“قـبــو سـفـالـبـارد العالمــي للـبـذور”هــل يـحـمـي الـبـشـريـة ..أم هــو نـفسـه يـحـتـاج للإنـقـاذ؟!


قــبــو بأقـاصـي الـكـرة الأرضــية تـخـتـبـئ فيها مـلايـيـن الـحـبـوب… ويحـفـظ الشـيفـرات الوراثيـة للبذور.. فهل حـقـا يـمـكـنـه أنــقـاذ الـبـشـريـة؟

هل يحـمـي قـبــو سـفـالـبـارد العالـمـي للـبـذور مـمـلـكـة الـنبـاتـات مــن الإنـقــراض؟

قـبــو سـفـالـبـارد “سفينة نوح الثانية”هل ينـقـذ الـبشـريـة مـن المجـاعـات حـال وقـوع كــوراث؟

على حافة جبل في القطب الشمالي المتجمد، يقع “قـبــوسـفـالـبـارد العالمي للبذور”الذى يخزن فيه عينات من البذور وتستطيع الدول أن تـحـفـظ بذور نباتاتها واسترجاعها في وقت الحاجة ويعتبر هذا القبو بمثابة “سفينة نوح”، إذ إنه صمم خصيصاً لمواجهة الكوارث الطبيعية،والحروب،والحفاظ على القطاع الزراعي العالمي،عبر تخزين العديد من البذور، بطريقة تسمح باستخدامها عند الحاجة إليه يضم أكثر من مليون عينة بذور لأغلى بذور الطعام في العالم،لما يقرب من 6 آلاف نوع من النباتات،من 89 بنكًا للبذور على مستوى العالم، وهـو أشـبـه بمبنى للودائع النباتية، وأن القبو به ما يزيد عن 20 ألف بذرة نسخ احتياطية لمجموعات الدول, وذلك للحفاظ عليها من الأوبئة والأمراض والكوارث سـواء طـبـيـعـيـة أو بـ فـعـل الـبشـر أو غـرق الغابات، والحــروب المدمرة وآثار استخدام الأسلحة المحرمة دوليا مثل الأسلحة الكيميائية والنووية والحرب الدائرة حاليًا بين موسكو وكييف الأمــر الذى يـبـقـى نـذيـر شـؤمٍ على التنوع البيولوجي على الأرض مستقبلًا.

وفـي الأوانـة الأخـيـرة، زادت تحذيرات مـنـظـمـة الغـذاء العالمية “الفاو”بشأن زيادة مـخـاطـر تعـرض العالم لـ مجاعة، نتيجة تأثير التغيرات المناخية ونقص المياه الذى ينتج عنه ضعف الإنتاج، مما يزداد القلق حول مـدى تـوفـر الغذاء للأجيال القادمة، ذلك لأنه من المقـرر أن ينقذ البشرية حال وقوع كارثة تؤدي لانقراض المحاصيل من أي مخـاطـر غـذائية متوقعة، حيث لا ضمانة تملكها البشرية من حدوث الكوارث والمجاعات ,فأصبح هــو نفسه يحتاج للإنقاذ، نـتـيـجـة عـوامل أخـرى متوقعة ذات أثر سلبي أكبر مثل الاحتباس الحراري وتبعاته من ارتفاع منسوب المياه، فمؤخرًا غـمـر بمياه الـتـربة دائمة التجمد التي ذابـت لتسد نفق الدخـول له ما يؤكد أن القبو هـو مرفـق غير آمن لحماية مؤونة العالم من الغذاء.

مستقبل مأساوي للحياة النباتية على الأرض

في البداية، أعلنت”منظمة حماية الحدائق النباتية العالمية”، تقرير صادم يتناول مستقبلا مأساويا للحياة النباتية على سطح الأرض،إذ يشير التقرير إلى أنّ ما لا يقل عن 30% من أصناف الشجر تحت طائلة التهديد المباشر, كما أوضح التقرير أن 142 نوعا من النباتات البريّة وقد انقرض خلال السنوات القليلة الماضية،و442 نوعًا آخــر يواجه ذات المصير الحالي.

