تسلا تستعد لقلب التسلسل الهرمي لصناعة البطاريات للأبد | صحيفة الاقتصادية


تصنع معظم بطاريات السيارات الكهربائية في العالم الآن في الصين. يشكل هذا التركز أكثر من 70 في المائة من الحصة السوقية من حيث الشحنات، ويعرض أيضا شركات صناعة السيارات العالمية لخطر اضطرابات سلاسل التوريد وسط التوترات الجيوسياسية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين. لكن بطاريات شركة تسلا الجديدة مهيأة لتقلب التسلسل الهرمي للصناعة إلى الأبد.
لطالما كانت شركتا "باناسونيك" و"إل جي إنرجي سوليوشنز" الموردتين الرائدتين. لكن في الأعوام الأخيرة، استطاعت الشركات المصنعة الصينية مثل" سي إيه تي إل" و"بي وأي دي" الفوز بحصة في السوق بشكل مطرد بعيدا عن المنافسين الكوريين واليابانيين وتنامت لتهيمن على المعروض العالمي.
شهدت بطاريات السيارات الكهربائية تغيرا تكنولوجيا سريعا في الأعوام الأخيرة. حتى الآن، كانت الأولوية لتحسين كثافة الطاقة - لمسافة قيادة أطول - عبر تغيير تركيبة مواد البطارية. وكان التركيز على شكل خلايا البطارية أقل.
في الوقت الحالي، يتم تصميم معظم بطاريات السيارات الكهربائية وتشكيلها بالقوالب والأشكال التي تضمن الاستخدام الأكثر كفاءة للمساحة. وهذا يعني أن البطاريات التي يتم تشكيلها كأكياس مسطحة أو صناديق مستطيلة هي المعايير الرائدة للسيارات الكهربائية حتى الآن.
لطالما عدت خلايا البطاريات الأسطوانية، وهي النوع الثالث في السوق، الخيار الأقل جاذبية لأن الفجوات الفارغة بين الخلايا المستديرة عند رصها معا تعد مساحة ضائعة. وشكلت هذه البطاريات فقط خمس السوق العالمية العام الماضي.
رغم ذلك، تراهن "تسلا" على أن هذه البطاريات ستصبح معيار الصناعة في المستقبل. تم تطوير خلايا البطارية الأسطوانية 4680، التي سميت نسبة إلى حجمها، يبلغ قطرها 46 مليمترا وطولها 80 مليمترا، لتزويد السيارات بطاقة تصل إلى خمسة أضعاف طاقة البطاريات المستخدمة حاليا في معظم سيارات "تسلا."
بالنسبة إلى كل من مشتري السيارات الكهربائية و"تسلا"، فإن ميزة التكلفة واضحة. إنتاج الخلايا الجديدة أقل تكلفة من الإصدارات السابقة. كما يستخدمون مادة جديدة تشمل الألومنيوم، وهو معدن وفير نسبيا ومنخفض التكلفة، ومواد خام أقل بشكل عام. تعني التكنولوجيا المطورة أن البطاريات مصنوعة باستخدام أجزاء أقل - ما يعني أيضا وزنا أقل. ومن الأسهل إنتاجها بكميات كبيرة حيث لا يلزم تخصيصها لتناسب أشكال وتصاميم السيارات المختلفة.
إن التوقيت مناسب. رفع قانون الحد من التضخم الذي أصدره الرئيس الأمريكي جو بايدن المخاطر بالنسبة إلى شركات صناعة السيارات الكهربائية العالمية التي تضم قوائم مورديها صانعي البطاريات الصينيين. يتضمن القانون الجديد إعفاء ضريبيا للمستهلكين لمشتري السيارات الكهربائية إذا كان موقع التجميع النهائي في الولايات المتحدة ولم يشمل الإنتاج "كيانات أجنبية تثير القلق".
السيارات الكهربائية التي تستخدم بطارية تم تصنيعها بالكامل في مصانع "تسلا" في أوستن ونيفادا ستمكن الشركة من التأهل للحصول على إعانات إضافة إلى زيادة المبيعات من آلاف الدولارات من الإعفاءات الضريبية لمشتريها الأمريكيين.
زادت "تسلا" من إنتاج البطاريات في الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة. وطلبيتها البالغة قيمتها 2.9 مليار دولار من شركة إل آند إف في كوريا الجنوبية لتزويدها بمواد البطاريات - بدلا من البطاريات المصنوعة بالكامل - تؤكد خطتها لتضمين البطاريات في نموذج التكامل الرأسي الخاص بها. سيعني ذلك بطاريات بأسعار أرخص وهوامش ربح أعلى على سياراتها المبيعة.
إن هذا أمر مؤسف لشركات مثل "باناسونيك" و"إل جي إنرجي سوليوشنز" اللتين راهنتا بشدة على أن "تسلا" ستستمر في الاعتماد على تكنولوجياتهما وخطوطهما لإنتاج البطاريات. تم إنفاق المليارات في بناء الطاقة وتوريد كثير من الأجزاء المخصصة لـ"تسلا". بالمقابل، فإن توقعات السوق مرتفعة بالنسبة إلى صانعي البطاريات. يقدر، مثلا، مكرر الأرباح المتوقعة لأسهم "إل جي إنرجي" بـ83 مرة.
صحيح أنه مع ارتفاع حجم مبيعات السيارات الكهربائية عالميا، سيظل الطلب على البطاريات مرتفعا وسط استمرار النقص في الطاقة التصنيعية. وإلى أن تكثف" تسلا "إنتاجها ليلائم مبيعات سياراتها، فإنها ستظل معتمدة على الموردين.
لكن قد يأتي ذلك اليوم في وقت أقرب بكثير مما كان متوقعا. فقد كان إنتاج "تسلا" من خلايا البطاريات كافيا لأكثر من ألف سيارة أسبوعيا في كانون الأول (ديسمبر). وهي الآن في طور توسيع مصنعها في نيفادا لإنتاج 100 جيجاواط في الساعة من خلايا طراز 4680 سنويا، وهذا يكفي لمليوني سيارة كهربائية. مع زيادة الإنتاج وانخفاض التكاليف، سيكافح موردوها الذين تقل هوامشهم التشغيلية عن 5 في المائة في المنافسة على السعر.
الأهم بالنسبة إلى "تسلا" أن طاقة صنع بطارياتها الخاصة تسهم في مرونتها التشغيلية. كما تسمح أيضا بإجراء تحسينات وتعديلات أسرع على نماذجها، بينما تتجنب اضطرابات الإمداد. وتواجه المجموعة الصغيرة من الشركات التي تهيمن على بطاريات العالم الآن النوع نفسه من الثورة التي جلبتها "تسلا" إلى عالم السيارات الكهربائية.

تاريخ الخبر: 2023-04-12 03:23:16
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 32%
الأهمية: 37%

آخر الأخبار حول العالم

نزاهة توقف 166 شخصا بتهمة الفساد من 7 جهات حكومية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-01 06:23:40
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 59%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (١)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-01 06:21:34
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 66%

في ذكرى رحيله الأولى.. سر حب مصطفى درويش لمدينة دمنهور - منوعات

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 06:21:07
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 69%

استمرار هطول الأمطار الغزيرة بعدد من المناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-01 06:23:41
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية