 

الرقيب: محمد جمال

أبطال وزارة الداخلية:

المقدم: عمرو عبدالرءوف

الرائد: محمد عزمى

النقيب: سامح درويش

أمين الشرطة: شريف محمد عبدالمقصود

المدنيون:

المستشار: أمير يعقوب

عم غريب

السيدة: قوت القلوب

المخرج.. أحمد نور: شهران للكتابة والمعالجة.. والتصوير فى أسبوع

أعرب أحمد نور، مخرج «نقطة تحول»، عن تشرفه بالمشاركة فى الفيلم، مضيفًا أن التحضير له استغرق نحو شهرين بين كتابة ومعالجة درامية وتنسيق، فيما تم تصويره فى أسبوع. وقال إن المختلف فى هذا الفيلم هو الجرعة الهائلة من الأمل والطاقة الإيجابية التى يمنحها للمشاهد، والتى تم استلهامها من كل النماذج المشرفة من هؤلاء الأبطال الحقيقيين الذين التقاهم فريق العمل.

وأوضح: «منهم اللى فقد جزء من جسده، ورغم كدا حقق بطولات رياضية، ومنهم اللى أصبح قائد لمدرسة الصاعقة، بس كلهم مرتبطين بحب الوطن»، وواصل: «كان ليا الشرف إنى قابلت أبطال كتير كان نفسى أتكلم عنهم كلهم، وبسبب كل قصة سمعتها اتحول الفيلم من مجرد لقاءات لمشاهد تمثيلية تحاكى الواقع، ورغم إنهم بيقولوا إن الدراما بتضخم المواضيع، لكن العكس تمامًا، لأنهم عاشوا القصص دى فعلًا، واستلهمت منهم قوة الإرادة والأمل ومعنى الفداء والتضحية».

وتابع: «كل المشاهد والقصص والنماذج المشرفة تجعلك تقف وتفكر كثيرًا.. هم إزاى كده؟»، متابعًا: «فى قصة قوات المظلات، فى البداية القائد يصاب بشظية فى الوجه ويكمل، وأحد أفراد المجموعة اتصاب فى كتفه ورغم كدا كمل بدراع واحد، عشان يحمى باقى المجموعة وفى اللى اتصاب فى رجله وكمل». 

وتحدث عن كواليس تنفيذ الفيلم قائلًا: «للأسف الوقت كان قصير جدًا، إنك تقدر تحول كل القصص لمشاهد درامية، لكن كان فى جمل كانت بتتقال زى (ربنا كرمنى بعبوة ناسفة ورصاصة فى الصدر الحمد لله رصاصة استقرت فى المخ).. كان هناك تسابق على مين هيتلف فى العلم الأول». 

وواصل حديثه: «أهم رسالة فى الفيلم إن رغم اختلاف ثقافتنا ومستوياتنا، مافيش حاجة أهم فى وقت الأزمات غير إننا نتكاتف ونقف جنب بعض، وجنب بلدنا، ويبقى عندنا يقين بالله سبحانه وتعالى إنه مش هيسيب البلد دى يحصلها أى مكروه»، مختتمًا: «دا هيحصل طول ما النماذج اللى فى الفيلم دا هم نماذج لكل الشعب المصرى، اللى بجد بنتشرف إننا جزء منه».

الكاتب.. باسم الخولى: مساندة الوطن «واجبة» فى وقت الأزمات

شدد باسم الخولى، كاتب الفيلم، على سعادته بالمشاركة فى هذا العمل المهم، حيث تعلم الكثير خلال رحلة صناعة هذا الفيلم، موضحًا: «أدركت أن النعم تحيط بنا ولا نقدرها، لأننا اعتدنا رؤيتها».

وأضاف «الخولى»: «حينما سمعنا قصص هؤلاء الأبطال حمدنا الله عز وجل، لأن شعب مصر قوى ومؤمن بالله، وهؤلاء الأبطال يرون أمر الله كله خير».

وواصل: «الفيلم ملىء بالحالات الملهمة، وكل قصة تختلف تفاصيلها عن الأخرى، لكن العامل المشترك بين كل أبطال القصص هو حب الوطن والاستعداد التام للتضحية، وهم يرون تضحياتهم قليلة مقارنة بالحفاظ على أرواح المواطنين الأبرياء». وعن تنفيذ الفيلم فى وقت قياسى، قال: «لا أرى أن وقت التحضير يحدد مدى جودة الأفلام، فمن الممكن أن يستغرق تصوير فيلم ما وقتًا طويلًا ولا يكون جيدًا رغم ذلك.. أرى أن القصة أهم ما فى العمل الفنى، فضلًا عن روح التعاون بين أعضاء فريق العمل»، مشيرًا إلى أن «الجميع كانوا يريدون صناعة فيلم جيد، وهذه الروح جعلتنا نتغلب على تحديات الوقت». ولفت إلى أن الفيلم يقدم رسالة صريحة وواضحة، وهى أن أوقات الأزمات تستوجب مساندة الدولة، فلا بد أن يتحد المواطنون باختلاف انتماءاتهم كى تعبر البلاد من أزماتها، وقال: «ربنا مش هايسيب البلد دى أبدًا يحصلها أى مكروه طول ما النماذج اللى فى الفيلم دول رموز بالنسبة لكل الشعب المصرى». وتابع: «التجربة دى مختلفة بالنسبة ليا أنا شخصيًا، لإنها عرفتنى قيمة الحياة، وإن الوقت أغلى شىء ربنا أعطاه لينا، وإن لازم نستغله فى منفعة الناس، وإن أهم شىء هاتطلع بيه من الدنيا هو عملك الصالح والسيرة الطيبة».

