قائد الجيش عبد الفتاح البرهان و قائد قوات الردع السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي» قد عززت الآمال بتوافق قريب يخدم مصلحة الخرطوم، وفجأة اندلعت الاشتباكات التي سقط بسببها مئات القتلى والاف الجرحى دون احتساب النازحين من كبرى المدن السوانية من بينها العاصمة الخرطوم.
هذا الحدث المفاجئ والطارىء ذهب محللون لرصد تأثيراته وتداعياته على حلحلة الازمة السياسية الراهنة سيما مع طرح الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة عبد الله باثيلي لمبادرته لحل الأزمة الليبية.
وقد ذهب شق من المحللين للتأكيد على أن هذا المسار سوف تطاله تداعيات الحرب ذلك أن تفجر الاوضاع في السودان سيلقي بظلاله على المسار الامني في ليبيا والنتعلق بالأساس بتنفيذ احد ابرز بنود اتفاق وقف اطلاق النار الموقع بجنيف من طرف اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 ، وهو سحب المرتزقة والمقاتلين الاجانب باعتبار ان جزءا مهما من المرتزقة بين 3 و4٫5 الاف مسلح جاؤوا من السودان.
ومما يزيد من مخاوف المراقبين توجه هؤلاء المرتزقة انطلاقا من جنوب ليبيا نحو الداخل السوداني لدعم طرف على حساب اخر او باكثر وضوح دعم حميدتي على حساب البرهان . بمعنى ان الدولة الليبية قد تجد نفسها ظالعة في حرب ان جاز التعبير...ما يعزز هذا السيناريو الاتهامات الموجهة لحفتر -مع استمرار الحرب- بدعم حميدتي ، اتهامات سرعان ما ردت عليها القيادة العامة على لسان المتحدث الرسمي باسمها اللواء احمد الناظوري نافيا صحة الاخبار والاتهامات المتداولة.
تداعيات سياسية
هذا عن التداعيات الامنية اما التداعيات السياسية والاجتماعيةكذلك الامنية ، فإن الجنوب الليبي يتقاسم الحدود مع السودان لمسافة 382 كلم ، والسودانيين فارون من الاقتتال والحرب قد يلجؤون إلى الاراضي الليبية ، وأقرب مدينة هي الكفرة تحسبا لتطور الاوضاع.
ويرى خبراء امنيون انه على حكومة الوحدة الوطنية و الحكومة المكلفة من مجلس النواب اتخاذ اجراءات سريعة ، قد تماثل ذلك القرار الذي اتهذته دولة تشاد والقاضي بغلق الحدود مع السودان منذ اليوم الثاني للحرب.
كما تتطلب هذه التطورات الامنية الخطيرة من رئاستي اركان القيادة العامة و تلك التابعة لدفاع حكومة عبد الحميد الدبيبة ، نوعا من التنسيق ومن الوارد ايجاد مثل هذا تعاون باعتبار ان القوة المشتركة بمثابة النواة و حجر بناء الثقة تمهيدا لتوحيد الجيش الوطني الليبي ، هذا المولود مازال في طور التكوين مما يعسر جهود القوات المسلحة الليبية من اجل ضبط الشريط الحدودي مع السودان.
وصول البعثة الدبلوماسية والرعايا الليبيين الى قاعدة معيتيقة
في جانب ثان أعلنت وكالة الانباء الرسمية الليبية «وال» عن نزول طائرة ليبية قادمة من السعودية الى مطار معيتيقة الدولي وعلى متنها اعضاء البعثة الديبلوماسية الليبية ومئة وخمسة من الرعايا الليبيين، وهم من الطلبة واصحاب مؤسسات متمركزة في السودان وعائلات افراد البعثة الديبلوماسية وقد قدموا بحرا الى السعودية ومن هناك ارسلت لهم حكومة الوحدة الوطنية طائرة لنقلهم الى ليبيا.
حفتر يطالب بتوزيع عادل للثروة
في جانب ثان طالب خليفة حفتر قائد «الجيش الليبي» ، بتوزيع عادل للثروة على مختلف المناطق الليبية حتى ينعم كل الشعب الليبي بخيرات بلاده ..
ويرى متابعون لكلمة حفتر امام القيادات العسكرية انه لاول مرة لا ينتقد خصمه رئيس حكومة الوحدة الوطنية و مجلس الدولة، حيث كان في جميع المناسبات الفارطة ينتقدوهما وبلغ الى حد التهديد باعادة الهجوم على طرابلس و القبض على رئيس الحكومة ومحاسبته..مؤشر اعتبر المتابعون أن من شانه ان يهيئ الارضية لاستئناف العملية السياسية وتعزيز عنصر الثقة بين السياسيين والعسكريين.
أمنيا اعلن الهلال الاحمر فرع الزاوية غرب العاصمة طرابلس عن اجلاء 20 عائلة من المدينة التي كانت مسرحا لمواجهات وصفت بالاعنف منذ اشهر بين المجموعات المسلحة التي تتقاسم النفوذ بمدينة الزاوية ..
فيما أعلنت مصادر صحية وامنية و اعلامية متطابقة من داخل الزاوية ان الاشتباكات اسفرت عن سقوط اربعة قتلى من بينهم شقيقان داخل منزلهما بعد سقوط قذيفة على المنزل .اضافة الى تسجيل عديد الاصابات متفاوتة الخطورة.
معلوم ان حالة من الهدوء الحذر تعيشها الزاوية بعد نجاح الوجهاء والاعيان في ايقاف الاقتتال.
