حازت شخصية «نعيم» التى جسَّدها النجم الشاب عصام السقا ضمن أحداث مسلسل «جعفر العمدة» على إعجاب الجمهور بمختلف فئاته وأعماره، ولمس المشاهدون تطوراً كبيراً فى الأداء التمثيلى لـ«السقا»، واعتبروا هذا العمل بمثابة بداية ميلاد جديد لفنان يتوقع له الجميع مستقبلاً باهراً فى التمثيل خلال الأعوام القليلة المقبلة.

وحلَّ «السقا» ضيفاً على «الوطن» فى ندوة فنية كشف خلالها تفاصيل وكواليس تجربته فى مسلسل «جعفر العمدة»، وتحدَّث عن تحضيراته لشخصية «نعيم» واستعداداته لها قبل انطلاق التصوير، كما سرد تفاصيل مشهد الأكشن الذى جمعه بـ«شوقى فتح الله» وجسَّد دوره الفنان الأردنى منذر رياحنة، والذى لاقى تفاعلاً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وكذلك مشهد المواجهة الذى جمعه بوالده وجسَّد دوره الفنان فتوح أحمد، واعتبره رسالة موجهة للآباء مفادها أن الاهتمام بأبنائهم ورعايتهم أهم من جمع المال، والكثير من التفاصيل والأسرار خلال السطور المقبل

«رمضان» واثق من نفسه وقلبه «صافي» و«سامي» كتب السيناريو بـ«احترافية»

بداية.. حدِّثنا عن ردود فعل الجمهور على شخصية «نعيم»؟

- «جعفر العمدة» حقق نجاحاً كبيراً فاق كل التوقعات، وإن كنا كأبطال للعمل توقعنا نجاحه قبل انطلاق التصوير، خاصة أن السيناريو كان مميزاً والشخصيات الدرامية مكتوبة من لحم ودم، فضلاً عن وجود كوكبة من النجوم، والحقيقة أن الكواليس كان يسودها روح المحبة والتفاهم والانسجام، وأعتقد أن هذه الحالة تجلت واضحة للجمهور على الشاشة.

كيف تحضرت لشخصية «نعيم» على صعيد طريقة الأداء؟

- لدىّ صديق يُدعى «أحمد مفتاح» من منطقة السيدة زينب، وأعتبره الأقرب لشخصية «نعيم» فى سماته وطباعه، إذ أنه محب لأهل بيته ولأصدقائه بدرجة لا يتخيلها أحد، كما كانت له «لزمة» استعنت بها فى شخصية «نعيم»، وهى أنه كلما يتحمس فى الحديث أو ينزعج من أمر ما يُمسك الجاكيت الذى يرتديه، وانطلاقاً مما سبق ذكره كان أحمد مفتاحاً لى لشخصية «نعيم».

كيف تابعت حالة شك الجمهور فى «نعيم» رغم حبهم له وخشيتهم من خداعه لـ«جعفر العمدة»؟

- شك الجمهور فى «نعيم» قابلته أمنيات منهم بأن يخيّب الله ظنهم فيه، لأنهم وجدوا أنه شخص جدع ومثالى ويُكرس حياته كلها لصديقه، «الناس مش عاوزة الخيانة والطعنة تيجى منه، فبيقولوا والنبى إدينا أمل إن فيه حد كويس فى الدنيا».

كيف تحضرت لمشهد حفل زفاف «وداد» من شوقى فتح الله، خاصة أن الجمهور أشاد بأدائك فى هذا المشهد؟

- استحضرت مواقف شخصية حدثت معى فى حياتى، لأن فكرة إعطاء الثقة لشخص معين وتفاجأ بالطعنة تأتى منه أمر مؤلم، وقد سبق أن تعرضت لمواقف كثيرة شهدت وجعاً وكسْر خاطرى وما إلى ذلك، والحقيقة أن موقف «وداد» مع «سيد» كان مخزياً، لأنه أعطاها كل شىء ولم يبخل عليها، ومع ذلك قامت بكسره وجرحه وطعنه أمام الجميع.

