حينما يهل علينا هلال رمضان، ترتبط أذهاننا تلقائيًا بمجموعة من الشخصيات والذكريات والأحداث، التى تطل علينا فى هذه الأيام المباركة فترسم ملامح مختلفة للشهر المعظم.

وتعتبر شخصية «عمو فؤاد» التى جسدها الفنان الراحل فؤاد المهندس، واحدة من أبرز الشخصيات الرمضانية، التى حفرت لها مكانًا خاصًا وسط شخصيات الشهر المبارك.

وتوصلت «الدستور» إلى حارس العقار الذى كان يعيش فيه الفنان الكبير الراحل، ليخبرنا عن ملامح شخصيته الخاصة بعيدًا عن الفن، حتى يتعرف عليها محبوه عن قرب.

وقال أحمد على، حارس عقار «عمو فؤاد»، الذى ورث المهنة وحراسة هذا العقار من والده، وعاصر وهو صغير الفنان الراحل، إن فؤاد المهندس كان متواضعًا للغاية، ويعتبر كل من حوله أبناءه، ولا يشعرهم بأنهم يعملون لديه.

وأضاف: «الفنان الراحل كان إنسانًا من الدرجة الأولى، يتمتع بشهامة كبيرة، ولا يرضى أبدًا أن يقع أمام عينيه موقف يستقوى فيه أحد على الآخر».

وواصل: «كان دقيقًا جدًا فى مواعيده، وكانت المواعيد بالنسبة له أمرًا مقدسًا، وبيته بمثابة محراب خاص ومكان شخصى لا يستقبل فيه أحدًا، والمسرح بيته الثانى، فقد كان يعشق المسرح ويحبه محبة لا تقل عن حبه لبيته، وكان من يريد أن يقابله يذهب إلى مقابلته فى المسرح، ودائمًا ما يستمع لأغانى أم كلثوم وهو عائد من هناك، حتى يفصل عقله عن ضغط العمل».

وعن تعامل «عمو فؤاد» مع جمهوره، قال حارس العقار إنه كان يعامل الجميع بمنتهى الحب، مشيرًا إلى أنه فى إحدى المرات حضر إلى المنزل، فعلم أن حارس العقار الخاص بمنزله ومجموعة من حراس العقارات المجاورة مجتمعون يلعبون «دومنة»، وقوات الشرطة ألقت القبض عليهم، فما كان منه إلا أن سارع إلى القسم وأخرجهم جميعًا، وقال يومها: «كلنا بنطمن على حس سهرهم».

وشدد على أن الأعمال التى قدمها الفنان الراحل كانت ذات قيمة وهدف واضح، وكان يخرج منها المشاهد بعبرة أو حكمة أو نصيحة، وحتى لو كان مضمونها كوميديًا، كانت أعمالًا هادفة، بطريقة بسيطة ومقنعة، وتحمل رسائل عن القيم والأخلاق.

واعتبر أن الفنان قديمًا يختلف عن الفنان فى الفترة الحالية، حيث قديمًا كان رصيد الفنان هو أعماله ومحبة الناس، على عكس الكثير ممن يقدمون أعمالًا فنية الآن ليست ذات قيمة، ولأجل المقابل المادى فقط.

واختتم بتذكر الفترة التى سبقت رحيل الفنان الكبير، قائلًا إن أكثر من كان يحرص على الاطمئنان عليه، هو الفنان محمد عوض، وكان يعلم بحب الفنان فؤاد المهندس للخصوصية، لذا فى أغلب الأحيان يأتى للاطمئنان والسؤال عليه، ثم الرحيل على الفور.

وقدم الفنان فؤاد المهندس شخصية «عمو فؤاد» فى فوازير حملت نفس الاسم، على مدار ما يقرب من ١٠ سنوات، فى الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين.