قررت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، معاقبة الحكم الدولي التونسي صادق السالمي، بتجميد نشاطه لمدة 3 أشهر، على خلفية شكوى تقدم بها الاتحاد الكونغولي لمسؤولي التحكيم في هيئة الرئيس موتسيبي، وجه من خلالها تظلما ضد الحكم التونسي الذي تحوّل اسمه مرادفا لكثرة «الأخطاء»، ويتم توصيفه حتى في بلده بعبارة «المثير للجدل».
وقاد الحكم التونسي مواجهة الجولة الرابعة عن المجموعة التاسعة التي جمعت منتخب موريتانيا والضيف الكونغولي بملعب العاصمة نواكشوط، وهو اللقاء الذي أسال الكثير من الحبر، خاصة بعد الهجوم العنيف الذي شنه الكونغوليون ضد الحكم، متهمين إياه بالتسبب في مجانبة منتخبهم الفوز والاكتفاء بتعادل (هدف لمثله)، كان نتيجة محاباة السالمي لمنتخب «المرابطون»، بعد أن قاد - حسبهم- المباراة في اتجاه واحد، ناهيك عن طرده للمهاجم سيدريك باكومبو دون وجه حق.
ويعود الحديث عن التحكيم في القارة السمراء مع كل نافذة «فيفا» للمباريات الدولية، بسبب الأخطاء الفادحة والمؤثرة أحيانا على النتائج الفنية للمباريات، بالشكل الذي يهضم حق منتخبات ويعيق عمل مدربين مثلما حدث مع المنتخب الوطني والناخب جمال بلماضي، الذي كان من أوائل التقنيين الذين دقوا جرس الإنذار بخصوص «كوارث» هذا السلك، لما خرق واجب التحفظ خريف عام 2020، موجها رسالة إلى مسؤولي الاتحاد القاري لأجل التدخل ووقف المهازل، قبل أن تأخذ الجزائر على عاتقها مبادرة توحيد الجهود لإصلاح هذا القطاع الذي يشرف عليه الرواندي سيلستين نتاغونغيرا، بمناسبة زيارة باتريس موتسيبي شهر أكتوبر الماضي، حيث فتح المسؤولون على مستوى الفاف ملف هذه المديرية «الحساسة» مع المسؤول الجنوب إفريقي، وفي مقدمتها ما تعرض له المنتخب في تصفيات المونديال، لتتوج تلك المشاورات بوعود في شكل «إعلان» أطلقه موتسيبي، تعهد من خلاله بإطلاق إصلاحات، تغير الصورة القاتمة للتحكيم الإفريقي.
معاقبة الحكم التونسي صادق السالمي وقبله إسقاط اسم الغامبي غاساما من لائحة الحكام، المعنيين بإدارة مواعيد الدور ربع النهائي للمسابقتين القاريتين، فسرا من قبل الكثيرين على أنه بداية الورشة التي تحدث عنها رئيس الكونفدرالية، غير أن جناحا في الجهة المقابلة يبقى جد متشائم بإمكانية تغير الأمور في القريب العاجل على الأقل، وفسر معاقبة الحكم التونسي على أنه صراع خفي بين جناحين نافذين في الكاف، الأول يقوده الأمين العام موسونغو فيرون أومبا والثاني يشكله كل من لقجع والموريتاني أحمد ولد يحيى والتونسي وديع الجريء وأعضاء آخرين، وهو ما فصلت فيه عديد المنابر الإعلامية الكونغولية، لما ذهبت بعيدا في القضية متحدثة عن «لوبي» ومؤامرة خفية هندس لها ثلاثي المكتب التنفيذي، انطلقت بإسناد مهمة تحكيم ودية المنتخب المغربي ونظيره البرازيلي للسالمي، الذي قضى أياما بالدار البيضاء قبل التنقل مباشرة إلى نواكشوط لإدارة صدام «المرابطون» و»الفهود»، وهو اللقاء الذي انتهى بتعادل لكن يبقى الجدل بخصوصه قائما ويسيل المزيد من الحبر.
كريم - ك