مازالت مصر تعتبر المأمن الوحيد لكل من يحتاج لها، وتفتح أبوابها لجميع من يلجأ لها ويحتمي بها من الوافدين عبر الحدود السودانية إلي الحدود المصرية عبر المعابر بمحافظة أسوان سواء من الأشقاء السودانيين أو الجنسيات الأخرى.

ولم تكن مدينة أسوان المصرية مجرد محطة أمان يصلوا إليها نظرًا لانها أقرب مدينة مصرية لدولة السودان الشقيقة، ولكن هناك عدد من الأشقاء السودانيين اختاروا التواجد فيها لحسن معاملة الأهالي لهم وضيافتهم علي أكمل وجه، وتحديدًا مركز دراو التابع للمحافظة يتجه للعيش فيه عدد كبير منهم.

و حاورت "الدستور" أحد الأشقاء السودانيين المتواجدين بمدينة دراو، ليحكي لنا عن استقباله وكرم الضيافة وكيفية توافده إلي أسوان بعد الحرب القائمة.

"انا هنا في دراو يعاملوني أحسن معاملة حتى الناس اللي مش عرفهم بيفتحولي بيتهم للضيافة وعاوزين يعزموني أنا وماشي في السوق، الشعب مشوفتش منهم غير كرم"، هكذا بدأ رضوان نصر حديثه لـ"الدستور".

وأضاف أنه توافد إلي مصر قبل وقوع الحرب لقضاء فترة علاج والاطمئنان على بنته المتزوجة في أسوان وأقاربه بالأقصر، ولم يكن يعرف أن الوضع سوف يتجه إلي هذه المرحلة السيئة أبدًا في بلده، مشيرًا إلي أن زوجته كانت في رحلة عمره أيضًا ولا تعرف العودة إلي السودان، وأن المتواجد في المنزل أولاده فقط، وأنه حريص علي الاطمئنان عليهم بشكل يومي نظرًا المخاطر التي نتجت عن الحرب.

وتابع لـ"الدستور" أن ينتظر الأوضاع تستقر في السودان لكي يسافر يطمئن على أولاده الذين ما زالوا هناك، بجانب أفراد عائلته أيضا حيث أن لديهم أملاك هناك بجانب الأجهزة والمستلزمات المنزلية الخاصة بهم، وغير آمن أن يتركوا كل ما يخصهم ويتوافدوا إليه، وهذا سبب عدد مجيئهم إلي مصر حتي الوقت الحالي.

عبر لـ"الدستور" أن ما نراه حاليًا وكرم ضيافة أهل مصر للسودانيين ليس جديد علي الشعب المصري، حيث أن مصر والسودان شعب واحد ليس وقت الحرب فقط، حتي قبل ذلك ونحن نشعر أن مصر بلدنا الثاني.

وأضاف قائلاً" الشعب المصري ناس كويسة ومحترمة وبيقدروا السودانيين انا ما شوفتش حاجه وحشة منهم شوفت كرم ومعاملة حسن".

وحول فتح معابر مصر لاستضافة الأشقاء السودانيين، لفت لـ"الدستور" أن مصر بلد الأمن والأمان جميل جدًا احتضان الحكومة المصرية و الشعب للشعب السوداني، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي بيحترم الشعب السوداني وعطاء للشعب السوداني، موضحًا أنه لم يستكفي باستضافة الأشقاء السودانيين فقط بل أنه يقف معهم أيضًا لتهدئة النفوس فيما يحدث لعودة الاسقرار والأمان من جديد في بلدهم.

واختتم حديثه قائلاً:"مش أنا بس إللي بشكر في الحكومة المصرية وتعاملهم حتى عائلتي الموجودين في السودان بيشكروا في الحكومة المصرية وتعاملهم معانا خلال الأزمة"