مبادرة «كتف فى كتف» تأتى نتاجًا لإيمان الرئيس السيسي بقدرات مؤسسات العمل الأهلي كشريك أساسي فى التنمية، الأمر الذى بات جليا بعد دمج تلك الكيانات والمؤسسات تحت مظلة للعمل الأهلي التنموي قبل عام من الآن وخلال تلك الفترة الوجيزة استطاع تقديم الكثير من المبادرات والقوافل وصولا لأكبر مبادرة فى تاريخ العمل الأهلي في التاريخ «كتف فى كتف».
مر عام على إطلاق التحالف الوطني للعمل الأهلى التنموى، الذى تم تدشينه فى ١٣ مارس الماضى فور إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية عام ٢٠٢٢ عام المجتمع المدنى، ليأتى كأول استجابة من المجتمع المدنى بإجراء حوار مجتمعي موسع، لتنسيق الجهود بين كل أطراف العمل الأهلى والتنموى تحت مظلة واحدة، لتبدأ مسيرة العطاء والتنمية المجتمعية بالتكامل مع جهود الحكومة والقطاع الخاص.
يعود تاريخ العمل الأهلي والخيرى فى مصر الى أكثر من ٢٠٠ عام منذ اشهار أول جمعية أهلية، ومنذ ذلك الوقت كان ومازال التكافل الاجتماعى هو احد أهم سمات الشخصية المصرية ورغم الشكل المؤسسي الذى اتخذه هذا العمل ومع تزايد أعداد الجمعيات والمؤسسات التى تجاوز عددها أكثر من ٥٢ ألف جمعية، بات عدم وجود آليه تنسيق واضحة تعزز التواصل بين ، وعدم توحيد الجهود بينهما، سببا وراء إهدار الكثير من موارد هذه الجمعيات وعدم وصول الدعم والمساعدات الى مستحقيها، مع عدم وجود قاعدة بيانات موحدة تجمع بيانات الأسر المستفيدة، بالاضافة الى عدم وجود مظلة واحدة تجمع كبرى مؤسسات العمل الأهلى وبعضها البعض تمكنهم من رسم سياسات تنموية تنسق مع خطة الدولة للتنمية الشاملة، لذلك كان لابد من توحيد جميع الجهود تحت مظلة واحدة وإطلاق التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى فى نموذج فريد من نوعه للتكامل والتكاتف وتجربة غير مسبوقة فى العمل المجتمعى فى مصر.
اقرأ أيضًا |
وضم التحالف بدوره الذى يمثل كيانا قانونىا منتخبا ومؤسسا بشكل ديمقراطى من كل الاتحادات الاقليمية والنوعية على مستوى الجمهورية، كما سعى التحالف لضم أعضاء جدد فى جميع المجالات والتخصصات وتوسيع دائرة المشاركة فى هذه التجربة الوطنية لتوحيد الجهود لتعظيم أثر العمل المجتمعى.
نجح التحالف الوطنى فى ضم ٣٢ كيانا تنموىا وخدمىا من رواد العمل المجتمعى فى مصر، تحت مظلة واحدة بإجمالي عدد متطوعين ٢٥٠ ألف متطوع، ليقدم خدماته لأكثر من ٣٠ مليون مستفيد خلال عام واحد، مما يعد محطة فارقة فى العمل الأهلى فى مصر.
أكبر مبادرة للحماية الاجتماعية فى تاريخ مصر
يستكمل التحالف الوطنى جهوده فى دعم المواطنين من الفئات الأولى بالرعاية والأكثر احتياجا من خلال اطلاق مبادرة «كتف فى كتف» فى جميع محافظات الجمهورية، بمشاركة متطوعى التحالف، وذلك استعدادا لاستقبال شهر رمضان المبارك، التى تعد أكبر مبادرة للحماية الاجتماعية فى تاريخ مصر، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بدعم الفئات الأولى بالرعاية والأكثر استحقاقا وتماشيا مع جهود التحالف الوطنى للعمل الأهلي التنموى وذلك بتقديم 4٫5 مليون كرتونة مواد غذائية للأسر الأكثر احتياجا بجميع محافظات الجمهورية، التى بدأت بالمواطنين فى المحافظات الحدودية، لتخفيف العبء عليهم وكذلك حدة الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية، والمساهمة فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة فى جميع المجالات.
