كشف، أول أمس، وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد، عن تغيير النمطية في إنجاز المدارس الابتدائية، تماشيا وقرار مجلس الوزراء الأخير بتدريس التربية البدنية في الطور الابتدائي، من خلال توظيف 12 ألف أستاذ تربية بدنية خلال الدخول المدرسي المقبل.
وأوضح الوزير في ندوة صحفية خلال زيارة عمل لولاية باتنة، بأن 90 بالمئة من المدارس تتوفر على فضاءات ومرافق رياضية، فيما سيجري تسليم المؤسسات الجديدة في الطور الابتدائي بمرافق رياضية.
وأقر وزير التربية بغياب هياكل ومرافق على مستوى بعض المدارس، مؤكدا بأنه تقرر اتخاذ إجراءات لتغطية العجز المسجل من خلال ربط تلك المدارس جواريا بالمؤسسات التي تتوفر على مرافق رياضية، لتحقيق التوافق أو حتى توجيه التلاميذ نحو المتوسطات والثانويات أو المرافق التابعة للجماعات المحلية والهيئات العمومية، لتمكين تلاميذ الطور الابتدائي في المدارس التي لا تتوفر على هياكل وتجهيزات من ممارسة الرياضة، بإشراف من أستاذ مختص.
وثمن عبد الحكيم بلعابد القرار المنبثق عن مجلس الوزراء في السادس عشر من شهر أفريل الجاري والقاضي بتدريس مادة التربية البدنية بتأطير متخصص، واصفا القرار بالحكيم والتاريخي منذ الاستقلال، بحيث يسمح لتلاميذ الطور الابتدائي بممارسة النشاطات الرياضية بتأطير متخصص، من طرف أساتذة حاملين لشهادة الليسانس ودراسات جامعية، مُعددا في ذات السياق إيجابيات القرار الاجتماعية والبيداغوجية، من خلال توظيف 12 ألف أستاذ وأستاذة في تخصص التربية البدنية سيتخلصون من البطالة، مؤكدا بأن العدد الذي تم إقرار توظيفه سيغطي كافة المدارس عبر الوطن.
وقال وزير التربية، بأن خطوة تدريس التربية البدنية لتلاميذ الطور الابتدائي  تتماشى والميثاق الدولي للأمم المتحدة لمنظمة اليونيسكو للتربية والتعليم، من خلال التوصية الرابعة، التي تؤكد على تدريس التربية الرياضية والبدنية، وهو ما يجعل الجزائر تدخل مصاف الدول الكبرى في تطبيق هذه التوصية، وفي سياق متصل خلال رده على أسئلة الصحفيين، أوضح الوزير فيما تعلق بالاكتظاظ المدرسي وتأخر تسليم مؤسسات، بأن تشييد مؤسسات تربوية جديدة يخضع لمعايير الخارطة التربوية، التي بموجبها تنجز مشاريع جديدة وفق تعداد التلاميذ، مؤكدا بأن الدولة لا تتأخر في إنجاز مؤسسات جديدة بمجرد بلوغ النصاب وفق الخارطة المدرسية.
وأضاف وزير التربية، بأن الدولة لم تتوقف عن تشييد مشاريع خلال فترة كورونا على عكس ما حدث في دول أخرى مشيرا لإنجاز 486 مؤسسة في تلك الفترة، وأرجع توقف وعدم تجسيد بعض المشاريع إلى مشاكل وعراقيل تقنية في مقدمتها غياب الأوعية العقارية لتوطين مشاريع قطاع التربية، وأشار بلعابد إلى استفادة ولاية باتنة من مشاريع جديدة قيد الإنجاز من أجل استلامها خلال الدخول المدرسي المقبل تتمثل في 03 مدارس ابتدائية، و05 متوسطات، و03 ثانويات، وأكد الوزير الموافقة على إعداد بطاقة تقنية لترميم وصيانة أجنحة ثانوية مصطفى بن بولعيد التي تعد أقدم وأكبر الثانويات على المستوى الإفريقي.
وفي رده، على سؤال حول تفاقم ظاهرة الدروس الخصوصية وغياب التلاميذ عن أقسام الدراسة خاصة في فترات الامتحانات، أكد وزير التربية بأن الجزء الأكبر من المسؤولية يقع على عاتق أولياء التلاميذ، واعتبر بأن الظاهرة لا تدعو للتهويل، مشيرا في ذات السياق إلى عمل مصالح التربية المختصة على التحسيس وسط التلاميذ وأوليائهم، كما أكد التكفل بتلاميذ الإعاقات البصرية والحركية وطيف التوحد، وفي سياق آخر أكد الحرص على برامج تكوين الأساتذة خاصة المدمجين ببرمجة 190 ساعة تكوين على مدار السنة، كما طمأن خريجي المدارس العليا للأساتذة الالتحاق المباشر في مناصبهم دون انتداب في غير طور تكوينهم.
يـاسين عـبوبو