اختيار موقع الـقبـو لاعتبارات بيئية وسياسية

من جهتها، قالت هيجينجا أشيم،المتحدثة باسم الحكومة النرويجية:أطلقت الحكومة النرويجية خطة لتطوير وتجديد القبو بتكلفة 13مليون دولار، وتشمل “بناء نفق وصول جديد مصنوع من الخرسانة، ومبنى خدمات لإيواء وحدات للطاقة والتبريد الطارئة وغيرها من المعدات الكهربائية التي تنبعث منها الحرارة عبر النفق”, ويقع قبو سفالبارد في إحدى قفار النرويج البيضاء بجزيرة اسمها سبيتسبيرجين تتبع أرخبيل سفالبارد، وقـرب قرية تدعى لونجيـيـربين في شمال الدائرة القطبية الشمالية،على بعد نحو 1300 كلم من القطب الشمالي، وعلى بعد نحو 1000 كلم من البر الرئيسي للنرويج , وتم اختيار هذا الموقع لبناء القبو عليه لاعتبارات عديدة، منها البيئة المحيطة ذات الطبيعة المتجمدة، وللبعـد الكبير عن مناطق الصراع السياسي في العالم، والاستقرار الجيولوجي الذي يجعل الموقع بعيدا عن مخاطر الزلازل والبراكين.

وأضافـت:كان التصميم كذلك لأنه عملي أكثر للدخول إلى القبو،ولم يكن يُمثِّل مشكلةً لأن التربة دائمة التجمُّد كانت تُوفِّر له الحماية, ولكن نـرى الآن أنه لم تـتكـون الـتـربـة دائمة التجمُّد,علينا أن نفعل شيئاً حيال النفق،وهذا ما بدأنا من أجله هذا المشروع الآن”هناك حلٌ واحد لاستبدال نفق الدخول الذي يحمل الماء إلى الداخل نحو البذور،وهو حفر نفقٍ آخر لأعلى لطرد الماء خارجه.

خـطـة الـ تـطـويـر بتكلفة 13 مليون دولار

وقال وزير الزراعة النرويجية جون جورج ديل:أن قبو البذور هو تأمين عالمي لتوفير الإمدادات الغذائية للأجيال القادمة”, مشيرا إن القبو يعد بمثابة مجمد طبيعي عميق لدعم البنوك الجينية في العالم عند وقوع كوارث تتراوح ما بين الحرب النووية والاحتباس الحراري العالمي،وإن البذور الموجودة فيه تظل حتى عند انقطاع الكهرباء محفوظـة في درجة حرارة التجمد مئتي عام على الأقل,حيث يـوجـد القبو داخل جبلٍ في أرخبيل سفالبارد،ويشتمل على حوالي مليون حزمة من البذور،وتحتوي كل منها على مجموعة من المحاصيل الزراعية.

وأضاف: يجرى إعادة بناء بنك البذور في كل من لبنان والمغرب،ويضم بنـك البذور التابع للمركز الدولي للبحوث الزراعية فى المناطق الجافة”إيكاردا”أكبر تشكيلة متنوعة من المحاصيل الزراعية, ويحتوى البنك على آلاف المحاصيل الغذائية الأساسية،مثل القمح والشعير والعدس والفول،وتتاح عينات البذور بالمجان المزارعين والباحثين حول العالم وذلك ضمن إطار المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة،التى تـيسـرالحصول على الصفات الوراثية لتعزيز قـدرة محاصيل أخـرى حـول العالم على تحمل ظروف الجفاف والحرارة والآفات,وأضاف:كان التوجه العالمى لعمل دراسات تساعد على التطور البيولوجي لجميع البذور الموجودة به لمساعدتها لعـمل سلالات جـديـدة أكـثـر إنتاجا ومقاومة للآفات.

