من قلب رواندا الملهمة.. إشعاع مملكة من أجل مستقبل قارة


الدار : خاص

الحدث الإفريقي المزلزل الذي شهدته كيغالي عاصمة رواندا أمس الثلاثاء، وهيمن عليه المغرب بكل رموزه وشخصياته وسمعته ليس مجرد منافسة على استضافة لبطولة عالمية في كرة القدم، أو تتويجا لنجاحات باهرة حققتها كرة القدم الوطنية بفضل الرؤية الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس. الرسالة الأعمق والأهم التي تمثل عنوان هذه الليلة التاريخية هي أن هذه القارة الواعدة والصاعدة لا يمكن أبدا أن تستغنى عن المغرب كقاطرة لإشعاعها الدولي ولطموحاتها المشروعة في الانعتاق من ظلمة الاستغلال والتهميش والاستلاب الذي تعيش فيه. المغرب لا يبحث عن أمجاد خاصة أو دعايات ضيقة، بقدر ما يريد من خلال هذه النظرة الملكية العابرة للزمن أن يقود إفريقيا والأفارقة نحو آفاق التقدم والشراكة والتعاون.

في ليلة واحدة يتم تتويج جلالة الملك محمد السادس بجائزة التميز الرياضي، وبضربة معلّم لا تخلو من ذكاء دبلوماسي خارق يعلن المغرب عن تقديم ملف مشترك لاحتضان كأس العالم 2030مع إسبانيا والبرتغال من قلب إفريقيا، في كيغالي، التي لها رمزيتها الملهمة باعتبارها بلدا صاعدا ونموذجا يحتذى أيضا في مجال التنمية والتطوير، ينبعث هذا المشروع الإفريقي الأوربي المشترك، ويكون المغرب قنطرة العبور ما بين القارتين المتواجهتين، من أجل تحويل ما كان إلى الأمس القريب مجرد أضغاث أحلام إلى واقع قابل للتحقق وبملف وازن ومقنع. ما يخفيه هذا الترشيح المشترك وراءه من عبق التاريخ وذاكرة الماضي المشترك بين البلدان الثلاثة يعكس هذا التميز الذي تمثله بلادنا في سماء إفريقيا.

وبينما كان بعض الموتورين في جوارنا الإقليمي منشغلين بأحلامهم الصغيرة من أجل تشتيت المغرب العربي، وبث الفرقة بين الدول الإفريقية، كان رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، يكرر ويؤكد، ويعود ليكرر ويقرر رقم 54 دولة عضوا في “الكاف”، في رسالة ضمنية لاذعة إلى كل الباحثين عن إضافة أثقال المعاناة إلى القارة السمراء، بعد كل ما عانته طويلا من ويلات الحروب وكوارث الصراعات والتطاحن. المغرب يترك لهؤلاء الواقفين على هامش التاريخ بطولاتهم الصغرى، ملفات ترشيحهم للكؤوس العربية والإفريقي والمتوسطية، ليحلق عاليا في سماء التألق مع الكبار. سيتحصل بلادنا على شرف تنظيم كأس إفريقيا 2025 لا محالة بالنظر إلى قوة الملف المغربي، لكن طموح بلادنا لم تعد له حدود.

إسبانيا والبرتغال بوابتا جنوبي غرب أوروبا والمغرب بوابة إفريقيا، وبين البوابتين تاريخ طويل من المواجهات والصراعات القديمة، لكنها اليوم تتحول بفضل الإرادة السياسية المشتركة بينها إلى مشروع ملهم، سيمثل لا محالة قصة نجاح باهرة في المستقبل. لأول مرة يدخل بلد إفريقي مع بلد أوروبي في ملف مشترك لتنظيم حدث رياضي بقيمة وحجم كأس العالم. وما اعتزاز الاتحاد الإسباني لكرة القدم بهذه الشراكة إلا دليل على أن ما سينتج عن هذه الشراكة الغنية بالدلالات والرموز، سيكون له ما بعده. مشروع الربط القار الذي يحلم به المغرب وإسبانيا منذ عقود يقطع اليوم شوطا إضافيا في مسلسل التنفيذ، ولو على مستوى التقبّل النفسي والذهني للأوربيين.

لا يمكن للمرء إلا أن يصفق لهذه العبقرية التي استطاعت الجمع متعة الاعتراف الدولي والإفريقي بنجاحات الأمس واليوم، وبين نشوة الحلم بالمزيد من التألق والإنجازات العابرة للقارات في المستقبل. هذه هي فلسفة الرؤية الملكية التي كانت دائما تحرص على ربط الماضي والحاضر بالمستقبل، وتوجه الرسائل العميقة والنفاذة إلى كل الجوار من أجل الالتفات إلى الأهم والباقي، أي مستقبل إفريقيا التي ستمثل في العقدين المقبلين منجم النمو الاقتصادي العالمي، وموردا ديمغرافيا واقتصاديا هائلا لكل دول العالم.

تاريخ الخبر: 2023-03-16 00:25:24
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

سكوري : المغرب استطاع بناء نموذج للحوار الاجتماعي حظي بإشادة دولية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 00:25:27
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 68%

تحديات تواجه نستله.. لهذا تقرر سحب مياه “البيرييه” من الاسواق

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 00:25:39
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية