فوانيس ملونة بألوان مبهجة تجذب أنظار المارة في منطقة الصيفية بمدينة الفيوم، تارة تضاء بالشموع، وأخرى باللمبات، بينما يعرف كل من في المنطقة أنّ تلك هي فوانيس عم أحمد فونيا التي تُضيء ليالي رمضان في الفيوم، خصوصًا أنّه يبيعها بأسعار مخفضة تناسب ظروف الجميع، مما يجعلها منتشرة داخل كل منزل.

ويجلس «عم فونيا» وسط فوانيسه، مُشعلًا النيران أمامه ويُطيع الصاج بين يديه لتصنيع فانوس رمضان القديم، غير آبهًا بتعب الصيام، ولا البرودة أو الحرارة، رغم تجاوزه الـ 70 عامًا، حيث أنّه يلقى سعادته بين تلك الفوانيس.

67 عاما في صناعة الفوانيس

ويكشف عم «فونيا» في حديثه لـ«الوطن»، أنّه قضى نحو 67 عامًا من عمره حتى الآن في تصنيع الفانوس أبو شمعة الصاج، حيث بدأ في تصنيعه منذ ستينيات القرن الماضي، لافتًا إلى أنّ زبائنه تعرفه منذ سنوات طويلة وتأتي إليه من كل حدب وصوب.

تعلّم صناعة الفوانيس بالسيدة

وبينما يقوم عم فونيا بتركيب الزجاج للفانوس، يأخذ نفسًا عميقًا يسترجع به الذكريات قائلًا أنّه ولد في حي السيدة زينب بمحافظة القاهرة، وتعلّم صناعة الفوانيس منذ كان طفلًا في عمر العشر سنوات، ثم تزوج وانتقل للعيش في محافظة الفيوم وبدأ في تصنيع الفوانيس وبيعها للتجار والشوادر بالمحافظة.

ذاع صيته السنة تلو الأخرى

وكشف أنّه في بداية عمله بمحافظة الفيوم، كان يبحث عن التجار ويذهب إليهم ويمنحهم فوانيس هدية حتى يعرفوا جودتها، وبعد سنوات قليلة ذاع صيته، وأصبح التجار أنفسهم هم من يأتون إليه ويرسلون لهم زملائه للشراء معه، حتى تصدر صناعة وبيع الفوانيس بالفيوم.

رزق الفوانيس زوج أبنائه الـ 9

ويوضح عم فونيا، أنّه زوّج 9 أبناء أولاد وفتيات من صناعة الفوانيس، نظرًا لكونه لا يعرف مهنة غيرها، حيث يعمل خلال موسم شهر رمضان الذي يبدأ منذ بداية شهر رجب أو قبله بأيام قليلة وينتهي بانتهاء شهر الصيام، وما يجمعه من أرباح هو ما ينفق منه طوال العام.

أسعار في متناول الجميع

وشدد عم فونيا على أنّ الفانوس أبو شمعة تاريخ وتراث لا ينتهي ويحرص الأهالي على اقتناءه مهما ظهرت أشكال فوانيس جديدة، وهو ما يجعله يرفض رفع أسعار الفوانيس حتى يفرح الجميع، ويضاء كل منزل بفانوس، مؤكدًا أنّ أسعار الفوانيس لديه تتراوح بين 25 وحتى 125 جنيهًا.

يعيد تجديد الفوانيس القديمة

ولفت إلى أنّه يأتي إليه الكثير من المواطنين يحملون فوانيس الأعوام الماضية التي تكسرت أو أصابها الصدأ فيقوم بتنظيفها وتحديثها ويعيد بريقها إليها مرة أخرى وكأنّها تم شرائها حديثًا.

إقبال كبير على شراء الفوانيس

وأشار إلى أنّ الإقبال كان كبيرًا هذا العام على شراء الفوانيس، موضحًا أنّ الجميع كان يحاول صناعة السعادة وإضفاء جو من البهجة على الأسرة والأبناء خلال شهر رمضان المبارك.

يحلم بعمرة يختم بها حياته

وفي ختام حديثه، عبر عم فونيا عن حلمه بعمرة يختم بها حياته، بالإضافة إلى علاج زوجته على نفقة الدولة نظرًا لإصابتها بالغضروف، وزيادة وزنها بصورة مفرطة، مما جعلها غير قادرة على الحركة.