لـتخـزيـن احـتـيـاطـيات بـــذور الـعـالـم

ومن جانبها قالت الخبيرة بوزارة الزراعة النرويجية “جـريـث إيـفـيـن”:أن الـقـبـو يمثل الاحتياطي اللازم لشبكة بنوك البذور حول العالم،في حال كانت مهددة بنـشـوب حـروب أو حدوث كوارث طبيعية البذور توضع داخل أكياس ألومنيوم بثلاث طبقات،وتوضع عليها رموز لتدل على بنك الجينات والحبوب القادمة منه عندما تصل صناديق البذور إلى القبو،لن يكون بالإمكان نقلها إلى مكان آخر،سوى إلى الجهة التي أرسلتها.

وقالت الخبيرة النرويجية: دفِــن القبـوعلى عـمـق أكبر في الـتـربـة دائمة التجمد،وكان من المتوقع أن يوفـرذلك الحماية الكافية له ضد الكوارث الطبيعية والبشرية وأن يستمر في مواجهة الزمن,وأضافت: يعتبر بنك البذورالعالمى واحدا من أهـم المشروعات الدولية، التى تسهم فى خدمة البشرية وحماية الأجيال القادمة من خطر المجاعات التى باتت تهددهم نتيجة تغيرالمناخ والصراعات والحروب والأوبئة والأمراض,وأكـدت إن من طلب سحب البذورمن القبو هـومـركزإيكاردا الذي نقل عام 2012 مقره من حلب إلى بيروت بسبب ظروف الحرب, وأضافت: أن إيكاردا طلب نحو 130 صندوقا من بين 325 صندوقا أودعها بالقبو تحتوي على قرابة 116 ألف عينة، وأكدت أنها المرة الأولى التي يجري فيها سحب مثل هذه العينات من القبو منذ تأسيسه عام 2008, يعيد اشتداد المعارك في أوكرانيا خصوصا في المناطق القريبة مما يعرف بـ”بنوك البذور” إلى الأذهان ما حدث في سوريا قبل سنوات, ففي خزائن تحت الأرض بالقرب من ساحات القتال في أوكرانيا وتحديدا في مدينة خاركيف شمال شرقي البلاد، يتعرض الرمزالجيني لما يقارب ألفي محصول لخطر التدميرالأبدي، تماما كما حدث في حلب عام 2015 عندما دمـر بنك بذور بالقرب منها,إلا أن الفارق أن حلب وجدت ما ينقذها،فقد قدمت الحرب في سوريا درسا لأهمية تخزين البذور باستخدام “قبو سفالبارد” العالمي للبذور في الـنـرويـج،وهـوأكبرمـرفـق لتخـزيـن احتياطيات البذورفي العالم,وفي عام 2015، تمكّن القبو القابع في القطب الشمالي من إرسال عينات بـديلة من القمح والشعيـروالأعشاب المناسبة للمناطق الجافة إلى الباحثين في لبنان بعـد تدمـيربـنـك بـذورالموجود بالقـرب من حلب.

نسخ معدلة جينيًا

من جهته أكد د.علاء أبـو الوفا، بجامعة الدول العربية،أن بنوك البذور مكتبات بذور تحوي معلومات مهمة عن وسائل متطورة لمكافحة إجهاد النباتات، ويمكن استخدامها لصنع نسخ معدلة جينيًا من البذور الموجودة حاليا لزيادة الإنتاج، ويتم تمويل معظم هذه البنوك بدعم دولى، وتكون البذور متاحة من أجل الأبحاث الزراعية التى تفيد العالم , وأوضح أن الجينات الوراثية النباتية الموجودة ببنوك البذور الفرعية المنتشرة حول العالم يتم الاحتفاظ بها كى يستخدمها المزارعون لزيادة المحاصيل، المقاومة للأمراض، والعمل على زيادة قدرتها على تحمل الجفاف، وتحسين قيمتها الغذائية وغيرها من المواصفات الأخرى, فضلا عن تدارك خسائر التنوع الجيني فى فصائل النباتات النادرة والمعرضة للهلاك،سعيا للحفاظ على التنوع البيولوجي لهذه النباتات، كما أنها قيمة اقتصادية وزراعية عظيمة لا يمكن الاستغناء عنها,وحث دول العالم ومطالبة الحكومات بتكثيف جهودها لحـفـظ التنوع الوراثى،لاسيما من خلال بنوك البذور والنباتات التى تدار بشكل جيد حول العالم، وناشد بنوك الجينات الفرعية بالاستفادة من قـبـور سفالبارد للبذور كجزء من استراتيجيتها التبادلية لتأمين مجموعات البذور المهمة والمسئولة عن حماية التنوع البيولوجي حول العالم,ويعد بنك سفالبارد بوليصة التأمين النهائية لإمدادات الغذاء فى العالم،وتوفر المعاهدة الدولية التى أبرمت الإطار القانونى الدولى الذى مكن من بناء القبومنذ 12عاما.

