استطاع النجم محمد رمضان أن يحقق نجاحًا غير مسبوق بمسلسله «جعفر العمدة»، الذى يعرض خلال الموسم الرمضانى الحالى، حتى إنه منذ بدء الشهر المبارك، اصطحب «رمضان» الجمهور فى مصر والوطن العربى، فى رحلة مثيرة داخل حياة شخصية «جعفر العمدة»، المَعلّم الذى تحول باجتهاد صناع العمل إلى رمز جدير بأن تكون له رابطة محبين مثل أى فريق كرة قدم.

رحلة صعود «جعفر» فى المسلسل أو فى الواقع تستحق الرصد، فرغم أن محمد رمضان حقق نجاحات كبيرة خلال مسيرته الفنية، يبدو أنه تحدى نفسه ليصل إلى نجاح أكبر، يؤكد أن «نمبر وان» لقب ليس من فراغ، فلم يحدث منذ سنوات طويلة أن احتل عمل فنى قلوب الجمهور لهذه الدرجة.

تشويق فى كل حلقة.. واستوديوهات تحليلية «أونلاين» للأحداث

منذ الحلقة الأولى نجح مسلسل «جعفر العمدة» فى صناعة علاقة قوية جدًا بين بطله والجمهور، عن طريق الأحداث المثيرة المكثفة. وبحلول منتصف شهر رمضان، زادت جرعة الإثارة، حينما اضطر «جعفر» للشك فى كل من حوله من شخصيات، لمعرفة المتسبب فى كل الأضرار التى تلحق به خلال رحلة البحث عن ابنه.

كما استطاع مؤلف ومخرج العمل محمد سامى أن يضع أقوى المشاهد الختامية للحلقات، ما زاد من ارتباط الجمهور بالعمل، وأصبح الكبار والصغار ينتظرون الحلقة الجديدة بشوق كبير.

لذا، عقب كل حلقة تتحول «السوشيال ميديا» إلى استوديوهات تحليلية للأحداث، لمحاولة توقع الخطوة التالية فى مسيرة «جعفر العمدة»، وربط الأحداث للوصول لهوية الشخصية التى تسببت فى كل هذه الصدمات لبطل العمل.

ووصلت طرق التحليل عبر مواقع التواصل الاجتماعى إلى تحليل لغة الجسد لنجوم العمل، باعتبار أن أداء الممثلين يمكن أن يكشف الكثير من الأسرار التى لم تتضح بعد.

ونشر عدد كبير من الشباب المهتمين بالدراما التليفزيونية مقاطع فيديو كثيرة لتحليل الأحداث وتوقع ما هو قادم، ومنهم من أكد حصوله على معلومات حول الحلقات المقبلة، محاولًا بيع معلومته تلك كـ«سبق صحفى». اللافت للانتباه أن مخرج العمل محمد سامى، نجح فى كل حلقة أن يفاجئ الجمهور بكل أشكاله بتغيير مسار الحكاية، ليؤكد بذلك أن كل محاولات تحليل الأحداث أو «حرقها»، هى اجتهادات من مشاهدين متحمسين لمعرفة مستقبل الشخصية، ومدفوعين بشعور حيرة واضح، يثبت أن خطة صناع العمل نجحت بجدارة.

تفاعل كبير فى المقاهى والبيوت.. و«جعفر» يزين المنتجات

ظهر الكثير من مقاطع الفيديو والصور الملتقطة فى المقاهى الشعبية و«الكافيهات»، يكشف عن أعداد كبيرة من المواطنين يشاهدون مسلسل «جعفر العمدة»، فى طقس نادر الحدوث، يعكس التفاعل الكبير جدًا مع الشخصية التى اجتهد محمد رمضان فى تقديمها.

كما انتشرت مقاطع فيديو كثيرة من المنازل، تظهر فيها أسر كاملة تشاهد المسلسل، وتتفاعل معه بقوة، حتى إنه مع خروج «جعفر العمدة» من الحبس وبراءته من تهمة الاتجار فى المخدرات، امتلأت البيوت بالاحتفالات و«الزغاريد»، بعدما عمها الحزن على حبس البطل المحبوب والظلم الذى تعرض له.

وكعادة محمد رمضان فى أعماله، أصبح نجاح «جعفر العمدة» أمرًا واقعًا، وصنع الجمهور فى مصر وخارجها «لافتات» تحمل صور البطل وكلمات قالها خلال الحلقات، وجرى طبع صوره على الملابس. ووصل الأمر إلى درجة أن الصفحة الرسمية لفريق «مانشستر سيتى» الإنجليزى وضعت «بوستر» المسلسل، واستعانت به لوصف لاعبى الفريق، بل إن بعض المدرسين استغلوا نجاح العمل فى توصيل المعلومات لتلاميذهم.

