سجل سوق بومزو بوسط مدينة قسنطينة نهار أمس، انهيارا جزئيا لسور ساحة أول نوفمبر، حيث وقع على أربع سيارات مركونة في الفضاء الخلفي المحاذي للمرفق دون تسجيل خسائر بشرية.
وتنقلنا إلى مكان الحادثة التي وقعت حوالي منتصف النهار والنصف، حيث لاحظنا أن جزءا من سور ساحة «أول نوفمبر» التي تمثل سطح سوق «بومزو» قد انهار، ما أدى إلى تضرر أربع سيارات كانت مركونة أسفل المرفق في الساحة الخلفية. وقد تضررت مركبة من نوع «سينيك» بشكل تام بعد أن صدمتها قطع كبيرة من الخرسانة ما أدى إلى تسوية سقفها مع قاعدتها وأجزاء أخرى منها، بالإضافة إلى سيارة بجوارها من نوع «رونو 21»، سجلت تضررا شبه كلي، في حين تعرضت مركبتان من نوع «داستر» و»بيجو 308» لأضرار أقل، رغم تأكيد رجال الحماية المدنية أن المقعد المجاور للسائق في السيارة الأولى ومقعد السائق في الثانية قد سجلا ضررا كبيرا، موضحين أنهما كانتا خاليتين من الركاب.
وقد تنقل رئيس دائرة قسنطينة ورئيس البلدية ورجال الأمن ومصالح هيئة الرقابة التقنية والحماية المدنية ومنتخبون من البلدية وإداريون إلى المكان لمعاينة الأضرار، حيث طلب أعوان الشرطة من المواطنين والتجار مغادرة السوق، خصوصا بعد أن سجلوا انهيارا جزئيا داخل المرفق في الجهة التي انهار منها السور، بينما لاحظنا أن عموده الخرساني قد ظل متدليا وتظهر عليه تشققات.
وقد أجرى أعوان المصلحة التقنية للبلدية معاينة للمرفق، بينما أوضح لنا نائب رئيس البلدية المكلف بالإنجازات والعمران، عبد الحكيم لفوالة، أن السّوق سيغلق مؤقتا إلى غاية إجراء دراسة تقنية حول وضعيته من طرف مصالح الرقابة التقنية، بينما أكد لنا أن المرفق قد أخضع لخبرة تقنية قبل سنوات. وقد تقرّر عقب اجتماع عقد أمس تأجيل الغلق إلى غاية الأسبوع المقبل لتمكين التجار من تسويق سلعتهم، مع أخذ الاحتياطات اللازمة.
وأوضح لنا مدير الممتلكات ببلدية قسنطينة أن السوق يضم في الوقت الحالي 125 تاجرا، في حين تنقل بعد ذلك رئيس البلدية والمنتخبون وممثلون عن التجار إلى مقر المجلس الشعبي البلدي لاستقبال ممثلين عن التجار، في حين شرعت الآليات في عملية إزالة الردوم المترتبة عن الانهيار بعد أن لفت مصالح الحماية المدنية موقع الحادثة بشريط أمان، كما أحاطت مصالح البلدية الجهة العليا من الساحة بالمتاريس الحديدية لمنع المواطنين من الدخول إليها.
وقد ارتأت مصالح البلدية أيضا غلق المنعطف المؤدي إلى الجهة الخلفية من السوق، ومنع ركن المركبات على مستواها، في حين تنقل وكيل الجمهورية لدى محكمة قسنطينة إلى موقع الحادثة أيضا واطلع على حظيرة المركبات المخصصة للمحامين. من جهة أخرى، تحدثنا إلى صاحب مركبة «داستر» التي تعرضت للحجم الأكبر من الأضرار، حيث أوضح لنا أنها مُؤمّنة ضد جميع المخاطر، في حين قام بعض المواطنين بجر سيارة أخرى من نوع «إكسبرس» من موقع الحادثة بشكل يدوي.
وقد ظلت مركبات أخرى مركونة بالموقع في انتظار وصول أصحابها. ويذكر أن سوق «بومزو» قد أخضع للخبرة قبل سنوات، حيث ذكر لنا أعوان المصلحة التقنية أن العملية بينت أن تدعيمه وترميمه يتطلب أكثر من 10 ملايير سنتيم، في وقت تجدر فيه الإشارة إلى أنه يضم في الجهة الخلفية منه موقعا أثريا من العهد الروماني، كما يعود تاريخ بناء السوق إلى عقود خلت، خلال العهد الاستعماري.
سامي.ح
