ماذا يقع داخل بيت الرجاء؟..أزمات مالية وتطاحنات وصراعات أجنحة قد تعصف بالنسور


مثل كرة ثلج تكبر مع الزمن والزمن ساعات وثوان تحمل أفراحا وأتراحا لجماهير تعشق فريقا اسمه الرجاء البيضاوي كما يحلو لمناصريه التغني بإنجازاته وتاريخه البراق. لكن البريق اللامع بدأ يخبو نوره حيث وقع “النسر الأخضر” في مصيدة الأزمة بعدما كان يحلق عاليا قبل أن تتكسر أجنحته ويسقط أرضا وتحلق من حوله كأئنات أخرى ولكل منها غايات ومرام.

 

الأزمة، الكلمة القفل التي بها شُدّ طموح الجماهير شدا قويا في رؤية فريقها على سكة الانتصارات والألقاب. تغيرت الإدارات والرؤساء حتى اللاعبون وحاملو الأمتعة..لكن لم يتغير حال الفريق، الذي تعاقب على تدبير شؤونه 6 رؤساء في ظرف 10 سنوات، اختلفوا في سياق مجيئهم إلى النادي ولكن اتفقوا على كيفية الرحيل مططأطي الرأس خارجين من الباب الخلفي لـ”الوزيس” يجرون أذيال الاحتجاج عليهم والسباب في حقهم.

 

الشأن الداخلي للنادي كان مرجعا في التسيير حتى أن ملك البلاد، قال في رسالة تهنئة إلى الفريق عقب تتويجه بكأس محمد السادس للأندية الأبطال “ليظل الرجاء مثالا يحتذى من لدن باقي الأندية الرياضية الوطنية”. سنتان بعد الرسالة المؤرخة بـ21 غشت 2021. يحنّ من يدور في فلك الفريق من إدارة حالية وبعض المنخرطين أو ممن تحملو مسؤولية التدبير قبل سنوات، إلى إعادة عجلة النادي إلى الخلف وبالضبط إلى ما بعد سنة 2013.

 

يختار من يتولى تدبير مقاليد النادي التموقع بمنطقة الراحة، بمعنى الاستناد في خطابهم على مفردات الأزمة والسيولة الضعيفة في سعي لشراء الهدوء الذي يسبق عواصف انتقالات الللاعبين حيث تقوم القائمة، حيث تختلط لغة المال والتحلفات وخيوط السمسرة. لكن مصطلح الأزمة الذي بات ملكية فكرية للرجاء، يبدو أنه اختيار وليس أمرا واقعا. بدليل أن أغلب الأندية الوطنية بمن فيها القطب الآخر الوداد الرياضي والمغرب الفاسي ونهضة بركان ومولدية وجدة وأولمبيك آسفي واللائحة تطول، أغلبها غارق في المديونيات من شعر رأسه إلى أخمص قدميه.

 

ما يقع للرجاء حاليا من تطاحن وشرخ أخذ يتسع وهوته تكبر ولا يُعرف ماذا سيأتي منها، انقسام بين مكونات النادي من جماهير وإدارة ومنخرطين ورؤساء سابقين، ليس رهين الفترة الحالية ولكن له امتداد على الأقل في السنوات الخمس الأخيرة، كما أنه ليس نتيجة داخلية فقط، وإنما أسباب وتأثيرات من خارج “الوازيس” وبالضبط من  “بنجلون” حيث مقر الوداد الذي راكم نجاحا رياضيا مهما في السنوات الماضية توجه بلقبي دوري الأبطال وبطولات محلية.

تألق الوداد رغم حالة التيه والتخيط التي تعيشها إدارة النادي في شخص رئيسها سعيد الناصيري، فلا يستطيع أحد ممن يدورون في محيط الفريق الأحمر أن يحدثوا أمرا أو ينطقو حرفا إلا بعد مشورته، ما يحوّله من رئيس نادي إلى مالك له. فنموذج سعيد الناصيري رغم لما له من خطايا تمكن من الإبحار بسفينة الفريق وتحقيق الألقاب التي غابت عن خزائن “وداد الأمة” لسنوات. بخلاف الرجاء الذي نزع ثوب المأسسة واتجه حافيّ القدمين إلى مستقبل مجهول يقوده رئيسه الحالي عزيز البدراوي الذي لم يّعرف من أين جاء وإلى أين يسير.

 

للرجل أخطاء وخطايا، تواصل بجودة ضعيفة وغياب حس المسؤولية وتخلف عن ترجم الوعود على أرض الواقع، خاصة وأنه أطلق وعود مسقبل وردي ينتظر الفريق في عهده، بالنظر إلى حملة الصيف الرئاسية الحارقة التي حملته إلى النادي بـ”الزغاريد وصل والسلام على رسول الله”.

 

تقاعس البداروي في الدفاع عن حقوق ناديه، فتح الباب أمام جماهير غاضبة لإطلاق هاشتاغ “لقجع فاسد”، في هجوم كبير استهدف رئيس الجامعة الملكية فوزي لقجع. ودلالة دخول الجماهير على الخط، على ما استبد بها من ضعف تواصلي للرئيس وغياب خطوات فعلية تحفظ للنادي حقوقه، رغم أن الجامعة في شخص رئيسها مدت يدها في مناسبات كثيرة للتعاون لاسيما في ملف التأشير على الانتدابات ورفع المنع الذي يطال النادي.

 

لكن نظرية المؤامرة التي باتت تسود عقلية مناصري الرجاء، زكتها الظروف والوقائع، من تحكيم تقول الجماهير إنه غير عادل، آخرها مباراة الديربي أمام الوداد وكيف أدار الحكم رضوان جيد المقابلة، إذ أسهم وإن بطريقة غير مباشرة في خروج المباراة بالتعادل بعدما كان الرجاء متفوقا، إضافة إلى ما تراه الجماهير من عدم حماية فوزي لقجع الموصوف بالرجل القوي في الاتحاد الإفريقي “الكاف” للفريق وأن يقرر التضحية بالرجاء خدمة لمصالح فرق أخرى.

 

حتما يدخل الرجاء مرحلة حرجة في تاريخه، فجماهيره العريضة التي ضاق صدرها وطال صبرها في رؤية ناديها متألقا، ترقب مستقبل ضبابيا وأوله مباراة اليوم أمام حسنة أكادير برسم كمسابقة كأس العالم، وبعدها مباراة الأهلي المصري لحساب ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، فالإقصاء من المسابقتين سيعتبر ضربة موجعة ويعني حقيقة واحدة أن أزمة الرجاء عميقة ولا ترتبط بمن يأتي أو يرحل ولكنها باقية ما دامت الأنانية والمصالح الضيقة و”أنا وحدي نضوي البلاد” باقية.

تاريخ الخبر: 2023-04-12 18:21:42
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 66%
الأهمية: 84%

آخر الأخبار حول العالم

انطلاق فعاليات الدورة ال29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 21:25:16
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية