ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي الضوء على المشروعات الزراعية التي تقوم بها الدولة ومن بينها مشروع الدلتا الجديدة خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح مجمع مصانع الأسمدة الأزوتية يوم الأربعاء الماضي، لافتًا إلى سعي الدولة لإضافة 3.5 ملايين فدان إلى الرقعة الزراعية.

ومشروع الدلتا الجديدة هو أحد المشروعات العملاقة بالمجال الزراعي، ويقام على مساحة تزيد على مليون فدان في الساحل الشمالي الغربي، ويضيف 15% مساحة منزرعة جديدة لمصر تستغل لتحقيق الأمن الغذائي، وهو يمتد من شمال الواحات إلى جنوب وادي النطرون وشرق وغرب منخفض القطارة.

وخلال كلمته، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: «لإنشاء مشروع الدلتا الجديدة ووسط سيناء نتحدث عن تجميع مياه صرف زراعي في وسط سيناء ببحيرة المنزلة، ومحطة المحسمة كانت تشهد إلقاء المياه في بحيرة التمساح، تم إنشاء سحّارات ووصلت المياه شرق القناة في سيناء، ومحطة بحر البقر والمحسمة بطاقة 6.5 ملايين متر في اليوم، حتى يتمّ استخدام هذه المياه بمحطات رفع وخطوط مياه أخرى إلى الأراضي التي يمكن زراعتها».

وأضاف الرئيس متسائلًا: «هل مصر خلال 30 سنة أو 40 سنة فاتت أعدت برنامجًا لـ3.5 ملايين فدان؟" تابع "هناك فرق بين التغطية الإعلامية المناسبة والتغطية عبر الزيارات الميدانية للشباب والشابات في مواقع المشروعات الزراعية».

 كما لفت الرئيس إلى أن الدولة أنشأت 30 محطة رفع مياه لخدمة مشروعات الدلتا الجديدة، متابعًا أنَّه في الدلتا الجديدة يتمّ جمع مياه الصرف الزراعي ويتمّ معالجتها ثلاثيًا، وهذا الأمر يحتاج إلى الاتفاق على تغطيته إعلاميًا بشكل جيد.

تفاصيل المشروع العملاق بـ«الدلتا الجديدة»

منذ أن أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي إشارة البدء بتنفيذ أضخم مشروع زراعي في العالم، وأولت الحكومة أهمية بالغة في التوسع بإنشاء محطات المعالجة ومن أهمها «محطة الحمّام» بمحور الضبعة في الساحل الشمالي وتعد واحدة من أكبر محطات معالجة المياه على مستوى المنطقة بتكلفة حوالي 60 مليار جنيه بإجمالي بطاقة إنتاجية 7.5 مليون متر مكعب في اليوم من المياه المعالجة ثلاثياً وسيتم نقلها إلى أراضي الدلتا الجديدة تنفذ محطة الحمام لتسهم في استصلاح 500 ألف فدان في إطار المشروع القومي لزراعة 1.5 مليون فدان ضمن مشروع الدلتا الجديدة، ومستقبل مصر من خلال تعزيز منظومة الاستخدام الأمثل للموارد المائية للدولة، حيث سيتم تجميع ونقل مياه المصارف الزراعية بمنطقة شمال الدلتا إلى المحطة عن طريق شق مسار بطول 120 كم.

من جهته، صرح الوزير محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري أن وزارة الموارد المائية والري تقوم بتنفيذ مشروع المسار الناقل لمياه الصرف الزراعي بغرب الدلتا لمحطة معالجة المياه بالحمام والجاري إنشاؤها حاليا بطاقة ٧.٥٠ مليون م٣/ يوم، بهدف استصلاح مساحات جديدة من الأراضي الزراعية بمنطقة غرب الدلتا اعتمادًا على مياه الصرف الزراعي المعالجة من مصارف (العموم - غرب النوبارية - القلعة - إدكو - برسيق - أبو قير).

هذا المسار يمتد بطول ١٧٤ كيلومتراً، منها مسار جديد بطول ١١٤ كيلومتراً (عبارة عن مسار مكشوف بطول ٩٢ كم ومسار مواسير بطول ٢٢ كم).

وعن محطة الحمام، قال الدكتور عبد العاطي، إن محطة معالجة مياه الصرف بمنطقة الحمام ستكون أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الزراعي في مصر، يليها محطة مياه مصرف بحر البقر في سيناء، فمصر تعمل على التوسع في مشروعات معالجة المياه بجميع المحافظات لتحقيق التنمية الشاملة.

وتابع زير الموارد المائية والري أن مشروع محطة الحمام يُعد مشروعاً للتنمية الشاملة ونموذجاً يحتذى به في مجال إعادة استخدام المياه، وخلق الآلاف من فرص العمل لمهندسين وفنيين وعمال وتشغيل المصانع مؤكداً أنه تم تحويل مياه الصرف ذات الملوحة العالية من مشكلة لفرصة للتنمية ومواجهة الاحتياجات المتزايدة، وأن دولاً كثيرة طلبت الاستعانة بخبرة مصر في معالجة وإعادة استخدام المياه العادمة.

وأضاف أن هذه المحطات لن توفر المياه النظيفة الآمنة فحسب لكنها ستؤدى لتوسيع الرقعة الزراعية، وتوفير المياه اللازمة للمصانع لإعادة الاستخدام، كما يتم خلط المياه المعالجة بالمياه الجوفية للحفاظ على استدامة الخزان الجوفي كما أضاف أنه بتنفيذها ستصبح مصر أكبر دول العالم فى إعادة استخدام المياه وتصل بعدد مرات التدوير لخمس مرات.

ومشروع الدلتا الجديدة يُقام على مساحة 2.2 مليون فدان ويستهدف استصلاح مليون فدان وباقي المساحة ستدخل في مشروعات البنية التحتية المتكاملة.

ويتميز موقع المشروع بقربه من الموانئ وشبكة الطرق الجديدة مما يوفر سهولة نقل السلع والمنتجات الزراعية والعمالة أيضا منه وإليه.

ويوجد بمنطقة الدلتا الجديدة كذلك «خزان غرب الدلتا الجوفي» الذي يحتوي على مياه تتراوح ملوحتها بين 400:900 جزء في المليون وهي نسبة جيدة للغاية تناسب أغلب الزراعات الشجرية والخضراوات. 

كما تتميز تربة منطقة الدلتا الجديدة بوجود عناصر غذائية متنوعة مثل البوتاسيوم الذي يضفي على المحاصيل الطعم الجيد والقيمة الغذائية العالية.