تبدأ محاكمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يوم الثلاثاء المقبل، حسبما قالت تقارير إعلامية أمريكية.

وقال فريق الدفاع عن ترامب إن الرئيس السابق لن يمثل أمام المحكمة مقيد اليدين.

ولم يُعلن حتى الآن عن تهم محددة موجهة لترامب. لكن يُعتقد بأن المزاعم تتعلق بـ "رشوة مالية مقابل الصمت" دفعها الرئيس السابق لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز قبل انتخابات عام 2016.

ووفقا للقانون الأمريكي، فإن "شراء الصمت" يكون عبر دفع المال لشخص ما مقابل الاحتفاظ بسرية معلومات قد تسيء إلى شخص ما. ويُزعم أن الرئيس السابق دفع أموالا لشراء صمت دانيلز.

ويحظر القانون مثل هذه المدفوعات، ولكن المدعين يحاولون إثبات أن ترامب زوّر السجلات التجارية لدفعها، مما يشكل جنحة في نيويورك.

ويعدّ ترامب أول رئيس أمريكي حالي أو سابق يواجه مثل هذه الاتهامات الجنائية.

وقال جوزيف تاكوبينا، محامي ترامب، إن فريق الدفاع عن موكّله لم يعرف شيئا عن الاتهام الموجه إليه قبل مساء أمس الخميس.

وأوضح تاكوبينا لشبكة سي بي إس أن فريق ترامب لم يطّلع للآن على لائحة الاتهام المختومة، مضيفا أنه إنما يستقي معلوماته من تقارير إعلامية.

وتابع تاكوبينا بالقول إنهم في فريق ترامب لا يعرفون ما هو الاتهام الموجه لموكلهم.

ولدى سؤاله عما يقوله ترامب بشأن الاتهامات، قال تاكوبينا: "حسنا، إنه غير قلق على الإطلاق. أعني أنه مستاء وغاضب. إنه يتعرض لاضطهاد سياسي، هذا واضح لكثيرين، ليس فقط لمن في اليمين ولكن أيضا للذين في اليسار".

وأكد تاكوبينا أن يدَي ترامب لن تقيدا لدى مثوله في المحكمة بنيويورك الأسبوع المقبل.

وبسؤاله عن توقعاته حول مشهد الاستدعاء وتوجيه التُهم، قال المحامي إنه على "يقين أن [ممثلي الادعاء] سيحاولون جهدهم ويتحيّنون كل الفرص من أجل التشهير ... لكن الرئيس لن توضع بيديه القيود".

وأضاف تاكوبينا لشبكة أيه بي سي نيوز: "أعتقد أنهم سيغلقون كل الطرق حول مبنى المحكمة .. سنذهب إلى هناك ... سندافع عن براءته، وقد بدأنا الحديث عن تقديم الطلبات، وهو ما سنمضي فيه فورا وبقوة".

وقال السيناتور الجمهوري باري مور، عضو الكونغرس عن ولاية ألاباما، إن اتهام ترامب سيدفع الأمريكيين إلى "التساؤل عن نزاهة نظام العدالة" في البلاد.

وقال مور إن وزارة العدل الأمريكية "تم استخدامها كسلاح"، واصفاً المحاكمة بـالمعيبة والمثيرة للقلق.

وقال مور لبي بي سي إن تطورات هذه القضية "من شأنها أن تساعد الرئيس السابق في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، قبل الوصول مجددا للبيت الأبيض".

وقال عضو الكونغرس الجمهوري إنه يتوقع "موجة حمراء ودعماً لترامب على نحو لم يسبق له مثيل في تاريخ الانتخابات" .

ويواجه ترامب اتهامات رسمية في قضية دفع 130 ألف دولار لشراء صمت دانيلز عن علاقة تزعم أنها قامت بينهما.

وينفي ترامب ارتكاب أي مخالفات، ويصف التحقيق في هذه القضية بأنه مُسيّس.

ومن المتوقع أن يتوجه الرئيس السابق، الذي يعيش في فلوريدا، إلى نيويورك يوم الإثنين، وقال متحدث باسم المحكمة لشبكة سي بي أس نيوز، إن جلسة محاكمة الرئيس ترامب ستجُرى يوم الثلاثاء في الساعة 18:15 بتوقيت غرينيتش.

وسيتم قراءة التهم الواردة في لائحة الاتهام عليه في جلسة الاستماع، والتي من المقرر أن تستمر حوالي 10-15 دقيقة.

ويواجه ترامب احتمالية الخضوع للإجراءات المعتادة من رفع بصمات أصابعه وأخذ صورة لوجهه بزوايا مختلفة، وهو ما يح جميع المتهمين في القضايا الجنائية.

كاتي كاي-مراسلة خاصة لبي بي سي في الولايات المتحدة

لا تثق في أي شخص يخبرك أنه يعرف التداعيات السياسية لقرار توجيه اتهامات للرئيس الأمريكي السابق, دونالد ترامب .

أنا لا أفعل ذلك بالتأكيد ، ولا هم كذلك. لا نعرف التهم الوجهة لترامب ولا نعرف الأدلة الموجهة ضده ولا نعرف ما ستؤول إليه المحاكمة.

منذ إعلان قرار المحاكمة، أخبرني أشخاص مقربون من الرئيس السابق أن هذه أخبار سيئة للديمقراطيين ،لأن هذه القضية ضعيفة وهي أضعف قضية في القضايا التي من الممكن أن توجه ضد ترامب.

لقد سمعت كذلك من الديمقراطيين الذين يقولون إنه من المؤكد أن مشهد مثول ترامب للمحاكمة، سيضعف موقفه أثناء ترشحه للانتخابات الرئاسية، و سيؤدي تذكر علاقته المزعومة مع نجمة أفلام إباحية، إلى أبعاد المسيحيين الإنجيليين، الذين دعموه يوما ما، عنه.

يمكن أن يكون هناك شيئان صحيحان في وقت واحد.

سيكون السؤال السياسي الذي لم تحُسم إجابته بعد: هل سيكسبه هذا المزيد من الناخبين أم سيخسره مزيدا منهم؟

يظل السؤال الأهم بالنسبة للولايات المتحدة الآن، هو ما إذا كان يمكن محو هذه المحاكمة، بعض النظر عن توقيت إجرائها، من المعترك السياسي، وهل يمكن اعتبارها عملية قانونية عادلة.