وحرص الفنان محمد رمضان على نشر الصور التى تثبت تحول «جعفر» من شخصية درامية إلى «اسم تجارى». وعلى صفحاته وحساباته الرسمية، اعتبر أن هذا التفاعل نجاح كبير للغاية، ولم يلجأ إلى مقاضاة من استخدموا اسمه أو صورته للترويج لبضائعهم. وعبر عدد كبير من نجوم الفن وصناعه عن سعادتهم بالعمل الجديد، معتبرين أنه عمل فنى مميز ولا يستحق الهجوم. واعترفوا بأن محمد رمضان ومحمد سامى هما الثنائى الأكثر نجاحًا خلال السنوات العشرين الماضية بلا منازع، وأنهما قادران على تقديم عمل فنى يخاطب الشريحة الأكبر من الجمهور، وبالطريقة التى يحبونها وتقدم لهم وجبة من الإثارة والتشويق.

كل شخصيات العمل «ترند» من «صفصف» إلى «حمادة فتح الله»

لم يقتصر نجاح المسلسل الجديد على شخصية «جعفر العمدة» التى يقدمها الفنان محمد رمضان، فهو يضم الكثير من الشخصيات الناجحة، التى تفاعل معها الجمهور، حتى أصبحت كل شخصية بطلًا فى العمل.

فشخصية «الحاجة صفصف» التى تجسدها الفنانة هالة صدقى من أجمل الشخصيات التى نجحت خلال الحلقات الماضية، وأحبها الجمهور جدًا، لقوتها وخفة ظلها، إضافة إلى علاقتها النادرة بابنها «جعفر العمدة»، وقدرتها العجيبة على السيطرة على سيدات المنزل، خاصة بعدما نجحت النجمة الكبيرة هالة صدقى فى صنع تفاصيل مدهشة خلال تحضيراتها لتجسيد هذه الشخصية.

وكان الفنان أحمد فهيم، الذى يجسد شخصية «سيد العمدة»، شقيق «جعفر العمدة»، وهو نجل شقيقة الفنان الراحل خالد صالح فى الحقيقة، من أبرز مفاجآت المسلسل، من خلال تجسيد صاحب شخصية ضعيفة أمام زوجته، والتى تخونه ولا تحبه، ليخرج الكثير من المشاعر الإنسانية التى تفجرت مع الأحداث، وتجعله يشعر بضعفه حين غاب شقيقه الصغير «جعفر»، وخلعته زوجته. وكان هناك الكثير من المشاهد التى بكى فيها «سيد العمدة»، واعتبرها الجمهور خير مثال لقهر الرجال، بعد أن قدمها الفنان أحمد فهيم بأداء مميز، واكتسب تعاطف الجمهور وحبه بشكل كبير. ويبدو أن المخرج محمد سامى أتقن اختيار الممثلين فى أدوار الشر، لدرجة جعلت الجمهور يتعامل مع الممثلين كأشرار بالفعل، بداية من شخصية «وداد» التى تجسدها الفنانة جورى بكر، واستفزت الجمهور جدًا، وتبارى المشاهدون فى التصريح بكراهيتها، لأنها حقودة واستغلالية ولا تهتم إلا بمصلحتها.

كما أشاد الجمهور بأداء الفنان الشاب أحمد عبدالله لشخصية «كارم فتح الله»، الذى أصبح حديث الشارع، بعدما كره الناس هذه الشخصية غير المسئولة دائمة الغضب، والتى قدمها النجم الشاب بشكل مقنع، استفز الجمهور وجعلهم يدركون أنهم أمام ممثل مهم.

وكان المسلسل خير عودة للفنان طارق النهرى، بعد فترة من الغياب، من خلال دور «حمادة فتح الله»، قائد «عائلة الشر»، التى تقف أمام «جعفر العمدة»، وكذلك زوجته التى تقدم دورها الفنانة مديحة البكرى، التى أتقنت دور الزوجة الحاقدة التى تحمس أولادها لارتكاب كل ما هو شر، حتى كره الجمهور العائلة بالكامل، وأصبحت عبر مواقع التواصل الاجتماعى مثالًا للشر والكره.

كذلك الفنان منذر ريحانة قدم أداءً مميزًا خلال الحلقات الماضية،وفاجأ النجم عصام السقا الجمهور بأدائه المبهر لشخصية «نعيم»، فبعيدًا عن الأدوار السابقة، قدم دورًا مختلفًا يجمع بين «ابن البلد» و«الأكشن» و«الكوميدى».

كما أن اختيار البطولة النسائية فى العمل كان مميزًا، من خلال أدوار مى كساب ومنة فضالى وإيمان العاصى وزينة.