من المشاهد المؤثرة أيضاً مشهد جمعك بالفنان فتوح أحمد الذى جسَّد دور والدك، بحسب الأحداث.. فماذا عنه؟

- شخصية والدى موجودة فى حياتنا بشكل عام، ولدىّ صديق - لا داعى لذكر اسمه - له أب مثل والدى فى المسلسل، وعلى الرغم من أن حالتهم المادية متيسرة فإن والده لم يعطِه الثقة لإدارة أعماله، أو بمعنى أصح «قافل عليه ومش محتويه خالص»، وبالرجوع للمشهد الذى جمعنى بوالدى كان الهدف منه فكرة احتواء الأب لأبنائه، لأن والدى فى المسلسل لو كان احتوى ابنته «وداد» لما فعلت ذلك مع زوجها بدم بارد، أما عنى فكنت سأحقق نجاحاً أكبر فى حياتى، ولذلك كان من المهم توصيل رسالة للآباء مفادها أن جمع الأموال ليس كل شىء، ولكن تربية الأبناء واحتواءهم هى الأهم.

وماذا عن كواليس مشهد مشاجرتك مع «شوقى فتح الله» الذى جسَّد دوره الفنان الأردنى منذر رياحنة؟

- صوَّرنا هذا المشهد فى تمام التاسعة مساء، وكنت فى موقع التصوير منذ التاسعة صباحاً، وتدربت على المشهد رفقة عصام الوريث، مصمم مشاهد الحركة، وكنت متحمساً للغاية لهذا المشهد، وشحنت نفسى بعد مشهد الاعتداء على «سيد» وسحله، وأحمد الله على تفاعل الجمهور مع هذا المشهد.

كيف ترى إفساح الفنان محمد رمضان المجال لكل الممثلين فى مسلسله بتقديم مشاهد «ماستر سين» رغم ميل بعض الأبطال أحياناً للاستحواذ على أعمالهم من بدايتها لنهايتها؟

- بداية كل الشخصيات الموجودة بـ«جعفر العمدة» لها خطوط درامية مميزة، والحقيقة أن السيناريو مكتوب بحرفية شديدة من جانب الأستاذ محمد سامى، فلم نجد شخصية مهمشة أو عديمة التأثير بحسب الأحداث، فمن قدموا مشهداً أو مشهدين سنجدهم حققوا صدى كبيراً عند الجمهور فى الشارع، وبالعودة لأصل سؤالك، فمحمد رمضان فنان واثق من نفسه، ويريد ظهور كل الشخصيات بشكل لائق، وأذكر أنه فى بعض المشاهد التى جمعتنا معاً، كانت لديه جمل يعطيها لى، ويتناقش مع المخرج محمد سامى قائلاً له: «الأفضل إن نعيم يقول الجملة دى»، وهو ما يعكس صفاء قلبه وذكاءه الشديد فى الوقت نفسه.

محمد سامي يتمتع بميزة مهمة الجلوس مع الممثلين قبل مشاهدهم

ماذا عن تجربة التعاون مع المخرج محمد سامى؟

- محمد سامى يتمتع بميزة مهمة، وهى الجلوس مع الممثلين قبل مشاهدهم، ووضعهم فى الحالة التى تناسب المشهد، وذلك دون الاكتراث بمسألة الوقت، فأحياناً كنا نوجد فى موقع التصوير لـ17 و18 ساعة يومياً، ونصور مشاهد قليلة جداً وذلك لاهتمام الأستاذ محمد بالتحضير لتلك المشاهد، وأذكر أننى قدمت مشاهد لشخصية «نعيم» برد فعل عصبى للغاية، فكان يوقف التصوير ويقول لى: نعيم شخص عقلانى ويحكّم عقله قبل القيام بأى تصرف، أما «جعفر» فهو شخص عصبى، و«سيد» مندفع، أى أنه يدرك سمات كل شخصية جيداً، ولذلك ظهرت المشاهد بشكل مميز للغاية على الشاشة.

كيف كانت كواليس مسلسل «جعفر العمدة»؟

- هذه هى المرة الأولى التى أتعاون فيها مع الفنان محمد رمضان والفنانة هالة صدقى، وسعدت جداً بالعمل معهما، والمرة الثالثة مع المخرج محمد سامى، فقد شاركت معه بمشهد فى مسلسل «ولد الغلابة» ومشهدين فى مسلسل «نسل الأغراب»، وهو مخرج لديه ملكة اختيار الممثلين وتوظيفهم فى أدوار مناسبة، فلن تجد أى ممثل فى مسلسل «جعفر العمدة» فى مكان ليس مكانه، وأتذكر أن المخرج محمد سامى بعد تصوير «نسل الأغراب» قال لى إن أداءك تطور وتحتاج إلى مساحة دور أكبر، واختفينا عن بعض، وعندما وجد دوراً يناسبنى عرضه على.