إطعام 7.9 مليار شخص

فى حين يـرى د.إبراهيم الـذخيـرى، مدير المنظمة العربية للتنمية الزراعية،أنه ومع ارتفاع وتيرة التغيرات المناخية وتراجع التنوع الحيوى، تظهر الحاجة الملحة إلى بذل الجهود لإنقاذ الزراعات الغذائية المهددة بالاندثار،حيث إن كل واحدة من هذه البذورتشتمل على حلول للحفاظ على مستقبل الزراعة ولتحقيق التنمية المستدامة الزراعية، هذا فضلا عن حلول أخرى لتوفيرالغذاء لعدد متزايد من السكان،كما أنها تعمل على زيادة المساحة الخضراء العالمية,وأوضح أن هناك الكثير من التحديات التى تواجه الدول العربية فى مجال تحقيق الأمن الغذائى والتغذية،وارتـفـاع معدل النمو السكانى،مع ضيق قاعدة المواردالطبيعية خاصة الأراضى الزراعية والمياه،حيث لم يعد الاعتماد على الأســواق الدولية فى استيراد الأغـذية كافيا، بل يحتاج الأمــرإلى بـذل المزيد من التعاون بين دول العالم للوصول إلى مرحلة مرضية من تحقيق الأمن الغذائى،ويعد بنك البذورواحدا لمواجهة زيادة معدلات نقص الغذاء العالمية والتهديدات المستمرة بحدوث مجاعة , واشتد القلق في وقت سابق عندما تضررت منشأة أبحاث بالقرب من بنك البذورالوطني في أوكرانيا،جدير بالذكر أن”مقـر بنك البذور الأوكراني”يقع في خاركيف بشمال شـرقـي أوكرانيا التي تتعرض لقصف مكثف من القوات الروسية, وبحسب منظمة الـفـاو للأغـذيـة والـ زراعـة , بإن منـشـأة الأبحـاث تعـرضـت للـقـصـف،ولم يتم أخـذ نسخ سوى لـ4% فقط من بذورالمستودع الأوكراني، وهوعاشر أكبرمكان للتخزين من نوعه في العالم. وذكــر أن أهمية نسخ الحبوب ازدادت ضماناً لإنتاج ما يكفي من الغذاء كل موسم من أجل إطعام 7.9 مليار شخص في وقت أصبح فيه الطقس في العالم أكثر قسـوة,وأدّى النزاع بين روسيا وأوكرانيا، ثالث ورابع أكبرمصدّرين للحبوب في العالم على الترتيب،إلى زيادة تضخم أسعار المواد الغذائية وخطر ندرة الغذاء مع اندلاع الاحتجاجات في الدول النامية التي تستفيد من الحبوب الأوكرانية.

أهـم المنشآت الـزراعـيـة

من جهته، أكد الخبير الـزراعـي عـمـران يـاســر الخـصاونة،أن بنك سفالبارد من أهم المنشآت الزراعية على مستوى العالم، وهو يمثل سفينة “نجاة” في حال حدوث أي كوارث طبيعية أو حروب عسكرية، حيث تم تأسيسه عام 2006 وافتُتح رسميًا عام 2008.

