احتفل عدد من أهالي محلة الدمنة بمحافظة الدقهلية، اليوم، بحصول ربة منزل على حكم بالبراءة من قتل زوجها بعد مرور أكثر من 3 سنوات على صدور حكم بإعدامها، ليستقبلوها بالطبل والمزمار وإقامة سرادق وتعليق الزينة والأنوار لاستقبال المهنئين بها، وانطلقت الزغاريد وجلست في وسطهم وكأنه يوم عرسها وهي تحتضن طفلتيها اللتين ابتعدت عنهما لمدة تزيد عن 5 سنوات قضتها في السجن منذ أن تم القبض عليها في شهر ديسمبر 2017.

أهالي محلة دمنة عملوا فرح لاستقبال كريمة بعد براءتها 

«عشت أسود أيام في حياتي، وأنا بعيدة عن طفلتي، أنا اتحطيت في واقعة معملتهاش، وربنا حرم الظلم، والقضاء العادل اللي فحص قضيتي، ورجعت لأهلي وأولادي» وسط فرحة كبيرة تجلس كريمة السيد عبد الحميد، 40 عاما، ربة منزل، وتتلقى التهاني بالبراءة بعد صدور حكم عليهم بالإعدام لمدة 3 سنوات، ارتدت خلالها البدلة الحمراء «أنا شوفت الموت بعنيا، وكل ثانية تمر كنت أنتظر بدخلوا عليا ينفذوا حكم الإعدام، وربنا نجاني من حبل المشنقة».

بكاء كريمة: راح من عمري 5 سنوات بعيدة عن طفلتي

مواقف إنسانية مختلطة وتحتضن «كريمة» طفلتها وفي نفس الوقت تستقبل المهنئين ببراءتها، وقالت لـ«الوطن»: أنا راح من عمري 5 سنين في جريمة لم أرتكبها فقد كانت رجلي مكسورة في وقت وفاة زوجي، وأنا أولادي ضاعوا مني 5 سنوات مش كنت ضامنة أني أرجع لهم تاني، لكن الحمد لله القضاء أنصفني لكن بعد عذاب 5 سنوات كنت أعد كل ثانية وولادي بعيدين عني.

وتعتبر كريمة نفسها أنها مولودة من جديد «لما سمعت حكم ببراءتي كنت أسعد مخلوق في الدنيا، إني هارجع أحضن أولادي من جديد»، وتتذكر علاقاتها مع زوجها: «تزوجنا بعد قصة حب طويلة استمرت لسنوات، وأنجبنا طفلتين، وحصلنا على شقة في المساكن الشعبية، وعشنا معا، في يوم رجلي اتكسرت، زوجي أخذني للمستشفى وعالجني في مستشفى المنصورة الدولي، وبعدها راح قضي أسبوع مع أهله، حتى فوجئنا الناس بتصرخ وتقول لي أن جثة زوجي بجوار شريط القطار».

قرار إحالة كريمة لمحكمة جنايات المنصورة 

وكانت النيابة العامة قد أحالت الزوجة كريمة السيد عبد الحميد إلى محكمة جنايات المنصورة في القضية رقم 144 لسنة 2018 جنايات مركز محلة دمنة والمقيدة برقم 448 لسنة 2018 كلي جنوب المنصورة، بعد أن وجهت لها اتهامات بأنها في يوم 5/12/2017 م بدائرة مركز محلة دمنة محافظة الدقهلية قتلت المجني عليه محمد عبده الشربيني عبده عمداً مع سبق الإصرار بطريق السم بأن بيتت النية وعقدت العزم المصمم على قتله وأعدت لذلك الغرض جوهراً يتسبب عنه الموت عاجلاً أو أجلاً «مادة سامة - أملاح الفوسفيد» ودسته بمشروب القهوة وقدمته له قاصدة من ذلك إزهاق روحه فتناوله فحدثت به الأعراض الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياته على النحو المبين بالتحقيقات.

وصدر الحكم في يوم 2 سبتمبر 2019 على المتهمة بالإعدام شنقا، وبعد نظر محكمة النقض القضية قضت ببراءتها وخرجت اليوم وعادت إلى بيتها في مدينة محلة دمنة.

«حاجة أنا مش عملتها، ولم أدري بنفس لما القاضي نطق بحكم الإعدام، وفقدت الوعي ، واعتبرت نفسي هاموت في أي وقت، ولم أفكر في نفسي قد ما أفكر في أولادي اللي اتحرموا مني ومن أبوهم معي بنتين صابرين وياسمين»، بحسب قول كريمة.