كشفت صحيفة The Times البريطانية إن تنزانيا التي تعد واحدة من أكبر منتجي الذهب في إفريقيا (تمتلك رابع أكبر منجم في القارة)، تشهد تكلفة كبيرة لاستخراج الذهب تدفعها فتيات في العاشرة من العمر أو أقل؛ من خلال تعرضهن للاعتداء الجنسي والاغتصاب وحتى القتل بسبب وعود الثروة التي يقنع بها الدجالون عمال مناجم الذهب.

وذكرت الصحيفة أن بعض عمال المناجم يستهدفون الفتيات الضعيفات للحصول على دم عذراوات يعطونه إلى السحرة الذين يرون أن لدم العذراوات مزايا مفيدة لطقوس السحر الأسود، بما يضمن للعمال الحظ السعيد في التنقيب عن الذهب.

اعتراف بالثراء

يقول عامل منجم ذهب يبلغ من العمر 22 عاماً إنه تعرّف على هذه الممارسات الوحشية منذ عدة سنوات، ويعتبرها السبب في إثرائه، وأضاف "أذهب كل عام إلى مناطق نائية في المدينة بحثاً عن “فتيات الشوارع”، وقبل بضعة أشهر اختطفت إحدى الفتيات".

عنف جنسي

قالت متحدثة باسم فرقة العمل المعنية بالعنف الجنسي في مبيا، وهي منطقة تضم عشرات مواقع التعدين غير الرسمية " مازال السحرة ناشطون رغم حظرهم، إنهم يدعون إلى العنف؛ لأنهم يريدون النفوذ. وهم يعرفون أن الناس يرغبون في الثراء”.

ويتقاضى عمال المناجم رواتبهم حسب وزن الذهب الذي يستخرجونه كل يوم. وأرباحهم قد تصل إلى آلاف الشلنات التنزانية شهرياً.

معتقدات ثقافية

أكدت فرقة عمل أنها تلقت عشرات البلاغات عن حوادث اغتصاب ومحاولات قتل ووفيات مرتبطة بالسحر لفتيات تقل أعمارهن عن عشر سنوات في البلدات التي تضم مناجم الذهب. لكن كثيرا من الاعتداءات الجنسية لا يُبلغ عنها بسبب معتقدات ثقافية ودينية.

وقال بيتر نتورا، رئيس فرقة العمل، إنهم تلقوا أيضاً بلاغات عن عمال مناجم يهاجمون النساء المسنات والأرامل “اللائي يُعتبرن بريئات لأنهن لا يمارسن الجنس”.

في حين أنه ومن المعلوم أن الفتيات العذراوات يجري تجهيزهن وبيعهن من “متاجر” سفلى في القرى لاستخدامهن في طقوس السحر الأسود.

شركات رسمية

لا تملك تنزانيا إلا 10 شركات رسمية أجنبية للتنقيب عن الذهب، لكنها تضم مليون عامل غير رسمي، من بينهم أطفال. وهم يعملون في نوبات قد تصل إلى 24 ساعة، ويغوصون في المياه الموحلة لإيجاد الذهب أو يستخدمون مواد كيميائية سامة “لفصل” القطع الذهبية من الأرض.

وفي منطقة مبيا جنوب غرب تنزانيا، قالت نساء وطالبات مدارس إنهن أصبحن أهدافاً لممارسات السحر الأسود.

وكانت الحكومة حظرت دجالي السحر الأسود عام 2015؛ لأنهم يشجعون على قتل وتشويه الأشخاص المصابين بالمهق. لكن هؤلاء مستمرون في إغراء عمال المناجم.

احتياطي الذهب

يبلغ احتياطي الذهب في تنزانيا أكثر من 36 مليون أوقية، أي حوالي 1020 طناً، وتتجه معظم صادراتها إلى جنوب إفريقيا والهند والإمارات وسويسرا. ويقدَّر أن عمال المناجم غير الرسميين ينتجون 20 طناً سنوياً، معظمه يُصدَّر بشكل غير قانوني.