وقال:إن الفكرة جاءت من قبل علماء الزراعة عدة لاحظوا أن عدد البذور الطبيعية على مستوى العالم ينخفض، وبالتالي فإنها معرضة للانقراض في المستقبل,وأشارإلى أن موقع القبو اختبر بعناية من قبل العلماء، وهو يبعد نحو 1300 متر عن مركز القطب الشمالي، وصُمّم لتحمل التغير المناخي والاحتباس الحراري وقد أُخذت جميع الاحتياطات اللازمة للحيلولة دون إلحاق ضرربالبذور ويطلق قـبـو للبذورالعالمية،واسـم”سفينة نوح “مملكة النباتات”يعمل كمجمد طبيعي عميق لدعم البنوك الجينية في العالم عند الحاجة إليه، ويوجد في كهف أسفل جبل ناء بالدائرة القطبية الشمالية لتخزين بذور المحاصيل الزراعية العالمية، وتأمين الإمدادات الغذائية تحسبا لوقوع كوارث تتراوح ما بين الحرب النووية والاحتباس الحراري العالمي وغيرهما ويضم القبو نحو 900 ألف عينة من البذور، ويطلق عليه “سفينة نوح”,ويؤكد أن بناءه وتصميمه روعيت فيه القدرة على مواجهة كل الهزات والتغيرات المناخية، بما فيها احتمال اصطدام الأرض بمذنب أو كوكب خارجي، وذلك من أجل إنقاذ البشرية والمحافظة عليها من مخاطر المجاعة,وتتمثل أهداف القبو العالمي في حماية بذور المحاصيل مثل الفول والأرز والقمح، تحسبا لأسوأ الكوارث على غرار الحرب النووية أو الأوبئة،وضمان توفير شبكة أمان غذائية ضد الفقدان العرضي للتنوع في بنوك الجينات التقليدية,ويعتبر المشروع بفكرته وموقعه وتصميمه أهم مشروع عالمي للحفاظ على البذورالزراعية في وجه مخاطر الكوارث الطبيعية والحروب المدمرة والصراعات السياسية العنيفة،ويأمل القائمون عليه ضمان توفيرهذه البذور وقت الحاجة إليها ومن ثم إنقاذ العالم من مجاعات محققة بعد وقــوع كــوارث ماحقة,ويتكون قبو البذورالعالمية من ثلاثة كهوف كبيرة، بنيت على عمق نحو 130م في باطن جبل دائم التجمد, كما يرتفع القبو 130م فوق سطح البحر، وهو ما يجعله في حالة أمن عند وقوع أي ذوبان للجليد. وبالإضافة إلى ذلك يستطيع القبو تخزين ما يصل إلى 4.5 ملايين فصيلة بحيث يتم تخـزين 500 بذرة من كل نوع وبسبب كثافة هطول الثلوج لايظهرمن مبنى القبوســوى مدخله، ولكن يحتوي على أوعية تضم مئات آلاف الأصناف من البذور الصالحة للزراعة، مقدمة من كل بلد في العالم، ومصنفة بحسب القارات التي جاءت منها ويحتوي المبنى على وحدة تبريد إضافية تعمل بالفحم، وتساهم هذه الوحدة في خفض درجة برودة القبو إلى 18 درجة تحت الصفر، وحتى في حال توقفها عن العمل بإمكانها منح البذور أسابيع إضافية قبل الوصول إلى درجة الحرارة الخارجية المحيطة بالقبو والتي تبلغ 3 درجات تحت الصفر.

