الدار/ كلثوم إدبوفراض
أثار الداعية الإسلامي السعودي صالح المغامسي الإمام والخطيب السابق لمسجد قباء بالمدينة المنورة، جدلا واسعا بسبب آخر تصريحات له في برنامج “ذات مع سامر الجابر” المذاع على قناة السعودية، حيث أطلّ ضيفا فيها، ليكون حديثه عن وجوب إنشاء مذهب إسلامي فقهي جديد يلائم الحاضر الذي نعيش فيه.
كما صرّح بأن الفقه الإسلامي من صنع بشري يتطلّب مراجعته، حيث أنه لم يعد يتماشى والواقع الذي نعيش فيه، نظرا للقضايا المطروحة والظواهر الاجتماعية المستجدّة كل يوم، حيث يعجز الفقه الإسلامي أن يواكب هاته التطورات المستجدة.
كما أبدى اهتمامه بهاته الخطوة الكبيرة معلنا رجاءه من الله أن يوفقه في أن يكون هذا المذهب الإسلامي على يديه بمشاركة ثلة من العلماء الكبار في تأسيس هذه الطفرة في الدين الإسلامي.
واعترف قائلا: إن الكثير من الانتقادات ستنهال عليه بسبب هذا القرار، لكنه مستعد لذلك، وأكد أن الكتاب الوحيد الذي لا يمكن تعديله والمساس به هو ” القرآن” لأنه من عند الله، أما الدين الإسلامي فهو صناعة بشرية يحتاج التمحيص والمراجعة والتعديل، لما يوافق الزمان ويفيد حل المسائل التي في هذا العصر.
وجاء في هذا الصدد، بقول المغامسي في مقابلته: ” أن الله عز وجل قال عن القرآن ولو كان (القرآن) من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، معنى الآية أن أي صناعة بشرية أي كتاب بشري لا يمكن أن يكون مكتملا..”
وأشار الداعية إلى أن السند طغى على الأحاديث المنتشرة مما أضر بالناس، “فدخلت أحاديث آحاد، من الصعب نسبتها للنبي”.
ويعزو دعوته هذه إلى وجود ثغرة في الأمة، تستوجب تدخلا طارئا من علماء الفقه والأصول، في خلق فقه إسلامي جديد ينقذ الأمة الإسلامية.
بسبب تصريحاته في البرنامج، انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي وسوم باسمه على خلفية تصريحاته التي اعتبرها البعض جريئة في حق الشريعة والسنّة، وعرفت ضجة إعلامية متباينة بين مؤيدين ومعارضين.
وكانت الأمانة العامة لهئية كبار العلماء بالسعودية، أول من قام بالرد على تصريحات الداعية صالح المغامسي، بإصدار بيان مفاده:
“أن الفقه الإسلامي بمذاهبه الفقهية المعتبرة، واجتهاداته المتنوعة، يستجيب لجميع مطالب الحياة الحديثة، ويوفق بين حاجاتها والشريعة الإسلامية، وهو ما تبرهن عليه الهيئات العلمية، والمجامع الفقهية، التي تمارس الاجتهاد الجماعي”.
وأضافت في بيانها: ” إن الدعوة إلى إنشاء مذهب فقهي إسلامي جديد، تفتقد الموضوعية والواقعية”.
جديرا بالذكر، أن الداعية الإسلامي صالح المغامسي، يعتبر من كبار رجال الدين المعروفين بالسعودية، كما أنه تقلّد مناصب كبرى في الدولة، وكان قد أقيل من منصبه كإمام لمسجد قباء بقرار من فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمدينة المنورة، وذلك بسبب نشره لتغريدة على حسابه بتويتر يطالب فيها الحكومة السعودية بالإفراج عن الشيوخ المسجونين، من بينهم شخصيات علمية ودينية وأكاديمية.
