يحتفل العالم اليوم، باليوم العالمي للرقص، وتعد الفنانة تحية كاريوكا والفنانة سامية جمال، أبرز الأسماء في عالم الرقص الشرقي ربطتهما علاقة صداقة ممتدة تميزت بالود والمحبة.

ففي عددها الـ 404 والصادر بتاريخ  28 أبريل من العام 1959، خصصت مجلة الكواكب الفنية ملف عن كاريوكا وجمال، تبادلت كلتا الفنانتين الرأي ووجهة النظر في المرآة.

تقول سامية جمال عن أول لقاء في الصداقة التي جمعتها بـ  تحية كاريوكا: "أنا لا أنسى أول مرة التقيت فيها بصديقتي العزيزة تحية كاريوكا، كان ذلك عام 1940، وكنت يومئذ راقصة مبتدئة أخطو أولي خطواتي علي مسرح فرقة بديعة مصابني وكانت تحية كاريوكا واحدة من ثلاث راقصات معروفات جدا وهن: ببا إبراهيم وسنية شوقي، وتحية كانت أشهرهن وأبرزهن لشخصيتها القوية واهتمام الصحافة بها وبتحركاتها ومشاريعها.

ــ تحية كاريوكا تهدي سامية جمال بعض من ثيابها 

ولم تكن راقصة مبتدئة مثلي لتجرؤ على الحديث مع راقصة معروفة كـ تحية، رغم ذلك كانت تحية تعاملنا جميعا برقة وعطف تبتسم لنا محيية، عن تواضع طبعا. ولم تمض عشرة أيام علي اشتغالي في فرقة بديعة مصابني حتي طلبت مني بديعة أن أرتدي فستانا "سواريه" في المساء، فقد كان هو الزي الرسمي لراقصات فرقتها، ولم أكن بالطبع أمتلك هذا الفستان، بل لم أكن أملك مالا لأشتريه به، وكان معني عدم حصولي عليه أن أفصل من الفرقة فورا، لأنه لا يليق براقصة ألا ترتدي ثوب سواريه في المساء.

وتمضي سامية جمال حديثها عن تحية كاريوكا لافتة إلي: "وفي خلال حيرتي وتفكيري في طريقة أحصل بها على الفستان السواريه، سمعت أن تحية كاريوكا لديها عدة فساتين تريد بيعها، بل كان لديها بعض بدل الرقص أيضا. واستجمعت كل شجاعتي، ذات ذات يوم، واقتربت من تحية كاريوكا التي ابتسمت لي كالعادة، وقلت لها أنني سمعت أن لديها بعض ثياب وبدل رقص قديمة تريد بيعها، ومدت تحية يدها وربتت على كتفي ودعتني للذهاب إلى البيت.

وفي البيت فتحت لي دواليب ملابسها وطلبت مني أن اختار منها ما أشاء. وأذكر أنني اخترت تاييرا وفستانا وبدلة رقص، ثم التفت إليها قائلة أنني لا أستطيع أن أسدد ثمنها إلا بالتقسيط، ولن أستطيع أن أدفع أكثر من 50 قرشا كل شهر، أعدك أن أدفعها لك بانتظام، وضحكت تحية وعادت تربت على كتفي بحنان وطيبة صادرة من القلب وقالت لي: "لا تهتمي، اقبلي هذه الثياب هدية مني".

ــ تحية كاريوكا: توقعت أن تصبح سامية جمال فنانة مشهورة

وبدورها وفي نفس العدد، تعلق تحية كاريوكا على ما ذكرته سامية جمال فتقول: لقد توقعت يومها أن هذه الفنانة المبتدئة ستكون شيئا مذكورا، وصح ما توقعته، وأصبحت سامية جمال نجمة مشهورة.

وتضيف “كاريوكا” حول واقعة الثياب التي أهدتها إلى سامية جمال: "هذه الروح يجب أن تسود بين أبناء الأسرة الواحدة، فيرعى كبيرهم صغيرهم، ويحاول أن يقدم ما استطاع من خدمات ولا أقول مساعدات لأن واجب الزمالة يحتم عليه ذلك.