تــأميــن الـحـيـاة البـشـريـة

وفي هذا السياق،كشف شتيفان شميتس المدير التنفيذي لكروب تراست,أن بنوك البذور نوع من التأمين للحياة البشرية”،موضحا أنها توفر المواد الخام لتربية سلالات نباتية جديدة مقاومة للجفاف والآفات والأمراض الجديدة ودرجات الحرارة المرتفعة ,وقال:إن الباحثين يعتمدون على المواد الجينية المتنوعة التي تخزنها بنوك البذور لتربية نباتات يمكنها مقاومة تغيّرالمناخ أو الأمراض, وفيما يتعلق بأهمية هذه المنشأة، أوضح,أن بنوك البذور تعتبر نوعاً من التأمين للحياة البشرية، وذلك لما توفّره من مواد خام لـتـربـيـة سلالات نباتية جـديـدة مقاومة للجفاف والآفات الجديدة والأمراض الجديدة ودرجات الحرارة المرتفعة,وأضاف:أن الخسارة ستكون مأساوية إذا تم تدميربنك البذور الأوكراني، وذلك نظراً لما يعتمد عليه الباحثون من المواد الجينية المتنوعة التي تخزنها بنوك البذور لتربية نباتات، حيث يمكنها مقاومة تغير المناخ أو الأمراض, كما أضاف:أنه في أفضل الأحوال يمكن نسخ حوالي 10% من البذور الأوكرانية في غضون عام لأنها تحتاج إلى زراعتها ونموها وحصادها في الوقت المناسب قبل استخراج نسخ منها وإرسالها إلى سفالبارد، وهو قبو عالمي للبذور مقره النرويج،ويعد أكبر وأهم مرفق لتخزين احتياطيات البذور في العالم,ويرى أن أحد الإجراءات الطارئة يمكن أن يكون بالتخلي عـن النسخ وشحن المـجـمـوعـة إلى سفالبارد.

الملاذ الآمـن للـتـنـوع البـيـولـوجـي للمحـاصيـل

ومن جانبها تــرى ماري هاجا- المديرة التنفيذية لـ”الصندوق العالمي لتنوّع المحاصيل (كـروب تراست)،أن”سفالبارد يعـد الملاذ الآمـن للتنوّع البيولوجي للمحاصيل,ويشكّل حـاضـراً وحـدة تخـزين آمنة لنحو مليون عينة من البذور،تمثّل ما يزيد عن 13000عام من التاريخ الزراعي,ابتكر العلماء ثياباً تدَفّئ وتُبـَرد وفق تقلبات البيئة الا أن فــوضى المناخ”ستنفلت وتنشرتقلبات متطـرفة في الطقس مع استمـرارذوبان كتل الثلوج,وأضافت: دخلت الكثيرمن المياه إلى النفق،وكادت أن تفسد جميع البذور، لكنها تجمدت قبل أن تصل إلى داخل القبو , وتابع قائلا:لقد كانت مثل النهرالسائل تسير بسرعة كبير،لكن الأقـدارحولته إلى نهرجليدي متصلب,وتشيرالدراسات إلى أن ذوبان جليد القطب الشمالي يظهران حالة الصقيع الدائم، التي كانت تحيط بمناطق عديدة حول العالم،ستختفي تدريجيا،وهوما يظهرمدى الخطرالذي يحيق بالبشر, وتعـتـقـد أن المستوطنة القابعة في أقصى شمال العالم التي تشكـل موطناً للبذورويخــزن عيّنات من جميع بذورالعالم تقريبًا تحت الأرض، لكنه بات الآن يقبع في الموقع الأســرع احـتـرارًا على الأرض, حيث كان متوسط درجـة الحرارة في بلدة “لونجييربين”،في جزيرة سفالبارد النرويجيّة،يقارب الـ7.8 درجة مئوية تحت الصفرفي العام 1900،لكنّه ارتفع منذ ذلك الحين بمقدار 3.7 درجة مئوية،ما يزيد على ثلاثة أضعاف معدّل الارتفاع العالمي المقدّربحوالي درجة مئوية,فلم يصبح الجوأكثردفئًا فحسب،بل أصبح أكثررطوبة أيضًا،ما يتسبب في حدوث مشكلة في قـبـوسفالبارد لأن حفظ البذوريعتمدعلى درجات حــرارة ثابتة , وأكدت أن الموقع اختيرلسبب وجيه بحسب هاجا،فإن القبو يقع في أعماق جبل في منطقة خاملة جيولوجيًا،بمعنى أن خطر الزلازل أوالبراكين منخفض جدًا ،فضلاعن النظام السياسي في النرويج مستقرللغاية،مستطردة:تخـزن البذورفي حرارة 18درجة مئوية تحت الصفر,لكن الموقع شهد قفزة كبيرة بالنسبة لإمكانية تشكّل جومرتفع الرطوبة هناك,وبعد هطول أمطار غزيرة ,أصبح مدخل قبو البذورنصف مغمور بالمياه، بل انتهى الأمر إلى تجمّد تلك المياه على هيئة كتل ضخمة من الجليد,فلم تصل المياه إلى القبونفسه لكن منذ ذلك الحين، نفذت أعمال كبرى ترمي لاستبدال نفق المدخل الفولاذي الأصلي بآخرمصنوع من خرسانة مضادة للماء.

