أكد اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، أن برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر يحظى باهتمام كبير من الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومن كل الوزارات الشريكة فى التنفيذ.

وأشار «آمنة»، خلال استقباله، وفداً من البنك الدولى، وعدداً من مسئولى الوزارة والبرنامج، إلى أن برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر ساهم خلال السنوات الخمس الماضية من خلال المكون الثانى فى خدمة ما يقرب من 5.6 مليون مواطن بمحافظتى سوهاج وقنا، باستثمارات جارية ومنتهية بحوالى 10.5 مليار جنيه فى قطاعات الصرف الصحى ومياه الشرب والطرق المحلية والتطوير الحضرى وتحسين البيئة وغيرها من مجالات عمل الإدارة المحلية.

وزير التنمية المحلية: رفع كفاءة 4 مناطق صناعية وتحسين نظام الإدارة بها بـ6.1 مليار جنيه.. وتطوير منظومة التخطيط المحلى المتكامل

ولفت الوزير إلى أنه بالإضافة إلى إسهامات البرنامج من خلال المكون الأول فى تحسين تنافسية المحافظات برفع كفاءة أربع مناطق صناعية وتحسين نظام الإدارة بها باستثمارات حوالى 6.1 مليار جنيه، إضافة إلى تطوير التكتلات الاقتصادية ذات الميزة التنافسية فى المحافظات المستهدفة، وتحسين الخدمات الموجهة للمواطنين والأعمال، وهو ما استفاد منه أكثر من 26 ألف مؤسسة أعمال، وتوفير ما يزيد على 369 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

وأعرب عن خالص تقديره للجهود التى بذلها فريق وخبراء البنك الدولى مع مكتب تنسيق برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر بالوزارة ووحدات التنفيذ بالمحافظات على مدار السنوات الخمس الماضية، وهى الجهود التى أسهمت فى نجاح تنفيذ البرنامج وتحقيق نقلة نوعية فى أداء محافظتى سوهاج وقنا.

وأوضح أن نجاحات البرنامج لم تتوقف فقط على المشروعات الإنشائية، ولكن تخطتها لتطبيق ممارسات مطورة فى مجال الإدارة المحلية، بتطوير منظومة التخطيط المحلى المتكامل، وإشراك المواطنين فى وضع ومتابعة الخطط الاستثمارية، وتطوير برامج الإدارة المحلية، وتعزيز الموارد الذاتية للمحافظات، وتطبيق الاعتبارات البيئية والاجتماعية فى مشروعات الإدارة المحلية، وحوكمة نظم التعاقدات والمتابعة، وإدارة الأصول المملوكة للمحافظات والاهتمام بخطط التشغيل والصيانة.

وأشار «آمنة» إلى أنه على سبيل المثال فيما يتعلق بتنمية الموارد الذاتية للمحافظات، فقد قطعنا خطوات كبيرة فى كافة الإجراءات التى تضمن تعظيم الإيرادات الذاتية للمحافظات ووحدات الإدارة المحلية، وذلك من خلال اللجنة المشتركة بين وزارات المالية والتخطيط والتنمية المحلية واللجان المشكلة على مستوى المحافظات، حيث يجرى التركيز على تعظيم موارد المحافظة من الإيرادات والرسوم، ومشاركة القطاع الخاص، مؤكداً أنه عندما تم التطبيق التجريبى لنموذج حوكمة وتعظيم الموارد الذاتية على بعض الخدمات المحلية «الإعلانات - ساحات الانتظار - مواقف النقل الجماعى - السويقات)، فقد شهدت محافظتا سوهاج وقنا زيادة ملموسة فى الإيرادات المرتبطة بهذه الخدمات.

ولفت الوزير إلى أن الوزارة تشرفت بتلقى تكليف القيادة السياسية بتعميم ممارسات برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر ليشمل باقى محافظات الصعيد والمراكز المستهدفة بمبادرة حياة كريمة، وبالفعل بدأنا فى تطبيق خطة لتعميم هذه الممارسات، وإذ نتطلع لاستمرار دعم البنك الدولى خلال المرحلة المقبلة للاستمرار فى تنفيذ الخطة الطموحة.

وأوضح أن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» التى تعتبر أفضل مبادرة تنموية على مستوى العالم، والتى ستغير حياة الملايين من أبناء الريف وتحسين الخدمات المقدمة لهم فى جميع المجالات، مشيراً إلى توجيهات القيادة السياسية وتكليفات رئيس الوزراء بالاهتمام بتحسين جودة حياة المواطنين، لافتاً إلى التكامل بين المبادرة وبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، فيما يخص تنفيذ المشروعات والبرنامج على أرض المحافظات.

وقال «آمنة» إن الوزارة تهتم بمحور التمكين الاقتصادى والتنمية الاقتصادية فى جميع المحافظات وعلى رأسها محافظات الصعيد، خاصة فى إطار «حياة كريمة» وبرنامج التنمية المحلية بقنا وسوهاج والمنيا وأسيوط ودعم التكتلات الاقتصادية لخلق فرص عمل مستدامة للمرأة والشباب بجانب تطوير معيشتهم، مشيراً إلى أن البرنامج ساعد خلال الفترة الأخيرة التكتلات الاقتصادية فى سوهاج وقنا لزيادة فرص العمل فى بعض التكتلات، خاصة فيما يخص عدداً من الحرف التراثية واليدوية ومساعدتها فى التسويق والترويج داخل وخارج مصر، بالإضافة إلى مبادرة الوزارة «أيادى مصر» للترويج للحرف اليدوية والتراثية التى تتميز بها المحافظات وإيجاد فرص عمل للمرأة والفتيات والشباب والحفاظ على الحرف.

وخلال اللقاء، ناقش الوزير عدداً من نقاط التعاون بين الوزارة والبنك الدولى خلال الفترة المقبلة، ومن بينها دعم البنك للجهود المتعلقة بتنفيذ تكليفات رئيس الجمهورية لتعميم الممارسات الجيدة للبرنامج على باقى المحافظات وتقديم الدعم الفنى واللوجيستى المطلوب، وكذا دعم البنك لجهود البرنامج فى مجال التنمية العمرانية والتطوير الحضرى، خاصة فى ظل الطفرة الكبيرة التى يشهدها الريف من خلال مبادرة رئيس الجمهورية «حياة كريمة».

وأكد أهمية خبرات البنك فيما يتعلق بتحقيق التنمية الحضرية المستدامة والداعمة للتنمية الاقتصادية، وكذا الاستمرار فى دعم البرنامج لتطبيق ممارسات إشراك المواطنين فى تخطيط ومتابعة المشروعات، والاهتمام بشكل خاص بإدماج المرأة وقضايا النوع الاجتماعى فى التنمية المحلية المتكاملة، وتم الاتفاق فى نهاية اللقاء على استمرار التعاون والتنسيق بين الجانبين لاستكمال مجالات التعاون فى الملفات المشتركة الحالية.

وقال الدكتور شريف حمدى، مسئول أول العمليات بالبنك الدولى، إن برنامج تنمية الصعيد الذى يعتبر رؤية مصرية خالصة للدولة، حقق العديد من النجاحات والنتائج خلال الفترة الماضية وأصبح أحد البرامج الاسترشادية للبنك الدولى فى المنطقة، والذى سيتم نقله إلى دول أخرى فى أفريقيا وآسيا، مشيراً إلى تقديم كل الدعم للوزارة فيما يتعلق بتطوير الإدارة المحلية والوزارة وتنفيذ البرامج التدريبية اللازمة لكوادر الإدارة المحلية بمركز التنمية المحلية للتدريب بسقارة.