افتتح مساء اليوم الثلاثاء بقاعة الباب سليم بدار الأوبرا المصرية معرض “خروجا من الكود صفر” للفنانة سحر درغام.
المعرض يضم ثلاثين عملا فنيا حيث أن لغة العمل التشكيلية هى الأساس بحلولها المبنية على استخدام اللون ومساحاته ،الخط وتنويعاته الأداء وتغيره مابين الفرشاة والقلم وما بين السطح القماش والورق.
اخذت الفنانة سحر درغام كل تلك المكونات وطرحتها بطريقتها على السطح التى تحمل فلسفتها عموما فى الحياة، ككل لأنها تؤمن بالعلاقة المترابطة بين الفن والحياة.

يوجد نوعان من المعرفة يواجههم المتلقى مع العمل الفنى معرفة واضحة ومعرفة غامضة قد تسهل المعرفة الواضحة لمكونات اللوحة من عناصر مرئية،مساحة التقارب بين المتلقى والعمل اما المساحة الغامضة فهى غير قريبة وكبيرة جدا وهى التى يستقر منها الفنان عمله ويغوص أكثر داخل ذاته المتعدد الجوانب السطحية منها والعميقة لكى يلقى بتدفقات شعوره على السطح.
تطورت معرفة الفنانة بأن الإنسان هو معمر الكون الوحيد الذى هو جزء لا يتجزأ من الطبيعة منذ أولى خطواته على السطح.
أعمالها تتناول عقيدة المرأة المقدسة كيف كان دورها فى الخلق وكيف كانت تنعم بالطبيعة من حولها تستخلص منها مصادر لقوتها ثم تعيد تشكيل ذاتها.
تحررت الفنانة من الحجم والكتلة والتفاصيل التشريحية لتنعم ببراءتها و بحريتها ولعبها داخل سطح من القماش او الورق بأقلام الفحم والرصاص والباستيل الزيتى ،محاولات على قدر الفهم والبصيرة للاقتراب منها تطلعت الى تلك المراة بحكم أنها المصدر الأول للإنسانية،استغرقت فى محاولة البحث عنها ومحاولة فهمها وفهم دورها الإنسانى والذى يعد هو المصدر لكل تاريخنا وحضاراتنا،وكان الاستناج المباشر ان هذه السيدة هى الكود للبشرية هى مصدر افعالهم ومعرفتهم وسماحتهم وطيبتهم وفى نفس الوقت الكرامة والقوة واصول قيادة المجتمعات فهى الحكيمة،المعطائة الخلاقة المانحة للوجود والمتمسكة بيقينها المتدثرة بالطبيعة والمتجهة لها دوما.

تضيف الفنانة بأنه ليس بالضرورة وجود تخطيط مسبق إنما يتم اختيار التصميم واللون المستخدم بشكل تلقائي حر متفاعلا على السطح بحسب الطاقة الشعورية الوجدانية مع اختبار خبرتها التشكيلية مع الطاقة التلقائية،ان الغرض من إستخدام طبقات لونية شفافة طبقة تلو طبقة لها مدلول بلاغى لتراكم المعرفة على سطح اللوحة الواحدة بل الإيمان بأهمية تلك الطبقات تكمن فى الاقتناع بأهمية خبرات الحياة التى لا تأتى دفقة واحدة بل فى دفقات متصلة او متقطعة.
ان الغرض من هذه التجربة هو تحقيق الاندماج والتماس مابين القوى البشرية وقوى الطبيعة فمما لا شك أنهم قوى تكمل بعضهم البعض وتتطابق صفاتهم فيما بينهم كذلك فيستمد البشر القوة الخالصة من نقاء الطبيعة وتستمد الطبيعة قوة الفعل والتحول من البشر.

والفنانة سحر درغام استاذ بقسم التصوير كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية .
حصلت على جائزة المورد الثقافي ٢٠٠٥ لتمويل مشاريع الشباب الفنية ومن خلالها اقيم معرض التجهيز بالفراغ.
عضو مؤسس لبود كاست القاعة الخضراء.
صاحبة برنامج قصص وحكايات شعبية ٢٠٢٠.
ويستمر المعرض حتى ١١ مارس