تسارع احـتــرار الـقـطـب الـشـمـالـي

وأشار إنجر هانسن باور، باحث في المعهد النرويجي للأرصاد الجويّة,إلى أن السبب وراء ارتفاع درجة الحرارة في المنطقة هو تسارع احترار القطب الشمالي,ولقد حدث هذا بسبب ارتفاع درجات الحرارة،ما أدّى إلى تقلّص غطاء الجـليـد والثلوج وكذلك يعني الأمر نفسه أنّ كمية أقل من أشعة الشمس تنعكس بـعـيـدًا عـن سـطـح الأرض، وأن مزيداً من طاقة الشمس باتت تمتصها السطوح الداكنة التي كـشـف عنها الغطاء الثلجي,مـوضـحا أن القطب الشمالي، وخاصة سفالبارد،يسخن بشكل أسرع من بقية العالم،ويتغير المناخ فـيـه بشكل كبير،ونحن مندهشون من السرعة التي تتغير بها درجات الحـرارة,وإن الأمر قد يـؤدي إلى كارثة. وأشارت إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري،وارتفاع درجات حرارة القطب الشمالي،كادت تعصف بكل البذور والحبوب الموجودة في قبو “سفالبارد العالمي,وأوضح أن القـبـوغمر بالماء الذي ذاب في القطب الشمالي، وكاد أن يفسد جميع بذورالعالمية،بسبب دخول المياه الذائبة وتساقط الأمطار بدلا من الثلوج أمام مدخل منشأة التخزين.

إجــراءات الحماية الـفـوريـة

وتـقـول د.مالين ريـفـرز,مسؤولـة مـنـظـمة الصندوق الائتماني العالمي لتنوع المحاصيل,عن مدى خطورة الوضع الحالي:لدينا ما يقارب 60 ألف نـوع من الأشجارعلى هذا الكوكب ، ولأول مـرة نـدرك أي هـذه الأنـواع بحاجة إلى إجــراءات الحماية الفورية،ونعلم ما هي أكبر التهديدات التي تواجهها وأين توجد, إنّ شجرة من كلّ 3 أشجار على سطح الأرض تواجه شبح الموت والانقراض، ويعود الأمر إلى عدة عوامل، أهمها إزالة الغابات من أجل المحاصيل الزراعية، وتؤثر بنسبة 29% على الأنواع النباتية، وقطع الأشجار، ويشكل نسبة 27%، والحرائق بنسبة 13%, وأن هذا إذا ما تغاضينا عن عوامل أخرى متوقعة ذات أثر سلبي أكبر مثل الاحتباس الحراري وتبعاته من ارتفاع منسوب المياه وغرق الغابات،والحروب المدمرة وآثاراستخدام الأسلحة المحرمة دوليا مثل الأسلحة الكيميائية والنووية,والحرب الدائرة بين موسكووكييف واحتمالية استخدام السلاح النووي الواردة، على الرغم من أنه مستبعد في الوقت الراهن تبقى نذير شؤمٍ على التنوع الحيوي والبيولوجي على الأرض مستقبلا، كما تشير بعض التقاريرإلى أن أنواع الأشجارالمهددة بالانقراض على مستوى العالم تعادل ضعف الثدييات والطيوروالبرمائيات والزواحف المهددة مجتمعة وأبرزهذه النباتات شجر مجنحيات الثمرالديبتيروكاربس،وتعد المصدر الأول في صناعة الأثاث الخشبي في المنازل،ويصدربثروة تزيد عن 3.5 مليارات دولارسنويا من جـزيـرةبورينو الإندونيسية،وشجرالعود الذي يبلغ قيمة كجـم الواحد منه 100ألف دولارويشكل حصة مالية قدرها 32ملياردولارفي التجارة العالمية،وهناك نباتات أخرى مثل الكـرزالأفريقي وشجرة الماهوجـاني ونبات الطقسوس الباسيفيكي.