المنتج الفنى.. إسلام عبدالحكيم: الإرهاب لم يفرق بين مدنى وعسكرى

عبّر إسلام عبدالحكيم، المنتج الفنى للفيلم، عن سعادته بتقديم هذا العمل المميز، مشيرًا إلى أن أبطاله تحدوا الألم وحولوه إلى أمل.

وقال: «نقدم من خلال الفيلم رسالة تتلخص فى أن المشوار لم ينتهِ بالإصابة، بل هى بداية ومسار جديد يسلكونه لتحقيق إنجازات كبيرة»، لافتًا إلى أن «الجمهور يعرف كثيرًا عن الشهداء الذين تم تجسيد بطولاتهم فى أعمال فنية، لكنه لا يعرف كثيرًا عن المصابين، بداية من قصة الإصابة مرورًا برحلة العلاج، حتى تحقيق البطولات والإنجازات».

وذكر أن الفيلم كان فى البداية فكرة النائب محمود بدر، وتم التواصل مع عدد من الجهات منها القوات المسلحة والشرطة، وقرر فريق العمل تقديم قصص عدد من المصابين الذين لا يعرف الجمهور شيئًا عن بطولاتهم، و«من هذه النماذج النقيب أحمد نجيب».

وتحدث عن مزج المشاهد التوثيقية بالمشاهد التمثيلية خلال العمل، قائلًا: «كانت مهمة، وكل بطل كنا نخرج من خلال الجلسات معه بقصص عظيمة وبطولات مهمة، وكنا نريد إبرازها وتقديمها».

وواصل: «الفيلم يتناول وقائع غدر، لم تفرق بين مدنى وعسكرى أو مسلم  ومسيحى أو رجل وامرأة، وكان الهدف هو تسليط الضوء على تضحيات أبطال ضربوا الإرهاب بيد من حديد، ويعيشون بيننا حاليًا مصابين، ربما لا يعرفهم الكثيرون، لكننا مدينون لهم بالكثير وهم أبطال الجيش والشرطة».

وأكمل: «تم استعراض عشوائية العمل الإرهابى التى دفع ثمنها مدنيون أصيبوا فى عمليات كان الهدف منها هو إثارة الذعر بين الناس، وحصد أكبر عدد ممكن من الأرواح».

مسئولة الإعداد.. هناء عبدالفتاح: نخجل إذا قارنّا مشكلاتنا بالأهوال التى واجهها الأبطال

قالت الكاتبة الصحفية هناء عبدالفتاح، المسئولة عن فريق إعداد الفيلم، إنها فخورة للغاية بالمشاركة فى العمل الذى يعتبر إضافة جديدة فى عالم الأفلام التسجيلية.

وأضافت: «اقترح فكرة الفيلم النائب محمود بدر، وتحمسنا جميعًا لها وشرعنا فى تنفيذها، لأن الهدف كان الوصول إلى كل الفئات التى تضررت من الإرهاب البغيض وعملياته الدنيئة».

وواصلت: «كنا حريصين على الوصول إلى الضباط والمجندين من القوات المسلحة ومن الشرطة وإلى المدنيين، وهو ما حدث بالفعل».

وتابعت: «بدأت فى عملية البحث وتدقيق المعلومات ومن ثم التواصل مع الجهات المعنية من أجل توفير النماذج الملهمة التى سنسلط الضوء عليها، حيث تواصلنا مع القوات المسلحة والشرطة والتضامن الاجتماعى وغيرها من الجهات المعنية». وأشارت إلى أن جميع الجهات كانت متحمسة للمشاركة فى الفليم حتى نتمكن من إخراجه فى أفضل صورة ممكنة تليق بمصرنا الغالية.

وقالت: «علينا أن نخجل من أنفسنا إذا قارنّا ما لدينا من مشكلات أو هموم شخصية بأزمات هؤلاء، وحين تجلس مع هؤلاء الأبطال تشعر بأن همومك لا شىء وتتضاءل أمام ما حدث لهم، فحياتهم تغيرت بنسبة كبيرة، ومع ذلك لا يزالون متمسكين بحب الوطن ومستعدين لتقديم المزيد من التضحيات دون انتظار مقابل».

وتابعت: «على سبيل المثال الرائد محمد عزمى من قوة مباحث قسم الخانكة فى محافظة القليوبية تعرض لإصابة بالغة تسببت فى خروجه من الخدمة، لكنه لم يستسلم وبدأ تحديًا جديدًا على مستوى الدراسات العليا، وبات قريبًا من مناقشة أطروحته لنيل درجة الدكتوراه».

واختتمت: «كل من سيشاهد الفيلم سيعرف شيئًا واحدًا أنه لا يوجد أى شىء يمكن أن نبخل به على الوطن، وأن قوة الإيمان والرضا شىء ضرورى، وأن الحياة لا بد أن تستمر».