يذكر أن التحالف الوطنى للعمل الاهلي التنموي انطلق فى شهر مارس 2022 بعد إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية عام 2022 عاما للمجتمع المدني، بمشاركة وعضوية كبرى مؤسسات العمل الأهلى والتنموي فى مصر، حيث يضم 25 ألف جمعية قاعدية ومؤسسة أهلية وكيان خدمي وتنموي فى المحافظات، منهم الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية الذى يضم فى عضويته 32 اتحادا نوعيا و27 اتحادا إقليميا، التى تعمل فى مختلف مجالات التنمية على تنوعها من خدمية، وصحية، وتوعوية، وتعليمية، وعمرانية، وغيرها.
تحت مسمى الجمعية اليونانية بالإســكندرية.. ظهور أول جمعية أهلية فى مصر عام 1821
تاريخ الجمعيات الأهلية فى مصر
عرفت مصر العمل التطوعى منذ تاريخ طويل ناتج عن تراث تراكمي يعتمد على مفهوم «الخير» وتضم شبكة الجمعيات الاهلية فى مصر أكثر من 16٫800 ألف جمعية تمارس أنشطة متباينة فى التعليم والثقافة والأعمال الخيرية والخدمية وغيرها من مناحي الحياة.
تعد الجمعيات الأهلية شريكا مهما لا يمكن إغفاله فى طريق التنمية والتقدم، لذا فقد أفسحت الدولة مجالاً كبيراً لظهورها، كما قدمت لها كل سبل الدعم المادى والحماية القانونية المتاحة لتباشر عملها بكل حرية.
تلعب الجمعيات الأهلية دورا وسيطا بين الفرد والدولة عن طريق نشر المعرفة والوعى وثقافة الديمقراطية، وتعبئة الجهود الفردية والجماعية والتأثير فى السياسات العامة وتعميق مفهوم التضامن الاجتماعي.
ازدهرت الجمعيات الأهلية فى مصر وزاد عددها مع اعتراف دستور 1923 فى مادته رقم «30» بحق المصريين فى التجمع وتكوين جمعيات، حيث زاد عددها من 159 جمعية فى الفترة ما بين عامى 1900 و1924 إلى 633 جمعية فى الفترة ما بين 1925 و1944.
تعود بدايات ظهور المنظمات الأهلية فى مصر إلى القرن التاسع عشر، حيث نشأت أول جمعية أهلية فى مصر عام 1821 باسم الجمعية اليونانية بالإسكندرية، وبعدها توالى تأسيس الجمعيات، فهناك جمعيات ذات طابع ثقافى مثل جمعية مصر للبحث فى تاريخ الحضارة المصرية عام 1859 وجمعية المعارف عام 1868 والجمعية الجغرافية عام 1875 وهناك جمعيات ذات طابع دينى مثل الجمعية الخيرية الإسلامية عام 1878 وجمعية المساعى الخيرية القبطية عام 1881م.
منذ منتصف السبعينيات بدأت حركة انتعاش جديدة فى المجتمع المدنى عموما، والجمعيات الأهلية خصوصا، حيث بلغ عددها حاليا ما يقارب 16٫800 ألف جمعية وتضم نحو 3 ملايين عضو تعمل فى مختلف المجالات الاجتماعية.
قامت الجمعيات الأهلية فى مصر منذ نشأتها بأدوار عديدة فى تقديم الخدمات وقد بلغ عدد ميادين العمل التى تعمل بها الجمعيات الأهلية فى مصر 17 ميدانا.