بعيــد عـن الكوارث الطبيعية المحتملة

ويقول بـرايـن لاينوف- مدير منظمة الصندوق الائتماني العالمي لتنوع المحاصيل ومدير الـقـبـو:إن بداخل هذا البناء تاريخا زراعيا يمتد إلى 13 ألف سنة,ويعود سبب اختيار المكان النائي إلى كونه بعيدا كل البعد عن النزاعات البشرية وعن الكوارث الطبيعية المحتملة، ثمّ إنّه يقع في أقصى نقطة يمكن للطائرة المدنية أن تحلق إليها شمالا، وقلما يصل إليه البشر. وعلى الرغم من وجود نحو 17 ألف بنك بذور حول العالم، يبقى “قبو سفالبارد العالمي” أهمها وأكثرها أمانا بتصميمه الداخلي المميز القابع داخل الجبل, فبعد اجتياز البوابة الرئيسية والوحيدة للقبو، يظهر بهـو صغير مليء بالضوضاء والصخب بسبب أنظمة التبريد المطلوبة للحفاظ على درجة الحرارة داخل القبو. ثمّ تظهر بوابة صغيرة تقود إلى نفق خرساني عريض للغاية ومضاء بإنارة شريطية على امتداد الممر الذي يبلغ طوله 130 مترا,وعند نهاية النفق توجد غرفة أخرى لغرض الحماية،وتؤدي إلى ثلاثة أبواب متفرقة. تلك الأبواب الثلاثة تقود إلى الغرف الأساسية حيث تحفظ البذور، كما يتوشح الأبواب غلافٌ جلدي سميك يوحي بالبرودة القارسة في الداخل، إذ تبلغ 15 درجة مئوية تحت الصفر,ويكمن سبب اختيار هذا العمق السحيق في كون الطبقة الجيولوجية المحيطة بالغرف، وتُعرف طبقة “التربة الصقيعية،تحافظ على درجة حرارتها البالغة 5 تحت الصفر على مدار العام،بحيث لو حدث انقطاع للتيار الكهربائي تحت أي ظرف،فإن البذور ستستمر بالمحافظة على جودتها إلى الأبد, وتشغل غرفة واحدة فقط بينما تبقى غرفتان غير مستخدمتين، وفي تلك الغرفة توجد عدّة رفوف يصل ارتفاعها إلى السقف، وتضم صناديق بأحجام معيّنة من بلدان عدّة موثقة ومسجلة بكافة التفاصيل، كما يستطيع أيّ متبرع أن يرسل بذوره على شريطة أن تكون حقيقية، وما يحكم بين إدارة القبو والعملاء هي الثقة،كما تتعرض البذور للتفتيش فقط عند دخولها مطار الدولة وعدا ذلك فإنها تحتفظ بسريّة تامة،كما يحدث بالبنوك و المستودعات الضخمة.

تاريخ الخبر: 2023-04-27 09:23:00
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 58%

آخر الأخبار حول العالم

هيئة المعابر بغزة تنفي ما ذكرته الولايات المتحدة حول فتح الم

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-10 06:22:29
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 63%

أفضل 3 حسابات توفير بعائد نصف سنوي في البنوك - اقتصاد

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-10 06:21:08
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 60%

بايدن-خلافات-نتنياهو-غزة-رفح

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-10 06:22:02
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 59%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية