نحو مبادرة وطنية: «تأهيل استاد الهلال وعودة المريخ ليلعب في وطنه»
فيصل محمد صالح
هذه كتابة في الرياضة، لكنها ليست عن الرياضة
عن الوطن، وعن كيف يمكن أن نغتنم فرصةً لنضع الوطن أمامنا، وكيف نستغل الرياضة أو الفن أو أي نشاط يمكن أن ننجح فيه لرفع الروح المعنوية لشعبنا، وللتأكد أننا قادرون على أن نضيف لحياتنا جمالاً في مجالات متعدّدة.
يلعب فريقا الهلال والمريخ في منافسات دوري الأبطال الأفريقية، ولدهشتنا ومفاجأتنا فإنهما يحققان نتائج جيدة جداً، حتى خارج أرضهما، في حين تتراجع أسهم فرق كبيرة، مثل الأهلي والزمالك في مصر.
يملك فريق الهلال ست نقاط من ثلاث مباريات لعبها، ولديه ثلاث مباريات متبقية، منها مباراتان في الخرطوم، وثالثة في القاهرة مع الأهلي المصري.
يملك المريخ أربع نقاط من ثلاث مباريات، لعبها كلها خارج أرضه، وسيلعب بقية المباريات كذلك خارج الأرض. لديه مباراة مع الترجي التونسي في الملعب الذي سيختاره المريخ، ومباراتان خارج أرضه.
ستزيد فرصة الفريقين للعبور للمرحلة القادمة لو لعبا مبارياتيهما داخل السودان وبحضور جماهيري كبير ومتوقع، المشكلة الحقيقية أن استاد الهلال غير جاهز، بحسب رأي الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وأن إدارتي الهلال والمريخ في حالة خصام تمنع المريخ من اللعب باستاد الهلال.
أظن أن الواجب الوطني يتطلّب حملةً وطنيةً واسعةً، يساهم فيها الإعلام وقادة الرأي والمجتمع المدني ورجال الأعمال وحكماء وقدماء الوسط الرياضي تحت شعار موحد “تأهيل استاد الهلال وعودة المريخ ليلعب في وطنه”.
فضيحة وطنية كبيرة أن لا يكون هناك ملعب واحد في السودان مستوفٍ لشروط الاتحاد الأفريقي، وطالما أن استاد الهلال هو الأقرب، فالواجب ابتدار حملة وطنية أهلية لتأهيل استاد الهلال وسد النواقص في أقرب وقت ممكن. وفضيحة أكبر أن يضطر المريخ ليلعب مرات في مصر، ومرة في إثيوبيا وأخيراً في ليبيا، واستاد الهلال على بعد مسافة قريبة من نادي المريخ.
هذه قضية أكبر وأخطر وأهم من أن توضع تحت رحمة إداريين مبتدئين جاءوا من المجهول، وبعض المنتمين لإعلام رياضي جاهل ومتعصب.
الهلال والمريخ تاريخ عظيم وإرث وطني ثمين يجب ألا نسمح لحفنة من الجهلاء بإضاعته وإغراقه في بحور التعصب أو إحراقه في نيران الغضب.
الهلال والمريخ هما أكبر حزبين في السودان، وجماهيرهما بالملايين، وما يهم ملايين السودانيين يجب أن يهمنا جميعاً، وإن كانت هناك خطوة يمكن أن تجلب الفرح لملايين السودانيين الذين تحاصرهم التعاسة من كل ناحية، فيجب ألّا نتردد في اتخاذها.
هذه دعوة مفتوحة لمبادرة وطنية تسع الجميع، تعلو فوق العصبيات الرياضية والانتماءات الضيقة، وتنفتح نحو الوطن كله، تعيد جمهور الهلال والمريخ لمدرجات ملاعب الوطن وتفتح باب الانتصارات من جديد.
