الكثير يتاجر بالإرهاب لحساب التطرف


من الحيل التي يمارسها البعض اتهام الآخرين بكل عيب ونقيصة؛ لكي يبعد عن نفسه هذه التهم وأنه مختلف عن المتهمين، وهي انتهازية واضحة كثيرا ما مارستها جماعات الإسلام السياسي .ولنأخذ مثالا على ذلك جماعة الإخوان المسلمين كانت منذ القدم تتهم الجماعات الأخرى بالتطرف وعدم الانضباط وبالذات الجماعات السلفية عموما بجميع توجهاتها، فالجماعات السلفية كانت هي الشماعة التي يعلق عليها الإخوان المسلمون أكثر المشاكل الدعوية من التطرف إلى التعجل والتسيب وعدم الانضباط والمغامرة، وأنا أقر أن هذه المشاكل موجودة نعم، لكنها غير محصورة في السلفيين بل هي عامة في جميع جماعات الإسلام السياسي وحينما يتكلمون عن نتائج التطرف مثل الإرهاب والجمود تجدهم يلصقونه في جماعات إسلام التحكيم مثل قاعدة الجهاد العالمي والتوحيد والجهاد وداعش وما تفرع منها أو انشق عليها جميع هذه المجموعات يتبنون أفكار الإخواني سيد قطب ويتبنون رأيه المتطرف في الحاكمية والمفارقة الشعورية وما جاء في كتاب معالم في الطريق وفي كتاب في ظلال القرآن، وهي رؤية مركزية في منهجهم العقدي والفكري بل إن فكرة الحاكمية تمثل الفيصل بين الحق والباطل والإيمان والكفر فهم قد يغفرون لك الطواف حول القبور كما حدث في أفغانستان وقد يغفرون لك أكبر المخالفات البدعية إلا أنهم من المستحيل أن يصفحوا لك عدم إيمانك بالحاكمية حسب تعريفهم هم!

وكما نرى أن جهل سيد قطب بالإسلام والعقيدة الإسلامية في المرحلة التي تعرف فيها سيد قطب على الإسلام مرحلة قصيرة جدا ومرجعيته في كتاب في ظلال القرآن محدودة إذا لم تكن فقيرة بل إنني لم أجد له في التفسير مصدرا إلا تفسير ابن كثير وكان ينقل عنه نصا أو ينقل بصياغته "أي سيد قطب" هذا هو التفسير الوحيد الذي تردد اسمه في كتاب "في ظلال القرآن"، أما إذا ورد "تفسير الطبري" أو غيره من التفاسير السابقة لتفسير الطبري أحيانا فهو منقول عن "تفسير ابن كثير" من غير عزو سليم ولا ننسى أن تفسير ابن كثير هو مختصر لتفسير الطبري لهذا لن تجد في كتاب في ظلال القرآن تفاسير بعد عصر ابن كثير إلا قليلا كما أنه يعزو إلى أصول تلقاها من مراجع وسيطة ولعلنا نعود إلى ذلك في أحد الأيام.

نعود إلى ما كنا فيه قد تصادف أحدهم يذم الإرهاب ويشنع عليه إلا أنه في حقيقة الأمر متطرف الفكر وينتج الإرهاب فكثير من الإرهابيين كانوا في بداياتهم من مستمعي مجالس الوعظ وكثير من المتطرفين من خريجي مدارس شريط الكاسيت هؤلاء الذين صنعتهم جماعات الإسلام السياسي حتى جهروا بممارسات التطرف والعنف، و هم الذين ستتبرأ منهم بعد ذلك نفس جماعات الإسلام السياسي لتحسين صورتهم أمام الآخر صانع القرار كما هو الحال مع جماعة الإخوان المسلمين وهم يتكئون على إرث من الانتهازية، وخذ مثالا على ذلك في عام 196م حدث الاعتقال الثاني لجماعة الإخوان المسلمين بسبب ما خطط له سيد قطب وفشلت العملية فشلا ذريعا أدى إلى إعادة اعتقالات طالت الكثير من الإخوان المسلمين تشبه اعتقالات 1954م بعد حادث المنشية بل أشد وكان أغلب الإخوان يتهمون سيد قطب بالتسبب في هذه المصيبة التي حلت على الإخوان المسلمين وكان بعضهم يسبونه من وراء القضبان خلال مروره عليهم أثناء ذهابه للتحقيق، واستمر الحال هكذا حتى بعد إعدامه حتى خروجهم من السجون في عصر السادات فاكتشفوا أن لسيد قطب جمهورا لا يستهان به في العالم الإسلامي ما أخرسهم عن مهاجمته وتبنيه اسما أولا ثم بعد ذلك تبنوه فكرا، إن هذا الرجل يعتبر الأب لجميع الجماعات الإرهابية وهو إخواني صميم وبالرغم من هذا من الممكن أن يحكي لك أحدهم عن دور جماعة التبليغ في الإرهاب كل ذلك لكي يتحاشى إدانة الإخوان المسلمين وهي عين الانتهازية.

تاريخ الخبر: 2023-03-25 12:19:57
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 83%
الأهمية: 91%

آخر الأخبار حول العالم

مويس يغادر منصبه كمدرب لوست هام في نهاية الموسم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:25:50
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 69%

أول تعليق إسرائيلي رسمي على موافقة حماس على مقترح الهدنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:25:58
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 67%

مويس يغادر منصبه كمدرب لوست هام في نهاية الموسم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:25:56
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 63%

أول تعليق إسرائيلي رسمي على موافقة حماس على مقترح الهدنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:26:03
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية