في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها بريطانيا جراء ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية بشكل كبير بسبب الحرب في أوكرانيا وجائحة كورونا، أظهر استطلاع بريطاني جديد شمل أكثر من 3 آلاف من الآباء والأمهات في جميع أنحاء بريطانيا، أن أزمة تكاليف المعيشة قد أدت إلى إنفاق الأسر بصورة أقل على شراء الكتب لأطفالهم. 

أزمة تكلفة المعيشة 

وجد البحث أن واحدًا من كل خمسة من الآباء ومقدمي الرعاية ينفقون أقل على الكتب لأطفالهم بسبب أزمة تكلفة المعيشة، وطلب ربعهم من الأطفال الاعتماد على المكتبة المدرسية في استعارة المزيد من الكتب.  

وأشار البحث إلى أن أزمة تكلفة المعيشة لها تأثير مقلق على تعليم الأطفال، إذ قال واحد من كل ستة مشاركين في الاستطلاع إن طفلهم كان يكافح أكثر في المدرسة الآن مقارنة مع وضعهم قبل عام.  

ولفت حوالي 20 ٪ من الآباء ومقدمي الرعاية إلى أنهم صاورا ينفقون أقل على شراء الكتب لأطفالهم نتيجة لارتفاع تكلفة المعيشة، فيما قال 26٪ من المشاركين إنهم صاروا يطلبون من أطفالهم استعارة المزيد من الكتب من مكتبة مدرستهم. 

وتبين أن 40٪ ممن شملهم الاستطلاع إلى أنهم يكافحون ماليا في خضم الأزمة المالية الحالية، وقال 10٪ من الآباء ومقدمي الرعاية أيضًا إنهم يشعرون بالتوتر لأنه لم يعد بمقدورهم القراءة لأطفالهم.

انخفاض المبيعات

تتعرض الموارد المالية للأسر البريطانية إلى ضغوط، وهو ما يقود إلى قرارات وتنازلات يتعين على الآباء ومقدمي الرعاية اتخاذها كل يوم. 

كانت التقارير قد أظهرت انخفاضًا في مبيعات كتب الأطفال. ففي آخر 12 أسبوعًا من عام 2022، انخفض حجم مبيعاتها بنسبة 3٪ و 5٪ في القيمة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021. وفي الأسابيع السبعة الأولى من العام، تراجعت مبيعات الأطفال مقارنةً بعام 2022. 

من جهته، قال، الرئيس التنفيذي للصندوق الوطني للمعرفة، جوناثان دوغلاس:"نحن نعلم أن المعاناة من الفقر والضغوط المالية تؤثر على الأطفال، فلا تستطيع العائلات تحمل تكاليف الكتب، وصار لديها وقت وطاقة أقل لقضاء وقت مع الأطفال في القراءة والكتابة بالمنزل، وهو ما يبرز أهمية الاعتناء بصورة أكبر بالمكتبات المدرسية التي صار الأطفال يعتمدون عليها". 

أكد البحث على الدور المركزي للمكتبات المدرسية في دعم الأسر بإتاحة الوصول إلى الكتب ومشغلات الكتب الصوتية والمساحات الملهمة للقراءة، إذ قال 92% من الآباء ومقدمي الرعاية الذين شملهم الاستطلاع إن الوصول إلى مكتبة مدرسية جيدة أمر مهم، وقال 26% منهم إنهم يزورون المكتبة أكثر كعائلة الآن.