شاهدنا «نعيم» مبتعداً عن أولاده بسبب ظروف عمله.. فماذا عن عصام السقا فى حياته العادية؟

- ظروف وضغوط الحياة جعلتنا نوجد أغلب الوقت فى العمل، ألوم نفسى أحياناً بسبب عدم الجلوس لوقت كافٍ مع أولادى وزوجتى وأهلى، ولكنى أدرك جيداً أنه حال تحقق ذلك سينعكس بالسلب على عملى، ومن ثم أحاول تحقيق المعادلة المتوازنة ما بين تأدية عملى وقضاء وقت مع أسرتى وأولادى.

بعد النجاح الكبير للعمل.. ما الكواليس التى تدور بينك وبين باقى الأبطال حالياً؟

- على الرغم من إنهائنا للتصوير منذ وقت طويل، ما زلنا متوحدين مع الشخصيات التى جسَّدناها، وأذكر أننى كنت أتحدث مع الفنانة هالة صدقى هاتفياً منذ يومين، فقلت لها: «يا عمتى صفصف»، فردت قائلة: «حبيب عمتو» ونفس الشىء مع جميع الأبطال، وأرى أن هذه الحالة هى أحد أسباب نجاح مسلسلنا، وأدين بالفضل فى ذلك للمخرج محمد سامى ومحمد رمضان، لأنهما أسهما فى جعل اللوكيشن كله كأسرة واحدة محبة لبعضها البعض.

ماذا تقول للجمهور بخصوص الحلقات القادمة من مسلسل جعفر العمدة؟

- الحلقات المقبلة ستشهد العديد من المفاجآت، ولكنى لن أتحدث عن أى منها فى الوقت الحالى، وذلك للحفاظ على عنصر التشويق الذى يتصاعد من حلقة لأخرى.

هل شاهدت التيشيرتات المنتشرة فى الأسواق التى تحمل صورة «جعفر العمدة»؟

- بكل تأكيد، وهذا يعكس النجاح الجماهيرى الكبير للمسلسل فى الشارع المصرى والعربى، وعودة التفاف الجمهور بشكل هيستيرى أمام الشاشات مرة أخرى، كما أن حالة الشك التى تنتاب الجمهور بشأن بعض الشخصيات فى المسلسل ما هى إلا تعبير عن نجاح كبير من وجهة نظرى.

من المستحيل زواجى بـ4 سيدات.. وهالة صدقى ردت علىَّ بـ«حبيب عمتو» منذ أيام

بما أن «نعيم» محب ومخلص لـ«جعفر العمدة».. فهل من الممكن أن نرى عصام السقا زوجاً لـ4 سيدات يوماً ما.

- لا يمكن أن أفعل ذلك، فقد تزوجت مرة واحدة، ومن المستحيل أن أتزوج من 4 سيدات.

ماذا عن الخطوات القادمة لعصام السقا بعد نجاح شخصية «نعيم»؟

- نجاح شخصية «نعيم» غيّر من حساباتى، ولكنى أحتفل بنجاح المسلسل فى الوقت الراهن، وأتابع ردود فعل الجمهور من حلقة لأخرى، وسأحصل على هدنة خلال فترة العيد، وسأحدد خطواتى الفنية المقبلة بعد إجازة العيد.

أقرب المشاهد لقلبي

مشهد علمنا بمكان بلال شامة، وحينما توجهنا للورشة تفاجأنا بعدم وجوده، فشعرت بوجع كبير على «جعفر»، الذى يتألم منذ اختطاف ابنه قبل 19 عاماً.

وأراى فكرة انتهاء تصوير المسلسل قبل انتهاء السباق الرمضانى أكبر ميزة، لأن استمرار التصوير حالياً كان سيجعلنا غير متابعين لردود فعل الجمهور بشكل جيد، ولكن شتان الفارق حالياً لأننا نستمتع بالأصداء الإيجابية من الناس، ونحتفل بنجاحنا فى الوقت نفسه.